ما مصير الإخوان حال نفذت واشنطن قرارها بإدراج الجماعة على قوائم الإرهاب ؟

الموجز  

أعلنت الإدارة الأمريكية أن إدراج جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب أصبح وشيكاً، وهو الأمر الذي تسبب في حالة من الارتباك داخل صفوف التنظيم.

ويقول المراقبون إنه على الرغم من كون إدراج جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب خطوة تأخرت كثيراً، إلا أنها ستعصف ببقايا التنظيم الإرهابي، وسيقلص مساحة تواجده في العالم، كما أنه سيشجع دولاً أخرى على اتخاذ قرارات مماثلة تضيق على الجماعة الإرهابية، ويجفف منابع التمويل.

ونقل موقع "العين" الإخباري عن المفكر الإسلامي ثروت الخرباوي قوله إن القرار الأمريكي ستكون له تداعيات كبيرة على وضع التنظيم خاصة في ظل تساقط أوراقه بتونس بفشل حركة "النهضة"، بالإضافة إلى الضغط البرلماني لسحب الثقة من رئيسه راشد الغنوشي، فضلا ًعن التوتر الذي يعيشه النظام التركي في تركيا، وهو ما يجعل قرار واشنطن ضربة قاصمة للتنظيم.

وأشار الخرباوي إلى أن قرار الإدارة الأمريكية سيشجع دولاً أخرى على اتخاذ إجراءات مماثلة، وهو ما سيسفر عنه تضييق الخناق على التنظيم الإرهابي، لأنه سيجعل تواجد كيانات تابعة للجماعة غير قانونية في تلك الدول، مما يؤثر بشكل كبير على تمويلات الجماعة ويضربها في مقتل.

أما الباحث في الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق، فقد صرح بأن قرار الإدارة الأمريكية بإدراج الإخوان على قوائم الاٍرهاب مرتبط بشكل مباشر بالتوتر السياسي في الشارع الأمريكي، حيث يعد محاولة من ترامب لكسب مساحة جديدة من الشعبية في ظل الإجراءات التي يتخذها الكونجرس لعزله.

وأضاف فاروق أن عواقب القرار الأمريكي على تنظيم الإخوان ستكون وخيمة، حيث ستقضي على طموحات العودة إلى الساحة السياسية مجدداً، فيما يتعلق بالشرق الأوسط، كما سيتبعها تتبع لأرصدة قيادات التنظيم ومصادر تمويله في عدة دول، في إطار إجراءات مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.

وأشار إلى أن قرار تصنيف الإخوان على قوائم الاٍرهاب يحتاج لإجراءات طويلة، خاصة وأن هناك عدة جهات رسمية من شأنها إثبات تورط الإخوان في دعم وتمويل الإرهاب مثل وزارة الخزانة ومجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع والبيت الأبيض.

وأوضح فاروق أن تقديم تلك الأدلة بالوثائق للكونجرس الذي يقوم بدوره بإصدار التقرير النهائي وتقديمه للخارجية الأمريكية المنوط بها الإعلان الرسمي عن وضع جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب.

وأضاف الباحث في شئون الجماعات الإرهابية أن هذه الإجراءات يتم عرقلتها فعلياً بسبب سيطرة الديمقراطيين على بعض دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة، وبعضهم حلفاء الإخوان.

من جانبه، قال الباحث المتخصص في حركة الإسلام السياسي، منير أديب، إن مشكلة الولايات المتحدة في استراتيجية مواجهة الإرهاب، تكمن في أن ذلك يتم بشكل انتقائي بمعنى أنه في الوقت الذي تحارب بعض التنظيمات الإرهابية مثل "داعش"، لا تعلن عن قرار حاسم بشأن الإخوان.

‏وأشار أديب إلى أن جماعة الإخوان وفرت البيئة لكافة التنظيمات الإرهابية التي خرجت بعدها، مثل تنظيم جماعة التكفير والهجرة الذي أسسه الإخواني شكري مصطفى، وهو أحد المتهمين مع سيد قطب، الابن الروحي لتنظيم الإخوان المسلمين في قضية تنظيم ١٩٦٥.

وقال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير الشئون الأمريكية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن موضوع إدراج الإخوان كجماعة إرهابية مطروح منذ إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

وأشار أحمد إلى أن مجلس النواب الأمريكي شهد 16 محاولة لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية، ولكن لم تتبلور في أي قرار رسمي عن الإدارة الأمريكية حتى الآن.

تعليقات القراء