بعد واقعة برج القاهرة.. تفاصيل انتحار ممرضة داخل مستشفى حكومى بكفر الشيخ.. و"الصحة النفسية" تدشن خطًا ساخنًا لتلقي مكالمات الراغبين في الانتحار.. والأزهر: قتل النفس من أكبر الكبائر

الموجز

سادت حالة من الغضب يصاحبها حالة من الخوف بين المواطنين عقب نشر فيديو لطالب هندسة حلوان أثناء القاءه بنفسه من أعلى برج القاهرة.

خط ساخن لتلقي مكالمات الراغبين في الانتحار

وبعد الواقعة، كشفت الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، عن تخصيص خط ساخن لتلقي واستقبال المكالمات حول الراغبين في الانتحار.

ويقوم الخط باستقبال المكالمات من أي شخص في أي وقت، ويقوم باستقبال المكالمات أخصائيون نفسيون، تلقوا التدريب،  في إطار الحملة التي أطلقتها بعنوان “حياتك تستاهل تتعاش” لمكافحة الانتحار.

خطوط للراغبين بالانتحار

وأكدت أن الشخص الراغب في الانتحار يمكنه التواصل عبر الخطوط التالية “08008880700 – 0220816831”.

حملة للحد من زيادة معدلات الانتحار

من جانبها، قالت الدكتورة منن عبدالمقصود أمين عام الصحة النفسية وعلاج الإدمان، إن الأمانة دشنت حملة للحد من زيادة معدلات الانتحار، لزيادة التوعية المجتمعية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، واشترك فيها فريق من المتطوعين، تم تدريبهم على كيفية التعامل مع الأفكار الانتحارية.

أضافت أنه سيتم تقديم تدريب لعدد من مختلف الفئات سواء طلبة جامعات أو خريجين أو أخصائيين على كيفية التعامل مع شخص مقبل على الانتحار.

ممرضة تنتحر

وفي سياق متصل، أقدمت ممرضة بمستشفى العبور للتأمين الصحي بكفر الشيخ ، على الإنتحار بتناول حبة حفظ الغلال القاتلة، داخل المستشفى بالطابق الرابع بالمستشفى.

تناولت قرض حفظ الغلال السامة

تلقى اللواء محمود حسن مساعد وزير الداخلية، مدير أمن كفر الشيخ، واللواء هيثم عطا مدير إدارة البحث الجنائى بالمديرية، إخطار من النجدة يفيد بورود بلاغ من مستشفى العبور للتأمين الصحي بكفر الشيخ، بانتحار ممرضة تدعي “إ .ع ” تناولت قرض حفظ الغلال السامة بالطابق الرابع داخل المستشفى لتلقى مصرعها فى الحال.

على الفور إنتقل عدد من القيادات الأمنية إلى المستشفى وجارى عمل التحريات اللازمة حول الواقعة لمعرفة الأسباب التى دفعتها إلى الإنتحار، وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

الأزهر يحذر

حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، من جريمة الانتحار التي انتشرت في الآونة الأخيرة، حيث أكد أن الإسلام أمر بالحفاظ على النفس وليس قتلها.

وأوضح المركز في بيان له: “الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.. فإن الإسلام أمر بالحفاظ على النفس البشرية؛ بل جعلها من الضروريات الخمس التي يجب رعايتها، وهي: الدين والنفس والنسل والمال والعقل”.

وتابع: “قال الشاطبي: فقد اتفقت الأمة -بل سائر الملل- على أن الشريعة وُضعت للمحافظة على الضروريات الخمس -وهي: الدين، والنفس، والنسل، والمال، والعقل- وعلمها عند الأمة كالضروري، ولم يثبت لنا ذلك بدليل معين، ولا شهد لنا أصل معين يمتاز برجوعها إليه، بل عُلمت ملاءمتها للشريعة بمجموع أدلة لا تنحصر في باب واحد، ولو استندت إلى شيء معين لوجب إعادة تعيينه [الموافقات للشاطبي]”.

بذل الوسع في حفظ النفس مطلوب

وأكد على أن: “بذل الوسع في حفظ النفس مطلوب، ولو وصل الأمر في حالة الاضطرار إلى مواقعة محرم ليبقي المرء على نفسه، ويحفظها من الهلاك”.

وقال البيان: “ومن العجيب أن يصل الحال بإنسان أن ينهى حياته بيده، وكأنها ملك خالص له، وكأن الموت سينهي معاناته ويريحه من كل مشاكله، ولا يخفى على ذي عقل أن هذا الظن خاطئ بيِّن الخطأ؛ فالله سبحانه وتعالى خلقنا واستعمرنا في الأرض، وأعلمنا أن الدنيا دار عناء وابتلاء، قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]، وقال عز من قائل: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } [الأنعام: 165]”.

وتابع: “والمؤمن يعلم هذه الحقيقة، ولذلك يستقبل المصائب بالصبر والاحتساب، وقد ساق الحق سبحانه وتعالى البشرى لمن صبر على البلاء ولم يجزع؛ فقال سبحانه: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [البقرة: 155 – 157]، وفي صحيح مسلم عن صهيب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرًا له”.

المنتحر ظالم لنفسه

واستطرد البيان: “لذلك فالمقدِم على هذه الجريمة ظالم لنفسه، مهما حاول أن يلقي باللائمة على الظروف المعيشية والحياتية فهذا ليس مبررًا للانتحار”.

قتل النفس من أكبر الكبائر

واستكمل الأزهر بيانه قائلًا: “قتل النفس من أكبر الكبائر فهي إزهاق للروح التي حبانا الله إياها، وعدم صبر على اختبار الله سبحانه وتعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2]، واستعجال ما قُدر”.

وأوضح البيان: “لذلك توعد الله سبحانه وتعالى المنتحر بالعقاب الأليم، قال تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (31) } [النساء: 29 – 32]”.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع، فأخذ سكّينًا فحز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة» [صحيح البخاري]، وقد لا تنجيك أعمالك الصالحة في الدنيا حال ارتكابك لهذه الجريمة الشنعاء من العقاب – {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هود: 119]-

وشدد البيان: “ولنا في هذه القصة العبرة والشاهد؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل ممن يدعي الإسلام: «هذا من أهل النار»، فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالًا شديدًا فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله، الذي قلت له إنه من أهل النار، فإنه قد قاتل اليوم قتالًا شديدًا وقد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إلى النار»، قال: فكاد بعض الناس أن يرتاب، فبينما هم على ذلك، إذ قيل: إنه لم يمتْ؛ ولكن به جراح شديد، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: «الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله»، ثم أمر بلالًا فنادى بالناس: «إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر»[صحيح البخاري]”.

وختامًا: نوضح أن المسلم مُبتلى، والمؤمن الصادق يعلم أن هذه الدّار ليست دار راحة، بل هي دار عناء وتعب، ومواجهة هذه المتاعب لا بد لها من إيمان ويقين، كما قال تعالى: {وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ} [التوبة: 118].

واختتم الأزهر بيانه قائلًا: “نسأل الله تعالى لنا ولكم السلامة، وأن يحفظ الجميع، والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل”.

تعليقات القراء