بعد التهديد الإثيوبي.. مواجهة عسكرية ثالثة في الأفق.. القاهرة وأديس أبابا تواجها مرتين في التاريخ

الموجز  

في تطور جديد وغير متوقع بشأن قضية سد النهضة، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، اليوم الثلاثاء، إنه إذا اضطرت بلاده إلى خوض حرب بشأن سد النهضة، فيمكن لها أن تحشد الملايين من أجل المواجهة.

وقال أحمد، في كلمته أمام البرلمان الإثيوبي اليوم، إن "البعض يقول أشياء بشأن استخدام القوة من جانب مصر، يجب التأكيد على أنه لا توجد قوة يمكن أن تمنع إثيوبيا من بناء السد".

وتابع "إذا كانت هناك حاجة إلى خوض حرب فيمكننا حشد الملايين، وإذا أطلق البعض صاروخا، فيمكن للآخرين استخدام القنابل، لكن هذا ليس في صالحنا جميعا"، مؤكداً أن "سد النهضة سيستمر كما هو مخطط له، ولا يمكن لأحد أن يوقف إكمال هذا المشروع الحيوي والمفصلي للبلاد".

يأتي هذا بعدما وصلت المفاوضات بين الطرفين إلى طريق مسدود، بحسب ما أعلنت الحكومة المصرية في أكثر من مناسبة، ليطفو سؤال مهم على الساحة الآن، هل الخيار العسكري مطروحا؟.

وبحسب المراقبون، فإن الحرب العالمية المقبلة ستكون على المياه، مشيرين إلى أن هناك بعض المناطق في العالم تشهد توتراً بنفس الدرجة التي تشهدها منطقة حوض نهر النيل.

ويرجح المراقبون اندلاع حرب على المياه بسبب تعنت إثيوبيا وقيامها بتشييد سد النهضة، ما لم تصبح أديس أبابا مرنة في مفاوضاتها مع الجانبين المصري والسوداني وتسعى حقاً للتوصل إلى اتفاق مع الدولتين.

هل حدثت مواجهات عسكرية من قبل بين مصر وإثيوبيا ؟

بحسب بعض المراجع التاريخية، فإن مصر بزغت كقوة عسكرية كبرى في افريقيا مع غروب شمس الإمبراطورية العثمانية، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر اتجه خديوي مصر إسماعيل لإقامة إمبراطورية مصرية كبرى في افريقيا تسيطر على القرن الإفريقي ومنابع النيل، لذلك عمل على إقامة جيش مصري كبير بقيادة ضباط أوروبيين وأمريكيين، من المنتمين لولايات الجنوب والذين غادروا بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية.

ووقعت مصر في صدام مع إثيوبيا في معركتين وهما معركة جوندت وجورا.

معركة جوندت 1875

في ديسمبر عام 1874، توجهت قوة مصرية قوامها 1200 جندي من ميناء كسلا تحت قيادة الضابط السويسري مونزينجر واحتلت كيلين، ولكن مع احتجاجات إثيوبيا انسحب الجيش غير أنه خلف حامية وراءه لحماية بعثة كاثوليكية رغم وجود تلك البعثة في المنطقة لأكثر من 40 عاما دون حماية.

وخلال شهر أكتوبر عام 1875 ،احتلت قوة مصرية بقيادة الكولونيل الدنماركي سورن آريندوب منطقة جيندا وأرسل مبعوثا إلى ملك إثيوبيا يوحنا السادس يطالبه بترسيم الحدود، وقد اعتبر الملك الإثيوبي الرسالة بمثابة تهديد، فقام بسجن الرسول، وفي 23 أكتوبر أعلن ملك إثيوبيا الحرب على مصر.

جاء هذا في الوقت الذي وردت فيه أنباء للجانب الإثيوبي بأن المصريين يعززون قواتهم داخل الأراضي الإثيوبية بنحو ألفي جندي قدموا بقيادة مونزينجر باشا من كسلا.

وبحلول يوم 16 نوفمبر كانت المعركة قد انتهت، ولم ينج منها سوى عدد قليل.

معركة جورا 1876

شن الجيش المصري حملة أكبر قوامها 20 ألف جندي على إثيوبيا عام 1876 بقيادة محمد راتب باشا والجنرال الأمريكي وليام لورينج، حيث تقدم المصريون إلى جورا وأقاموا حامية هناك.

وفي 5 و 6 نوفمبر شن الجيش الإثيوبي، وكان قوامه 200 ألف مقاتل، هجوما على القوات المصرية، حيث كانت مسلحة بالبنادق ومدفع واحد.

وفي 8 و9 مارس هاجمت القوات الإثيوبية جورا، وفي 10 مارس قاد رشيد باشا وعثمان بك نجيب هجوما مضاداً ضد الإثيوبيين.

مقارنة بين الجيش المصري والإثيوبي

ذكر موقع "جلوبال فير بور" الأمريكي إن تصنيف قوة الجيوش لا يعتمد فقط على عدد الجنود وقدراتهم التسليحية، وإنما يشمل حجم القوة البشرية في كل دولة وقوتها الاقتصادية.

ويحتل الجيش الإثيوبي المرتبة رقم 47 بين أقوى 137 جيشا في العالم، بينما يصنف الجيش المصري ضمن أقوى 12 جيشا في العالم.

يصل عدد سكان إثيوبيا إلى 102 مليون نسمة مقابل 94 مليون نسمة تعداد سكان مصر.

ويصلح للخدمة العسكرية في مصر 35 مليون نسمة مقابل 24 مليون في إثيوبيا.

بينما يصل عدد القوات العاملة في الجيش المصري إلى 454 ألف شخص فإن تعداد الجيش الإثيوبي 162 ألف جندي.

وتصل ميزانية دفاع الجيش المصري إلى 4.4 مليار دولار مقابل 340 مليون دولار ميزانية الدفاع الإثيوبية.

يصل عدد الطائرات التي يملكها الجيش المصري إلى 1132 طائرة حربية إضافة إلى 257 مروحية متنوعة مقابل 80 طائرة حربية و33 مروحية في الجيش الإثيوبي.

ويوجد في مصر 83 مطارا مقابل 57 مطارا في إثيوبيا.

عدد القوات العاملة في الجيش المصري 468.5 ألف جندي مقابل 182.5 ألف جندي يمثلون القوات العاملة في الجيش الأثيوبي الذي لا يمتلك قوات احتياطية مقابل 800 ألف جندى في قوات الاحتياط بالجيش المصري.

وفيما يخص القوات البرية فإن إثيوبيا تمتلك 800 دبابة و800 مدرعة بينما يمتلك الجيش المصري 4110 دبابات و13949 مدرعة.

ويمتلك سلاح المدفعية المصري 889 مدفعا ذاتي الحركة و2360 مدفعا ميدانيا و1481 منصة إطلاق صواريخ متعددة، مقابل 85 مدفعا ذاتي الحركة و700 مدفعا ميدانيا و183 منصة إطلاق صواريخ متعددة.

تصل قوة الأسطول الحربي المصري إلى 319 سفينة، بينها حاملتي طائرات، و4 غواصات، و9 فرقاطات، و31 كاسحة ألغام، فإن إثيوبيا لا تمتلك أي قوة بحرية.

تعليقات القراء