بين «النجاح والكفاءة» و«احتلال قوى التأسلم السياسي».. تفاصيل أزمة تعيين «منتقبة» للعمل مديرة لقصر ثقافة كفر الدوار

الموجز  

أثار نبأ انتداب فنانة تشكيلية "منتقبة" للعمل مديرة لقصر ثقافة كفر الدوار بمحافظة البحيرة حالة من الجدل، حيث عبر الكثير من المثقفين بالمحافظة عن استيائهم من قرار تعيين منى القماح، واصفين إياه بـ "الخاطيء".

وعلّق الشاعر صلاح اللقاني على تعيين "منتقبة" مديرة قصر ثقافة كفر الدوار، في تصريحات نقلها موقع "مصراوي"، حيث قال: "في الماضي لم يكن في البحيرة مكان لائق للعمل الثقافي، ورغم هذا صارت المقهى والرصيف وحجرات الأصدقاء الفقيرة مراكز إشعاع ثقافي، وضع دمنهور في القلب من الحراك الثقافي الذي عم مصر بعد هزيمة يونيو 1967".

وأضاف اللقاني: "الآن بعد أن امتلأت دمنهور وتوابعها بأفخم قصور الثقافة ومراكز الإبداع، لم يجد المثقفون التنويريون لهم مكانًا، فاعتصموا بنصوصهم، ولزموا بيوتهم، بينما احتلت قوى التأسلم السياسي الساحة".

من جانبها، قالت منى القماح إنها فوجئت أول أمس بصدور قرار إداري جديد يلغي قرار تعيينها، الذي صدؤ رسمياً من قبل لجنة مشكلة من أحمد درويش رئيس الإدارة المركزية المختص، و4 مديري إدارات بثقافة البحيرة.

وأضافت القماح لـ"مصراوي": "كان المفترض أن يتم إخلاء طرفي، أو تقديم اعتذار قبل أن يتم إصدار قرار إداري بإقالتي، بعد أن تم تعييني يوم 21 نوفمبر الماضي"، مؤكدة أن قرار إقالتها "غير قانوني" لأنه تم بدون تشكيل لجنة توازي اللجنة التي عينتها، مشيرة إلى أنها لم تتخذ قرارًا بالطعن على قرار إقالتها بعد، ولم تحدد كيف ستتصرف في هذا الأمر.

ودافع أحمد درويش، رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، عن قرار اختياره لمنى القماح، حيث قال: "تم اختيار الفنانة التشكيلية المنتقبة بناء على ترشيح مسبق من فرع الثقافة التابعة له، ورحب بتكليفها مديرة لقصر الثقافة كلًا من رئيس مجلس المدينة ومديري المدارس بالتربية والتعليم والكنيسة بكفر الدوار".

وأضاف درويش: "رأيت فرحة بتكليف هذه السيدة من 4 مديري إدارات هم التفتيش والموارد البشرية والمكتب الفني والشئون الثقافية، وكانت وجهة نظرهم أن هذه السيدة نموذج مشرف وقدوة حسنة، وتوخيت الحذر في الموضوع الأمني ولم نجد عليها أي ملاحظة أمنية لا من قريب أو من بعيد، كما أنها فنانة تشكيلية نجحت خلال عملها في أن تجمع الآراء من الأطفال والفنانين التشكيليين على فنها الذي تؤديه بامتياز، إلا أنني تراجعت عن القرار بعدما رأيت الوقت غير مناسب، خاصة أن قرارها مؤقت".

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، أنه عقب خلو منصب مدير قصر ثقافة كفر الدوار بعد تصعيد المدير الأسبق للقصر وتعيينه بوظيفة جديدة في سيناء، اختار مدير فرع ثقافة البحيرة أقدم الموظفين في القصر لإدارته بشكل مؤقت لحين الإعلان عن الدرجة الوظيفية، وتقدم من يرغب في شغلها إلى المسابقة ضمانًا للشفافية، وتم اختيار، منى القماح.

ونقل موقع "مصراوي" عن عواض قوله: "عندما دققت في هذا الاختيار وجدت في هذا القصر من هو أقدم منها لشغل هذه الوظيفة، فوجهت بتغييرها فورًا".

وأكد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة أن وجود القماح لإدارة قصر ثقافة كفر الدوار لم يكن تعيينًا رسميًا وإنما تم تصعيدها بشكل آلي لتسيير الأعمال فقط، والتوقيع على الأوراق حتى لا يتعطل العمل.

تعليقات القراء