مصرية ناجية من هجمات 11 سبتمبر تروي تفاصيل المأساة..هاجرت منذ طفولتها وتعمل مهندسة بالجيش الأمريكي

الموجز

فى مثل هذا اليوم قبل 18 عاما، كانت السيدة المصرية منال عزت تهرب من مبنى البنتاجون المحترق مذعورة حتى أن حجابها سقط منها. فى اليوم التالى، حيث كانت لا تزال النيران مشتعلة، توجهت من أجل المشاركة فى أعمال إعادة بناء مبنى وزارة الدفاع الأمريكية.

وتقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، التى نشرت قصة المهندسة الأمريكية من أصول مصرية ودورها فى البنتاجون، إن رؤيتها إلى جانب عمل فريق ضخم من العاملين قد أدت إلى استخدام جديد لموقع سيظل إلى الأبد رمزا للمأساة. واليوم، وفى نفس المكان الذى اصطدمت فيه الطائرة بمبنى البنتاجون، أصبح هناك كنيسة، فبعد 18 عاما من مقتل 184 شخص هنا، يجتمع الموظفون المدنيون بالجيش الأمريكى من كافة الأديان يوميا من أجل الصلاة.

وقالت عزت فى مقابلة معها هذا العام: كان هناك الكثير من المشاعر فى هذه المجهود، فقد أردنا أن نجعله مكانا سلميا يمكن أن يساهم فى إبعاد ذكرى المأساة.

وتشير الصحيفة إلى أن عزت، المهندسة الأمريكية من أصل مصرى، حيث هاجرت من مصر فى طفولتها، وتعمل فى فيلق المهندسين بالجيش، كانت مدير لأحد مشروعات الجيش فى البنتاجون عندما وقعت الهجمات المروعة. وبالنسبة لها أزعجها من ألقوا باللوم على الإسلام فى هذا الحادث الإرهابى لأن المنفذين كانوا مسلمين متطرفين، فإن رؤية مسلمين يعملون فى الجيش الأمريكى يصلون فى الكنيسة أمرا يبعث على السعادة.

وتقول عزت إنها على المستوى الشخصى سمعت أشياء سلبية من قبيل "هؤلاء البلهاء فعلوا ذلك"، وهو ما جعلها تشعر بالألم، وأرادت أن ترد لتقول إن الإرهابيين كانوا عدد قليل من الأشخاص المروعين وليسوا ممثلين لدينهم.

ويؤدى المسلمون بالبنتاجون الصلاة فى هذا المكان الذى يجمع بين مختلف الأديان.. ويقول قوى عبد الله صبرى، خبير الأمن الإلكترونى والذى يعمل موظفا مدنيا منذ 27 عاما، غنه يذهب إلى الكنيسة كل يوم، وأحيانا مرتين فى أيام الجمعة. وغالبا ما يجد نفسه يؤدى الصلاة الخاصة بالمسلمين بجوار زملاء العمل الذين ربما يقرأون من الإنجيل أو يهود أو يجلسون فى تأمل هادئ.

وتقول منال: نقول جميعا "أمة واحدة تحت الرب"، فعندما تمشى وترى هذا، والناس تحترم دين بعضها البعض، فإن هذا نعمة". وتابعت قائلة إنها تشعر بالتقدير لأن فريقها أقام مساحة للصلاة حيث يستطيع المسلمون الذين يكرسون حياتهم المهنية لأمن أمريكا أن يقوموا بالعبادة فى نفس المكان الذى هاجمه المتطرفون.

وكان السعى لإعادة بناء البنتاجون طويلا. فرجال الخدمة الشباب الذين يقدمون جولات لزوار البنتاجون لا يزالوا يتفاخرون بذلك، كيف طُلب من الفريق إعادة بناء المكان فى ثلاث سنوات، واستطاعوا أن يفعلوا ذلك فى أقل من عام، وكيف عملوا على مدار الساحة لإنجاز ذلك، ثم تبرعوا بكل أجور العمل الإضافى مقابل 3 مليون دولار لدفع ثمن هذه الكنيسة التذكارية دعم أسر الضحايا.

وفى نهاية هذا العام، كانت عزت قد أرهقت وغمرها الحزن لزملائها الذين فقدتهم.. وتقول إنها عندما التحقت للعمل بالبنتاجون شعرت بأنها كانت مع عائلتها الثانية، لذلك فإن ما حدث فى 11 سبتمبر 2001 قد دمرها، وكانت بحاجة للخروج من المبنى حيث أعاد لها الكثير من الذكريات السيئة.

وقد حصلت عزت على شهادة الدكتوراه فى الهندسة الإنشائية وعملت فى شركة خاصة قبل انضمامها إلى فيلق المهندسين بالجيس. كمان اول مهمة لها العمل على ترميم البنتاجون، وهو المشروع الذى كان مدته سنوات وكان يجرى تنفيذه عندما وقعت الهجمات الإرهابية. وعندما انتهى المشروع طلبت النقل خارج البنتاجون وهو ما حدث. والآن تعمل مدير برنامج بمدارس وزارة الدفاع التى تعلم أبناء أفراد الخدمة حول العالم.

تعليقات القراء