رئيس الوزراء الباكستان يكشف تفاصيل القبض على "بن لادن" ويكذب الرواية الأميركي.. وسر الجاسوس الذي كشف مكان اختبائه

أحمد أبوعقيل

كشف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، بعض الحقائق التي تفند نظرية "البطولة المطلقة"، التي رسمتها وسائل الإعلام الأميركية والأفلام السينمائية، حول ليلة القبض على أسامة بن لادن.

أسامة بن لادن مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة السابق؛ وهو تنظيم سلفي جهادي مسلح أنشئ في أفغانستان سنة 1988.

ونجحت القوات الأميركية بالعثور على زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، أسامة بن لادن، وقتله، عام 2011، في أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كيلومتر عن إسلام أباد، في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية، ونفذها الجيش الأمريكي واستغرقت 40 دقيقة.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، أن الطبيب المعتقل، شكيل أفريدي، "أحرج" كثيرا باكستان عندما "تجسس" لصالح الأمريكيين وساعدهم في تصفية مؤسس "القاعدة"، أسامة بن لادن.

وقال خان، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، ردا على سؤال حول مصير الطبيب المعتقل، إن "هذه القضية حساسة جدا لأن أفريدي يعتبر في باكستان جاسوسا"، موضحا أنه عمل "لصالح الولايات المتحدة".

وألقت السلطات الباكستانية القبض على أفريدي عام 2012، وأصدر القضاء المحلي حكما بسجنه مدة 33 عاما، مدينا إياه بالتجسس لصالح الولايات المتحدة.

وتسعى الحكومات الأمريكية منذ ذلك الحين للإفراج عن الطبيب الذي ساعد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في تحديد مكان وجود بن لادن، وتصفيته في 2 مايو 2011، لكن باكستان ترفض إخلاء سبيله، مشيرة إلى أنه انتهك قوانين البلاد.

وبحسب تصريحات خان الأخيرة، فإن "إدارة الاستخبارات الباكستانية هي من قدمت المعلومات التي سمحت للأميركيين بتحديد مكان أسامة بن لادن"، وفق ما نقلت "فرانس برس".

ولم تذكر في السابق أي من وسائل الإعلام الأميركية، الدور المحوري الذي قامت به باكستان للإيقاع ببن لادن، لتذهب البطولة المطلقة للاستخبارات الأميركية، والجيش الأميركي.

ووفق الرواية الأميركية، فإن "السي آي أيه" استطاعت تتبع مكالمة هاتفية، بين مقربين من بن لادن، أدت إلى كشف مكان اختبائه، لكن خان صرح مؤكدا أن المعطيات الأولية لمكان بن لادن، والتي قدمتها الاستخبارات الباكستانية، جاءت بعد كشف "معطيات هاتفية"، مما يؤكد قصة الإعلام الأميركي حول العملية، ولكنها تختلف حول الجهة التي اكتشفت المكالمة.

عملية بن لادن في هوليوود

وتجاهل فيلم " 30 دقيقة بعد منتصف الليل" الشهير، والذي تناول عملية القبض على بن لادن، وحقق أرباحا تجاوزت 130 مليون دولار، وترشح لخمسة جوائز "أوسكار"، الدور الباكستاني في العملية الشهيرة.

وزعم الفيلم أنه استند على معطيات ووقائع دقيقة حول العملية، لكنه لم يذكر الاستخبارات الباكستانية أبدا في القصة، وركز فقط على بطولات عناصر الـ"سي آي أيه".

ونفت باكستان باستمرار وجود بن لادن على أراضيها، لكن الجنرال الباكستاني المتقاعد أسد دراني الذي كان رئيس الاستخبارات بين 1990 و1992، ذكر في كتاب صدر في 2018 أن باكستان أبلغت واشنطن على الأرجح بمكان اختباء بن لادن "وادعت أنها لا تعرف شيئا" لأن "التعاون مع الولايات المتحدة كان يمكن أن يحرج الحكومة".

وكان مسؤولان سابقان في الجيش الباكستاني صرحا لوكالة "فرانس برس" في 2015 أن منشقا عن الاستخبارات الباكستانية ساعد الولايات المتحدة في البحث عن بن لادن، لكنه نفى أن يكون البلدان عملا معا.

تعليقات القراء