تداعيات توقيع السراج لإتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع تركيا .. حفتر يقترب من النصر

الموجز

تحت العنوان أعلاه، كتب رافيل موستافين في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول تداعيات توقيع مذكرتي تفاهم بشأن التعاون الأمني والعسكري بين طرابلس وأنقرة، وتحديد مناطق النفوذ البحري ونشرت روسيا اليوم نص المقال والذاء جاء كالتالي:-

"حصل الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر على فرصة للانتصار في الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا، عقب تحوّل شيوخ قبائل مصراتة من دعم قوات حكومة "الوفاق" بقيادة فايز السراج إلى دعم الجيش الوطني الليبي، إثر توقيع السراج اتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع تركيا الأسبوع الماضي في اسطنبول.

أثارت هذه الاتفاقية غضب الخارج أيضا، بحسب العديد من التقارير الإعلامية العربية، حيث صرح وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، ووزير الخارجية المصري، سامح شكري، بعدم شرعية الاتفاقية العسكرية بين طرابلس وأنقرة. وتنص الاتفاقية على تدريب كوادر عسكرية من حكومة الوفاق الوطني، وتطوير العلاقات بين العسكريين في البلدين. ووفقا لديندياس، فإنه من المحتمل جدا أن تواصل تركيا، بمساعدة هذه الاتفاقية انتهاك حظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2011، مباشرة بعد اندلاع الاحتجاجات ضد معمر القذافي. بالإضافة لذلك يرى الدبلوماسيان أن السراج قد تجاوز سلطته بتوقيع هذه الاتفاقية، بينما تتدخل تركيا في الشؤون الداخلية الليبية، الأمر الذي يتناقض مع الجهود العامة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية.

وعلى الرغم من ذلك، فمن الأرجح أن تركيا لن تلق بالا إلى تلك الانتقادات الدبلوماسية، وليس سرا أن تركيا تنتهك الحظر على الأسلحة في ليبيا منذ فترة طويلة، وبشكل علني، وتزود أنصار السراج بسيارات مدرعة، وطائرات بدون طيار، وأنواع أخرى من المعدات العسكرية التركية، كما تشارك تركيا أيضا في التدريب وتنظيم العمليات العسكرية ضد قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر. لكن أحدا لا يريد مواجهة تركيا بذلك، لعدم الرغبة في مواجهة اتهامات بمناصرة الطرف الآخر في الصراع. لكن ما يمكن أن يغيّر الوضع الليبي على الأرض، ويحول القائد الأعلى للجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، إلى النصر هو البيان الأخير الذي أدلى به شيوخ القبائل في مصراتة، الذين أعربوا عن سخطهم من تصرف السراج، الذي خان فعليا المصالح الوطنية للبلاد من أجل تركيا، بتوقيعه على هذه الاتفاقية، وفقا لهم. وإذا كان الأمر كذلك، فإن ذلك يهدد التحالف العسكري-السياسي القائم بين القوات الموالية للسراج التي أنشأت في طرابلس، ومجموعات مصراتة.

وتتميز مجموعات مصراتة بأنها تضم الجنود الأكثر انضباطا، وتدريبا، كما أنهم يدافعون عن الحرية والاستقلال عن قبائل أخرى تضم مؤيدين لجماعة الأخوان المسلمين، ولا يقبلون عناصر الدولة الإسلامية والقاعدة، وكانت تضمهم مع السراج كراهيتهم لحفتر، حيث لعب مقاتلو مصراتة الدور الأهم في دعم قوات الوفاق حينما بدأ حفتر هجومه على طرابلس أبريل الماضي. وكانوا هم من أبدوا صلابة شديدة في الدفاع عن طرابلس، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت اليد الطولى في الدفاع لمجموعات مصراتة أم للأتراك بأسلحتهم ومستشاريهم.

لكن السخط الذي عبر عنه شيوخ القبائل لم يكن موجها ضد السراج وحده، ولكن أيضا إلى الشراكسة، الذين كانوا أيضا على استعداد للتعاون مع الأتراك، وهم حوالي 35 ألف من نسل الشركس (القوقاز) في ليبيا، ويعيشون هناك منذ القرن العاشر، ويشكلون كتلة كبيرة داخل مجموعات مصراتة، لذلك فمن غير المحتمل أن يتم اتخاذ قرار بشأن العلاقة مع السراج دون مراعاة العنصر الشركسي".

تعليقات القراء