مصر ترد على تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي.. القاهرة تعرب عن صدمتها وأسفها الشديد.. وتكشف عن دعوة من الإدارة الأمريكية لحل أزمة سد النهضة

الموجز   

أعربت مصر عن صدمتها ومتابعتها بقلق بالغ وأسف شديد التصريحات التي نقلت إعلاميا ومنسوبة لرئيس الوزراء آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي.

وقالت وزارة الخارجية، في بيان لها مساء اليوم الثلاثاء، إن هذه التصريحات - إذا صحت - التي تضمنت إشارات سلبية وتلميحات غير مقبولة اتصالا بكيفية التعامل مع ملف سد النهضة، فهو الأمر الذي تستغربه مصر باعتبار أنه لم يكن من الملائم الخوض في أطروحات تنطوي على تناول لخيارات عسكرية باعتباره مخالفا لنصوص ومبادئ وروح القانون الأساسي للاتحاد الأفريقي.

وأضاف البيان أن مصر "لم تتناول هذه القضية في أي وقت إلا من خلال الاعتماد علي أطر التفاوض وفقا لمبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية ومبادئ العدالة والإنصاف، بل دعت وحرصت دوما على التفاوض كسبيل لتسوية الخلافات المرتبطة بسد النهضة بين الدول الثلاث، وذلك بكل شفافية وحسن نية على مدار سنوات طويلة".

وأعرب البيان عن دهشة مصر من تلك التصريحات، والتي تأتي بعد أيام من حصول رئيس الوزراء الإثيوبي علي جائزة نوبل للسلام، وحفاوتنا جميعا بها، وهو الأمر الذي كان من الأحرى أن يدفع الجانب الإثيوبي إلى إبداء الإرادة السياسية والمرونة وحسن النوايا نحو الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم وشامل يراعي مصالح الدول الثلاث الشقيقة مصر وإثيوبيا والسودان، حيث لا يمكن التعامل مع قضية بهذا القدر من الحساسية والتأثير علي مقدرات الشعوب الثلاثة استنادا لوعود مرسلة.

وفي السياق نفسه، أشار البيان إلى تلقي مصر دعوة من الإدارة الأمريكية لاجتماع لوزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن؛ في ظل حرصها علي كسر الجمود الذي يكتنف مفاوضات سد النهضة.

وأضاف البيان "وهي الدعوة التي قبلتها مصر علي الفور اتساقا مع سياستها الثابتة لتفعيل بنود اتفاق إعلان المبادئ وثقةً في المساعي الحميدة التي تبذلها الولايات المتحدة".

يأتي هذا بالتزامن مع تهديد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لمصر، حيث صرح أن بلاده على استعداد لحشد ملايين الأشخاص في حال استدعت الحاجة خوض حرب حول سد النهضة، مؤكدًا في الوقت نفسه أن المفاوضات هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، خلال جلسة استجواب بالبرلمان الإثيوبي اليوم الثلاثاء، إنه البعض "يتحدث عن استخدام القوة (من جانب مصر). لكن يجب أن نؤكد أنه لا توجد قوة يمكنها منع إثيوبيا من بناء السد".

وتابع "إذا كانت ثمة حاجة لخوض حرب فيمكننا حشد ملايين. إذا تسنى للبعض إطلاق صاروخ، فيمكن لآخرين استخدام قنابل. لكن هذا ليس في صالح أي منا".

وشدّد على أن بلاده عازمة على استكمال مشروع السد الذي بدأه زعماء سابقون، "لأنه مشروع ممتاز"، على حدّ وصفه.

ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في روسيا، على هامش القمة الروسية - الأفريقية في مدينة "سوتشي".

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي إن قضية سد النهضة ستكون مطروحة بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين ضمن لقائهما في سوتشي، مشيرا إلى أن هذه القضية تطرح في كل اللقاءات الدولية.

سوتشي – سبوتنيك. وقال راضي في حديث حصري لـ"سبوتنيك" عن قضية سد النهضة "هو موضوع يتم بحثه في معظم اللقاءات الثنائية مع زعماء العالم، لشرح وجهة النظر المصرية، وما تم التوصل إليه وما تم من إجراءات وماهو عالق، على أن يتحمل كل جانب المسؤولية، فهو موضوع يعتبر قاسما مشتركا في كل اللقاءات مع زعماء العالم وبطبيعة الحال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وأضاف راضي "حقيقة سد النهضة من الموضوعات الهامة، التي تهتم بها مصر حاليا، والمفاوضات حوله جارية منذ 2015، بتوقيع إعلان مبادئ ما بين الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا".

تعليقات القراء