"الإفتاء" تجيز تجسيد الصحابة في الأعمال التلفزيونية بشروط

أحمد أبوعقيل

 أثارت فتوى دار الإفتاء أزمة كبيرة بعد إجازتها تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامة، ليتجدد الخلاف مرة أخرى، خاصة أن الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام "أثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : (خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) البخاري (3650) ومسلم (2535) .

وكانت دار الافتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، بأنّه لا مانع عن تمثيل الصحابة في الأعمال التلفزيونية، محددةً بعض الشروط في سبيل ذلك، وذلك ردًا على سؤال "ما حكم تمثيل الصحابة وأمهات المؤمنين في الأعمال التليفزيونية؟".

ورحمت دار الإفتاء تجسيد الأنبياء والمرسلون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لأنهم أفضل البشر على الإطلاق، وميَّزهم الله تعالى عمن سواهم بأن جعلهم معصومين، ومن كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يُمَثَّل أو يَتَمَثَّل به إنسان، ولذا فإن تمثيلَهم حرامٌ شرعًا.

وأوضحت دار الإفتاء في منشورها، أنّ الصحابة إذا أُظهِرُوا بشكل يناسب مقامهم من النبي وأنّهم خيرة الخلق بعد الأنبياء والمرسلين فلا مانع من تمثيلهم إذا كان الهدف من ذلك نبيلًا؛ كتقديم صورةٍ حسنةٍ للمشاهد، واستحضار المعاني التي عاشوها، وتعميق مفهوم القدوة الحسنة من خلالهم، مع الالتزام بالضوابط الآتية.

وجاءت الضوابط كالتالي: "الالتزام باعتقاد أهل السنة فيهم، من حبهم جميعًا بلا إفراط أو تفريط، والتأكيد على حرمة جميع الصحابةن لشرف صحبتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتوقير والاحترام لشخصياتهم، وعدم إظهارهم في صورة ممتهنة، أو الطعن فيهم والاستخفاف بهم والتقليل من شأنهم".

واستكملت الدار في سردها لشروط تمثيل الصحابة في الأعمال التلفزيونية: "نقل سيرتهم الصحيحة كما هي، وعدم التلاعب فيها، والاعتماد على الروايات الدقيقة وتجنب الروايات الموضوعة والمكذوبة، تجنب إثارة الفتنة والفرقة بين الأمة الإسلامية".

وأتمّت: "ويُستَثْنَى من هذا الحكم العشرة المبشرون بالجنة، وأمهات المؤمنين، وبنات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وآل البيت الكرام؛ فلا يجوز تمثيلهم، والله سبحانه وتعالى أعلم".

وحرم المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي في دورته العشرين المنعقدة بمكة المكرمة، في 2010 قد حرم تجسيد الانبياء والصحابة:"نظراً لاستمرار بعض شركات الإنتاج السينمائي في إخراج أفلام ومسلسلات تمثل أشخاص الأنبياء والصحابة، فإن المجمع يؤكد على قراره السابق في تحريم إنتاج هذه الأفلام والمسلسلات، وترويجها والدعاية لها واقتنائها ومشاهدتها والإسهام فيها وعرضها في القنوات ، لأن ذلك قد يكون مدعاة إلى انتقاصهم والحط من قدرهم وكرامتهم، وذريعة إلى السخرية منهم، والاستهزاء بهم".

 

 

تعليقات القراء