بين التعازي والتهاني.. كيف استقبل التونسيون خبر وفاة زين العابدين بن علي؟

كتب - شريف الجنيدي    

في الخميس الماضي، انتهى أحد فصول التاريخ التونسي بوفاة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، الذي حكم البلاد بقبضة حديدية لمدة 24 عامًا، وأول زعيم يُطاح به بسبب الانتفاضات الجماهيرية والتي انطلقت في عام 2011.

وذكر موقع "ميدل إيست آي" في تقرير له أنه وبعد مرور 8 سنوات على نزول المتظاهرين إلى شوارع البلاد مطالبين بتنحي بن علي، قوبلت أخبار وفاة الرئيس الأسبق، البالغ من العمر 83 عامًا، بمشاعر مختلطة من جانب التونسيين.

ومع استمرار هشاشة تونس في نواح كثيرة بعد مضي ثماني سنوات من مغادرة بن علي منصبه، وبعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأحد الماضي، يتذكر البعض مرارة السياسات القمعية التي كانت تمارسها غدارة بن علي، فيما ينظر البعض الآخر إلى الوراء متذكرين حقبة بن علي على أنها أياماً بسيطة وليست معقدة كما يحدث حالياً.  

مؤيدوه

ويقول أحمد شهيل، وهو متقاعد يبلغ من العمر 78 عامًا، إن "بن علي الرئيس" هو من مات، مضيفاً أن روحه لا تزال خالدة وأنه كان الأفضل، مؤكداً: "سوف نحزن عليه كما نحزن حالياً على الرئيس السابق الباجي قائد السبسي ".

وكان السبسي، وهو أول رئيس تونسي منتخب ديمقراطيا بعد الإطاحة ببن علي، قد توفي في الـ 25 من يوليو الماضي.

وينظر أعضاء حزب "ديستوريان"، وهو حزب مناهض للثورة، إلى بن علي كقائد نموذجي لا ينبغي أبداً تجريده من سلطته.

ويقول الأمين العام للحزب الديمقراطي الليبرالي حسن هجلول إنه وبعد 8 سنوات "يعد رحيل بن علي عن تونس لغزاً لم يحل حتى الوقت الحالي"، مضيفاً "لقد دمروا الدولة المزدهرة التي بناها أول رئيس تونسي لما بعد الاستقلال".

معارضوه

وبينما يتذكره أنصاره باعتزاز، فإن تونس في عهد زين العابدين بن علي كانت تحتل متقدمة في انتهاكات حقوق الإنسان والديمقراطية وحريات الصحافة.

وعلى الرغم من ازدهار الاقتصاد في بعض من فترات حكمه، إلا أن الشباب، وخاصة في المناطق الفقيرة والريفية، كانوا يجدون صعوبة كبيرة في الحصول على وظائف.

وكان إقدام محمد بوعزيزي على إحراق نفسه في ديسمبر عام 2010 بسبب الصعوبات الاقتصادية هو الحدث الذي أشعل فتيل الثورة ضد الحكم الاستبدادي لبن علي.

ويقول التقرير أنه وبالنسبة للجهة المقابلة، لم يكن في قلوبهم ذرة تعاطف بعد علمهم بوفاة بن علي، حيث كان قد هرب من البلاد إلى السعودية حيث عاش هو وعائلته منذ عام 2011، حيث يقول المواطنون إن "بن علي" حافظ على سلامة الشعب التونسي لكنه حرمهم من الحرية.

ويقول ياسر جرادي، وهو فنان موسيقي تونسي معروف، أن على الناس أن تدع بن علي يرقد في سلام، مضيفاً أنه وعلى الرغم من ثورة الشعب التونسي ضد نظامه من الديكتاتورية والفساد، إلا أن مسألة الموت هي مسألة إنسانية.

وتقول منى عجيلي، وهي طالبة تبلغ من العمر 20 عامًا: "قيل لي دائمًا أن بن علي كان ديكتاتوراً"، آمل أن يمثل موته نهاية التعذيب والفساد. هذا كل ما يهم".

خيبة أمل

ومنذ سقوط بن علي، شهدت البلاد عدداً من المشاكل الاقتصادية والأمنية والتي خيّبت أمل الكثير من التونسيين في أعقاب الثورة.

ويقول عمار مهدي، وهو سائق تاكي يبلغ من العمر 48 عاما، إنه يشعر بخيبة أمل، موضحاً أنه في الوقت الحالي لا يمكن لكثير من الناس أن يعملوا بأمان تام، إضافة إلى انخفاض معدل السائحين القادمين إلى البلاد.

وأعرب مهدي عن أمله في أن تشهد البلاد "بن علي آخر"، مشيراً إلى أن في عهده كانت البلاد تشهد الأمن والامان، إلا أن تونس حالياً تشهد مسلحين إرهابيين من تنظيم داعش.

تعليقات القراء