رداً على العدوان على سوريا.. «بلومبيرج»: العقوبات الأمريكية على تركيا تنتظر موافقة ترامب

الموجز - شريف الجنيدي   

ذكرت وكالة "بلومبيرج" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستعد لفرض مزيد من العقوبات على تركيا رداً على توغلها في الأراضي السورية، بعدما صرح وزير دفاعه أن الرئيس أمر بسحب متعمد للقوات من شمال سوريا لإبعادهم عن الأذى.

وأفادت الوكالة، في تقرير لها، بأن ترامب قال في تغريدة أمس الأحد إنه يبحث مع السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام وآخرين في الكونجرس، بمن فيهم الديمقراطيون، حول فرض عقوبات "قوية" إذا فعلت تركيا أي شيء في سوريا. وهو الأمر الذي أكده جراهام في وقت لاحق بأنه تحدث مع ترامب مساء الأحد وأن الرئيس سيعمل مع الكونجرس في هذا الشأن.

وأشاد جراهام في تغريدته على قرار ترامب الجيد بالعمل مع الكونجرس للرد على جرائم العدوان التركي الفظيعة، والتي ترتقي لجرائم الحرب في سوريا".

وأشارت الوكالة في تقريرها إلى تصريح وزير الخزانة ستيفن منوشن الذي أكد أن الولايات المتحدة تتمتع بالسلطة الكاملة لفرض العقوبات على تركيا بسرعة والتي قد تشمل إغلاق جميع معاملات الدولار الأمريكي مع الحكومة بأكملها في البلاد - وهي خطوة قد تتخذها الإدارة.

وقال منوشن، في تصريحات له لشبكة "أيه بي سي" أمس الأحد: "نحن مستعدون للمضي قدماً بفرض عقوبات. يمكن أن تكون هذه العقوبات صغيرة ، ويمكن أن يكون أقصى ضغط يمكن أن يدمر الاقتصاد التركي.، وهو نف ما ردده الرئيس الأمريكي في السابع من أكتوبر الماضي أنه "سوف يقوم بتدمير وطمس اقتصاد تركيا بالكامل".

وأشار وزير الخزانة أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب التطورات التي تحدث في شمال شرق سوريا، مضيفاً أنه كانت هناك محادثات مع المسؤولين الأتراك الذين "يعرفون ماذا ستفعل واشنطن في حال عدم توقفهم عن هذه الأنشطة".

ونقلت الوكالة عن النائب إليوت إنجل من نيويورك، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، في تصريحات لشبكة "إن بي سي" تساءله عما إذا كانت العقوبات التي لوح بها ترامب ستوقف الأتراك فعلا، قائلاً إن "طرد تركيا من حلف الناتو يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار".

وتقول الوكالة في تقريرها أن التلويح والتهديد بالعقوبات يأتي وسط تقارير تتحدث عن فظائع تحدث بالفعل في سوريا، والتي كانت إحدى الانتقادات لقرار ترامب بسحب بعض القوات الأمريكية في شمال سوريا.

ويقول مراقبون إن ترامب أعطى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضوء الأخضر لمهاجمة العناصر الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة، مما يعرضهم لخطر عودة تنظيم داعش وذبح الأكراد.

جرائم حرب

وبسؤال وزير مارك إسبير عن مقاطع الفيديو التي تظهر إعدام بعض الأكراد، قال وزير الدفاع الأمريكي في تصريحات لشبكة "سي بي إس" الإخبارية إنه إذا كان هذا صحيحًا فستكون "جرائم حرب"، وهو ما يثير أسئلة بشأن ما إذا كان الحديث عن فرض عقوبات اقتصادية مرتقبة بعد فوات الأوان.

وصرح عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا، ماركو روبيو، أنه ومع اقتراب المقاتلين المدعومين من تركيا من مدينة يسيطر عليها الأكراد في سوريا، نجح 700 من أنصار تنظيم داعش في الفرار.

وعن هذا التهديد، قال وزير الدفاع الأمريكي إن ترامب وجه انسحابًا متعمدًا للقوات الأمريكية من شمال سوريا قبل الزيادة المتوقعة في العملية العسكرية التركية.

الصفقة الكردية

وأضاف إسبير أن الولايات المتحدة علمت خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية أنه من المرجح أن تتوسع تركيا في عمليتها العسكرية وتهام جنوبًا وغربًا في سوريا، وأن القوات الكردية تتطلع إلى إبرام اتفاق مع سوريا وروسيا من اجل التصدي للهجوم المضاد على الأتراك في الشمال.

وتابع وزير الدفاع الأمريكي أنه تحدث مع ترامب في الخامس من أكتوبر الماضي، وأنه بعد مناقشات مع فريق الأمن القومي ، وجه الرئيس بداية انسحاب القوات من شمال سوريا وليس البلاد بأكملها. ومن المقرر أن يجتمع ترامب وإسبير يوم غد الثلاثاء.

وقال إسبير: "لدينا قوات أمريكية على الأرجح محصورة بين جيشين متقدمين متعارضين، وهذا وضع لا يمكن الدفاع عنه"، واستطرد: "نريد أن نتأكد من أننا لا نضع جنودنا في موقف يمكن أن يُقتلوا فيه أو يُجرحون".

وأشار إسبير إلى أن هناك نحو 1000 جندي أمريكي في سوريا، مؤكداً أنه إذا تعرضت القوات الأمريكية لهجوم، فستكون قادرة على الرد لأن "لديها حق الدفاع عن النفس وسيتم تنفيذه إذا لزم الأمر".

عودة داعش

ونقلت الوكالة عن وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس، الذي ترك المهمة العام الماضي بعدما قرر ترامب فجأة سحب معظم القوات الأمريكية من سوريا، قوله إنه سيكون هناك عودة لتنظيم داعش الإرهابي إذا لم تواصل الولايات المتحدة الضغط بالرغم من هدف ترامب المعلن بوقف "حروب لا نهاية لها" وإعادة القوات إلى الوطن.

وقال النائب آدم كينزنجر، وهو جمهوري من إلينوي، في تصريحات صحفية، إنه يعتقد أيضًا أن هناك إمكانية لعودة تنظيم داعش  مجدداً، مضيفاً أن ترامب يعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر.

وعن الأكراد، قال كينزنجر: "لقد تركناهم للذئاب"، مشيراً إلى أن الرسالة المرسلة من هذا الموقف إلى حلفاء الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم "في الحقيقة سيئة".

وصرح زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر من نيويورك أن الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ سيدعون إلى قرار مشترك من الحزبين لحث الرئيس على التراجع عن قرار الانسحاب وبذل كل ما في وسعه لحماية الأكراد ومنع إرهابيين داعش من الهرب.

تعليقات القراء