تفاصيل يوم عاصف في السودان.. تمرد عسكري وإطلاق نار وإغلاق المجال الجوي.. والجيش يتدخل

الموجز  

اشتعلت الأوضاع في السودان، وبالتحديد في الخرطوم، بعد اندلاع اشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات هيئة العمليات بجهاز المخابرات العامة، في أحياء كافوري والرياض وحي المطار بالعاصمة السودانية أمس الثلاثاء.

وأفادت وسائل إعلامية بأن تبادل إطلاق النار جرى بعد وقفات احتجاجية من قوات الهيئة في ثلاثة من مواقعها، حيث طالبت فيها بحقوق ما بعد الخدمة من مكافآت مالية، وذلك بعد قرار تسريحهم من جهاز المخابرات ورفضهم خيار الالتحاق بقوات الدعم السريع.

وذكرت قناة روسيا اليوم أن قوات متمردة تابعة لجهاز المخابرات العامة السوداني سيطرت على حقلى نفط جنوب البلاد.

وأضافت أن القوات المتمردة قامت بالاستيلاء على حقليّ حديدة وأبو سفيان النفطيين في ولاية غرب كردفان.

وقررت السلطات السوانية اتخاذ إجراء احترازي بإغلاق الأجواء لمدة 5 ساعات انتهت في 8 مساءاً، لمنع أي شخص من الهروب ربما يكون قد تورط في الأحداث.

وذكرت وسائل إعلامية أن القوات الأمنية أغلقت الطرق المؤدية إلى المباني التي تشهد التمرد، وحذرت المواطنين من الاقتراب منه إلى حين التعامل وإنهاء الأمور.

كما انتشرت مدرعات ودبابات الجيش إلى منطقتي الكافوري والرياض لقمع التمرد الذي قاده المنتسبون السابقون، احتجاجاً على شروط إنهاء خدماتهم.

وحمّل قائد قوات الدعم السريع ونائب المجلس السيادي في السودان، الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي"، جهاز المخابرات السوداني، والأمن الوطني، مسؤولية الأحداث التي شهدتها العاصمة الخرطوم اليوم.

ووصف عضو المجلس السيادي، الفريق الركن شمس الدين الكباشي، ما يجري بأنه "تمرد عسكري"، من دون أن يستبعد خيار اللجوء للقوة للتعامل معه.

وخرج رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، لطمأنة المواطنين، حيث أكد أن الأمور باتت تحت السيطرة.

وأضاف حمدوك أن هذه الأحداث "لن توقف مسيرتنا ولن تتسبب في التراجع عن أهداف الثورة، وهي تثبت الحاجة لتأكيد الشراكة الحالية"، مجدداً "الثقة في القوات المسلحة والنظامية وفي قدرتها على السيطرة على الموقف".

وذكرت وكالة رويترز أن القوات المسلحة السودانية نجحت في استعادة جميع مقار المخابرات في الخرطوم من قبضة عناصر أمن متمردة.

ونقلت الوكالة عن مصدر لها قوله إن القوات المسلحة "تسلمت جميع مقار هيئة العمليات بعد نجاح تفاوض قاده مدير جهاز المخابرات وأقنع القوات بتسليم سلاحها وتسليم المقار وانتهاء الأزمة".

وقال جهاز المخابرات العامة السوداني، في بيان له، إنه "في إطار هيكلة الجهاز، وما نتج عنها من دمج وتسريح بحسب الخيارات التي طرحت على منسوبي هيئة العمليات، اعترضت مجموعة منهم على قيمة المكافأة المالية وفوائد ما بعد الخدمة".

وأضاف البيان أنه يجري حالياً "تقييم ومعالجة الوضع وفق متطلبات الأمن القومي للبلاد".

من جانبها، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية عن إصابة 5 أشخاص خلال عمليات إطلاق النار في منطقة كافوري التي شهدت التمرد المسلح من الأفراد السابقين بجهاز المخابرات السودانية.

وأفادت صحيفة المشهد السوداني بأن أحد أفراد الجيش قتل بالرصاص خلال الاشتباكات مع المتمردين، في وقت كثفت فيه القوات المسلحة وقوات الدعم السريع من وجودهما بالمنطقة.

وأعلن رئيس أركان الجيش السوداني، محمد عثمان الحسين، عن مقتل عسكريين اثنين وإصابة 4 آخرين من الجيش السوداني خلال محاولة القضاء على تمرد بعض منتسبي جهاز المخابرات السوداني.

وأضاف الحسين خلال مؤتمر صحفي عقد للإعلان عن انتهاء التمرد، أنهم تمكنوا من القضاء على التمرد بأقل الخسائر، مشدداً على أن "المنظومة الأمنية ستظل متماسكة وعصية على كل متربص بها".

ونوه بأن جميع مباني المخابرات تحت سيطرة الجيش السوداني الآن.

من جهته، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، اليوم الأربعاء، عن فتح المجال الجوي للسودان.

وقال البرهان : "حركة الملاحة عادت إلى طبيعتها في مطار الخرطوم، وتمت السيطرة على جميع المقار من قبل القوات المسلحة السودانية"، وأضاف: "لن نسمح بحدوث أي انقلاب في السودان".

تعليقات القراء