في ذكرى 11 سبتمبر.. أصابع الاتهام تشير إلى الإدارة الأمريكية.. تقارير مغلوطة عن العراق والقاعدة لتبرير الاحتلال.. ومراقبون: الهجمات أدت إلى عدم استقرار الشرق الأوسط

كتب - شريف الجنيدي 

تحيي الولايات المتحدة يوم غد الأربعاء ذكرى أحداث هجمات الـ 11 من سبتمبر 2001، والتي تعد أكثر الهجمات الإرهابية دموية في التاريخ الحديث.

ففي صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001، توجهت أربع طائرات على متنها مدنيين لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها. وكانت الهجمة الأولى حوالي الساعة 8:46 صباحا بتوقيت نيويورك، حيث اصطدمت إحدى الطائرات المخطوفة بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي. وفي حوالي الساعة 9:03 اطدمت طائرة أخرى بمبنى البرج الجنوبي. وبعد نصف ساعة، اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى البنتاجون. بينما كان من المفترض أن تصطدم الطائرة الرابعة بالبيت الابيض ، لكنها تحطمت قبل وصولها للهدف.

وأعلنت الحكومة الأمريكية أن 19 شخصا على صلة بتنظيم القاعدة هم من نفذوا الهجمات طائرات مدنية بعد اختطافها.

وأسفرت الهجمات الدموية عن سقوط 2973 شخصاً وفقدان 24 آخرين، فضلاً عن الآلاف من الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة.

وأثارت الهجمات حالة من الصدمة على المستوى العالمي، بينما وجهت انتقادات حادة من داخل الولايات المتحدة لمسؤوليها الأمنيين لتقاعصهم عن مهامهم الأمنية، فيما اتهم آخرين الإدارة الأمريكية، برئاسة جورج دبليو بوش، بمسئوليتهم عن الهجمات الإرهابية.

القاعدة وبن لادن

وفي اليوم التالي، وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن. وادعت الحكومة الأمريكية أن قواتها عثرت على شريط فيديو في أحد البيوت المهدمة جراء القصف في جلال آباد في نوفمبر 2001، يظهر فيه أسامة بن لادن وهو يتحدث إلى خالد بن عودة بن محمد الحربي عن التخطيط للعملية، إلا أن الفيديو قوبل بموجة من الشكوك.

وقبيل بدء الانتخابات الأمريكية في 2004، أعلن بن لادن، في تسجيل مصور تم بثه، عن مسئولية تنظيم القاعدة عن الهجوم.

أسفرت تلك الهجمات الإرهابية عن تغير كبير في السياسة الأمريكية، حيث أعلنت الحرب على الإرهاب، بدءاً بأفغانستان وإسقاط حكم طالبان، والحرب على العراق وإسقاط نظام صدام حسين هناك أيضا، الأمر الذي أثار الفوضى وتسبب في تفاقم الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط

نظرية المؤامرة

في عام 2005، نشر الكاتب والباحث الكندي مايكل شوسودوفسكي كتابه "حرب أمريكا ضد الإرهاب" والذي تطرق فيه إلى معركة الولايات المتحدة على الإرهاب، والذي كشف من خلاله عن الأكاذيب المتعلقة بهذا الأمر، والتشكيك في دوافع الولايات المتحدة في غزو العراق وأفغانستان.

وقال المؤلف أن الأمر برمته بدأ منذ اصطدام الطائرة الأولى بالمبنى الشمالي صباح الحادي عشر من سبتمبر، حيث بدأت العملية الأمريكية التي هدفت ظاهريًا إلى اقتلاع جذور الإرهاب من الشرق الأوسط، ولكن هدفها الحقيقي هو نشر الفوضى.

وأشار الكاتب إلى أن إدارة الرئيس جورج بوش أعلنت في صباح يوم الهجمات أن تنظيم القاعدة هو المسئول عن تنفيذها، بالتزامن مع إجراء الشرطة الفيدرالية والجهات الأمنية المختصة التحقيق في ملابسات الحادث.
ومن أشهر تلك النظريات أنه في يوم 24 أكتوبر عام 2000 أطلق البنتاجون برنامجاً ضخماً أطلق عليه اسم "ماسكال"، حيث تضمن تدريبات ومحاكاة لأصطدام طائرة بوينج 757 بمبنى البنتاجون

وفي 1 يونيو 2001 ظهرت تعليمات جديدة مفاجئة من رئاسة الأركان العسكرية تمنع أي إدارة أو قوة جوية بالتدخل في حالات خطف الطائرات بدون تقديم طلب إلى وزير الدفاع والذي يبت بالقرار النهائي بخصوص الإجراء الذي يمكن أن يتم إتخاذه .

في الـ 10 من سبتمبر عام 2001، أي قبل يوم واحد من الهجمات الإرهابية، ألغى العديد من المسؤولين في مبنى البنتاجون رحلات طيرانهم ليوم 11 سبتمبر بصورة مفاجئة.

وقالت الحكومة الأمريكية، في بيانها الرسمي بشأن الهجمات، إن الطائرة بوينج 757 في رحلتها رقم 77 - والتي استهدفت مبنى البنتاجون - استدارت 330 درجة في الهواء بسرعة بين 530 و 440 ميل في الساعة وإنخفضت بنفس الوقت 7000 قدم حيث جرى ذلك خلال دقيقتين ونصف. تلك الرواية حللها عدد من المحللون الفيزيائيون والرياضيون باستخدام برامج حاسوبية، حيث أكدوا أنه يصعب حتى على الطيار الالي البقاء فوق العشب بضع انشات أو سنتمترات قرب المبنى بحسب روايات الأخبار.

وأكد المحللون أنه من المستحيل أن تقوم طائرة بوينج 757 بتلك المناورة.

وبحسب وسائل إعلامية أمريكية، فإنه لم يظهر على العشب الأخضر لمبنى البنتاجون أي علامات تزحلق للطائرة أو أي أثار متعلقة بها نتيجة الاصطدام.

وبعد سقوط برجيّ التجارة العالميين، سقط معهم برج التجارة رقم 7، والذي يحوي مقر الاستخبارات الأمريكية "سي أي آيه" والخدمات السرية بدون تفسير منطقي، فيما لم تتأثر أي من البنايات الأخرى المحيطة بالبرجين.

وكشف الناجون عن سماعهم لانفجارات كانت تحدث داخل الأبراج، إلا أن التحقيق الرسمي تجاهل ذلك. كما أن الكثير من رجال الإطفاء وصفوا ما شاهدوه بأنه عملية تفجير للبرجين.

الحرب على أفغانستان

ويضيف الكاتب أنه في أكتوبر عام 2001، أطلقت الولايات المتحدة حربها على أفغانستان، حيث قامت القوات الأمريكية بقصف عدد من الأهداف هناك قبيل غزوها.

وأشار الكاتب إلى أن الكثير من الأمريكيين يعتقدون أن قرار الحرب على أفغانستان تم اتخاذه مساء يوم الهجمات الإرهابية على برجيّ التجارة العالميين ومبنى البنتاجون ردًا على الهجمات وانتقامًا لعواقبها المأساوية.

وقال الكاتب أن الأمريكيين لم يلتفتوا إلى المسرحية الهزلية التي يجرى التخطيط لها وتنفيذها في غضون أسابيع، نظراً للحالة النفسية السيئة التي يمر بها جموع الشعب.

ونقل الكاتب عن اللواء في القوات الأمريكية، تومي فرانكس، قوله إن قرار الحرب على أفغانستان كان مُتخذ بالفعل، إلا أن هجمات 11 سبتمبر ساهمت في حشد الرأي العام لدعم خطة الحرب.

ولفت الكاتب إلى أن العديد من المثقفين برروا الغزو الأمريكي لأفغانستان وما قامت به من ممارسات غير مقبولة باسم مكافحة الإرهاب، ولم تلتفت إلى أن واشنطن لم تدعم فقط شبكة الإرهاب "المتأسلم" بل كان لها دور كبير في تثبيت طالبان في الحكومة في عام 1996.

وأشار الكاتب إلى بعض الوثائق الرسمية التي أكدت أن بعض المؤسسات الاستخباراتية قاموا بدعم أسامة بن لادن، في أعقاب الحرب الباردة، ولكن الأمر تغير بعد أن "انقلب عليهم".

الحرب على العراق

ويقول الكاتب أن الأشهر التي سبقت غزو القوات الأمريكية للعراق غي مارس 2003، بدأت حملة معلومات مُضللة، مؤكداً أن بريطانيا والولايات المتحدة استخدمتا معلومات استخباراتية مُزيفة ووهمية لتبرير غزو الاحتلال.

ولفت الكاتب إلى أن الحكومة الأمريكية والبريطانية تحدثتا عن تنظيم القاعدة وأنه حليف قوي للنظام العراقي برئاسة الراحل صدّام حسين، وتحدثت عن تقارير تحصلت عليها زعمت بوجود أسلحة دمار شامل في العراق.

الشرق الأوسط

عقب هجمات 11 سبتمبر وإعلان الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب، تغيرت ملامح خريطة الشرق الأوسط، حيث ظل 17 عامًا يدفع ثمن الهجمات في مواجهة الحرب الأمريكية المزعومة.

ودخل الشرق الأوسط مرحلة الدمار والخراب، بعدما حاربت الولايات المتحدة تنظيم القاعدة، والذي تفكك مع مرور الوقت إلى عشرات التنظيمات الفرعية، وظهر الجيل الثاني في بلاد الرافدين وجنوب الساحل والمغرب العربي، قبل أن يظهر التنظيم الأعنف والأشرس وهو تنظيم "داعش" والذي لا زال يذيق دول العالم بشكل عام، والشرق الأوسط بشكل خاص، مرارة العنف والدماء.

ويرى المراقبون أن الولايات المتحدة شنت حروبًا، بعضها كان غير عادلًا، والآخر غير أخلاقيًا، وأن العالم اكتشف بعد سنوات عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق، والنتيجة انتشار التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط.

ويضيفوا أن ما يشهده الشرق الأوسط اليوم من اضطرابات وتبدل أنظمة هو نتيجة السياسة الأمريكية، مثل سوريا واليمن وليبيا، مؤكدين أن تلك الاضطرابات ستستمر إلى سنوات أخرى.

ويؤكد المراقبون أن الولايات المتحدة تلقي بثقلها على دول الشرق الأوسط وأن ما تشهده المنطقة في الوقت الراهن من تساقط أنظمة وعدم استقرار ونزاعات داخلية هي توابع هجمات 11 سبتمبر، مشددين على أن المنطقة يجب أن تدرك أهمية أن يكون لها قرارها المستقل لمواجهة هذا الواقع المفروض عليها.

تعليقات القراء