هل سيتنحى بوتين عن رئاسة روسيا في 2024؟

الموجز 

منذ 20 عاماً لا يزال فلاديمير بوتين في السلطة التنفيذية إما رئيساً أو رئيساً للوزراء، حتى تحول إسمه لمرادف "روسيا الحديثة".

ويقول مراقبون أن هيمنة بوتين (67 عاماً) على المشهد السياسي في روسيا لم يترك مجالاً لمجرد التخيل من قد يخلفه في عرش الكرملين.

من المقرر أن تنتهي ولاية بوتين الرئاسية في عام 2024، وبحسب الدستور فإنه الرئيس الروسي مجبر على ترك زعامة السلطة لخلفه، ومع ذلك اقترح العديد من الساسة الروس أن يلتف على الدستور ليبقى بالحكم.

وفي سبيل تحقيق ذلك، كتب رئيس البرلمان الروسي، فياتشيسلاف فولودين، مقالاً تحدث فيه عن ضرورة تعديل الدستور الروسي، واصفاً إياه بأنه "أصبح قديماً".

وبالعودة إلى الوراء، فإن بوتين أقدم على فعل ذلك في عام 2008، عندما أجبر على التنحي ليصبح رئيساً للوزراء، وتعيين ديمتري ميدفيديف رئيساً للبلاد.

ويقول مراقبون إنه وعلى الرغم من تنحي بوتين عن رأس السلطة ورئاسة ميدفيديف، إلا أن الأخير رفض الترشح مرة ثانية في عام 2012، حيث عاد إلى منصب رئيس الوزراء تحت رئاسة بوتين الذي عاد للكرملين.

ونقلت صحيفة "نيوزويك" الأمريكية عن أحد كبار مساعدي الرئيس الأسبق بوريس يلتسين، فالنتين يوماشيف، سوف يتنحي عن السلطة.

وقال يوماشيف أن بوتين سيغادر الكرملين بنسبة 99 بالمئة بناءاً على رغبته الشخصية، حيث سيكون في عام 2024 قد أمضى 25 عاماً في رئاسة روسيا، أي أطول فترة في الحكم منذ عهد جوزيف ستالين.

وعن كواليس اختيار يلتسين لبوتين لخلافته، قال المسئول الروسي السابق إن الرئيس الراحل رأى فيه الشخصية القادرة على مواصلة الإصلاحات الليبرالية في روسيا.

وأضاف: "رأى يلتسين أن بوتين من جيل مختلف، ممن لم تتكون شخصيتهم القيادية في العهد السوفيتي"، مشيراً إلى أن بوتين كان عميلاً محترفاً لجهاز المخابرات السوفييتي (KGB) في دول أوروبا الشرقية حينها.

وتابع المسئول الروسي السابق أن يلتسين كان يهمه في المقام الأول شخصية خليفته وطباعه، حيث رأى في بوتين رجلاً صلب النواة، يمكنه اتخاذ القرارات الصحيحة ومواصلة الإصلاحات الليبرالية.

وبعد توليه رأس السلطة، رد بوتين الجميل ليلتسين، حيث كان أول إجراء قام به عند توليه منصبه عام 1999 هو التوقيع على أمر بالحصانة عن أي تهم جنائية قد تُوجَّه إلى سلفه.

ونظراً لعدد من الأزمات السياسية التي شهدتها روسيا بوتين، فإن المراقبون لا يرجحون تسليم بوتين للسلطة في عام 2024 ببساطة.

ويقول ويضيف المرؤاقبون أن بوتين وفريقه سيعيان لإيجاد سبيل يتيح لهم الحفاظ على نفوذهم بعد الخروج من السلطة.

وأوضحوا أن ذلك السبيل يمكن من خلال إقامة مؤسسة جديدة بدلاً من العودة لتولي منصب رئيس الوزراء للالتفاف على القيود الدستورية على الرئاسة كما حصل في العام 2008.

وأشار المراقبون إلى أنه يجرى حالياً التفكير بإنشاء هيئة جماعية لتوجيه البلاد، ويكون بوتين رئيسها دائماً حتى مماته، في نظام يماثل إلى حد كبير جمهورية كازاخستان السوفييتية السابقة، عندما تنحى الرئيس نور سلطان نزارباييف مع احتفاظه بنفوذه في البلاد.

وأوضح المراقبون أنه في حال حدوث هذا الأمر، فإن بوتين سيكون صاحب الكلمة الأولى في القضايا المفصلية.

تعليقات القراء