تفاصيل احتجاز إيران للناقلة النفط البريطانية: المجتمع الدولي يستنكر.. وبريطانيا تهدد بالتصعيد.. وإيران: خالفت القواعد ولن نفرج عنها قبل إنتهاء التحقيقات

أحمد أبوعقيل

استنكر المجتمع الدولي احتجاز إيران لناقلة النفط البريطانية، وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا, حيالها ومطالبتها إياها بالإفراج عن الناقلة، معربة عن تضامنها مع بريطانيا التي قال وزير خارجيتها جريمي هانت إن طهران اختارت بخطوتها هذه «طريقاً خطيراً».

ورد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مكالمة هاتفية معه، زاعماً أن احتجاز الناقلة «قانوني»، متمسكاً بتبرير طهران لخطوتها بأنها جاءت لتجاهل الناقلة «نداء استغاثة» من قارب صيد إيراني صدمته.

وعمق احتجاز إيران لناقلة النفط البريطانية «ستينا أمبيرو» في مضيق هرمز، أول من أمس، عزلتها، وعزز المطالبات بحماية الملاحة البحرية.

ذكرت وكالة «الطلبة» الإيرانية للأنباء، أمس السبت، أن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قال لنظيره البريطاني، جيريمي هنت، هاتفياً، إن قضية احتجاز الناقلة «ستينا إمبيرو» التي ترفع علم بريطانيا «يجب أن تمر عبر عملية قانونية لأنها خالفت قواعد الملاحة البحرية».

وقال مسؤول في قطاع الملاحة البحرية الإيراني، إن الناقلة احتجزت بسبب حادث تصادم مع قارب صيد إيراني وإنها ستبقى في ميناء بندر عباس لحين انتهاء التحقيقات.

ومن جانبه، ذكر وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هنت، أنه تحدث مع نظيره الإيراني وعبر له عن «خيبة أمله البالغة» تجاه احتجاز إيران الناقلة.

وقال هنت، في تغريدة: «تحدثت للتو مع ظريف وعبرت عن خيبة الأمل البالغة، لأنه أكد لي السبت الماضي أن إيران تريد وقف تصعيد الموقف، لقد تصرفوا بشكل مخالف».

وتابع: «الأمر يحتاج إلى أفعال لا أقوال إذا كان لنا أن نجد سبيلاً للمضي قدماً يجب حماية الملاحة البريطانية وسوف يتم ذلك».

ودعا الاتحاد الأوروبي إيران إلى الإفراج الفوري عن ناقلة النفط، محذراً من أن تلك التطورات تحمل بين طياتها خطر المزيد من التصعيد في وضع متوتر بالفعل.

وقال متحدث باسم شؤون السياسة الخارجية الاتحاد الأوروبي: «إن احتجاز سفينتين على أيدي السلطات الإيرانية في مضيق هرمز هو محل قلق شديد».

وأضاف: «في وضع متوتر بالفعل، ينذر هذا التطور بخطورة مزيد من التصعيد ويقوض العمل الجاري لإيجاد سبيل لحل التوترات الحالية».

وتابع: «ندعو إلى الإفراج فوراً عن السفينة الباقية وطاقمها، وندعو لضبط النفس لتفادي مزيد من التصعيد، يجب احترام حرية الملاحة في جميع الأوقات».

مالكو الناقلة المحتجزة لدى إيران يعدون طلباً رسمياً لزيارة الطاقم

قالت ستينا بالك، الشركة المالكة للناقلة التي ترفع علم بريطانيا، إنها تعد طلباً رسمياً لزيارة طاقم الناقلة المحتجزة لدى إيران والمكون من 23 فرداً.

وأضافت الشركة، في بيان: «شركات التأمين التي تتعامل معنا في المنطقة تتواصل مع رئيس شؤون الملاحة البحرية في ميناء بندر عباس الذي قال لنا إن أفراد طاقم ناقلتنا (ستينا إمبيرو) بصحة جيدة».

وقالت الشركة إن المسؤولين الإيرانيين قالوا إن عليها تقديم طلب رسمي لترتيب القيام بالزيارة لأفراد الطاقم والناقلة، وإن طلباً يعد على هذا الأساس، وأشارت إلى أن أفراد طاقم الناقلة من الهند وروسيا ولاتفيا والفلبين.

بريطانيا: إيران اعترضت الناقلة في مياه عُمان

قالت وزيرة الدفاع البريطانية بيني موردونت اليوم  إن ناقلة النفط المسجلة في بريطانيا والتي احتجزتها إيران أمس قد تم اعتراضها في المياه العُمانية، واصفةً الحادث بأنه «عمل عدائي»، حسبما أفادت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية.

وبثت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء تسجيلا مصورا للناقلة المحتجزة «ستينا إيمبيرو» التي ترفع علم بريطانيا. وتبدو الناقلة في المقطع راسية في البحر.

وقال مسؤول في البحرية الإيرانية إن «الحرس الثوري» اصطحب الناقلة إلى ميناء بندر عباس لإجراء تحقيق بعد تصادمها مع قارب صيد وتجاهلها نداء استغاثة.

وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية استدعاء القائم بالأعمال الإيراني في لندن على خلفية احتجاز الناقلة في مضيق هرمز، فيما نصحت لندن السفن البريطانية بتجنب المرور عبر المضيق مؤقتاً.

واتهمت الولايات المتحدة إيران بـ«تصعيد العنف»، وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه سينسق مع البريطانيين، فيما يعقد الجانبان اجتماعاً في نيويورك لبحث الرد.

بريطانيا حاول منع احتجاز الناقلة

قال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف، إن فرقاطة بريطانية كانت ترافق ناقلة النفط عند دخولها مضيق هرمز قبل احتجازها.

وكشف شريف أن الفرقاطة البريطانية حاولت منع قوات الحرس الثوري من احتجاز السفينة، من خلال إطلاق مروحيتين، مؤكدا أن القوات الإيرانية تعاملت بسرعة وحزم وسحبت الناقلة إلى السواحل الإيرانية لمتابعة ملفها عبر القانون.

وأشار إلى أن ناقلة النفط البريطانية كانت تحاول دخول مضيق هرمز من مسار الخروج في جنوب المضيق، مشددا أن إيران تتصرف بحزم في تطبيق القانون وإحكام السيادة الوطنية على مياه الخليج والمضيق.

وقال إن ناقلة النفط البريطانية حاليا "بيد منظمة الملاحة البحرية في محافظة هرمزغان ولابد أن تطوي مراحلها القانونية والقضائية".

وحذر شريف مما سماه بـ"السلوك العنجهي والمستفز والمهدد لبعض السفن الأجنبية في مياه الخليج وعدم مراعاتها لقوانين الملاحة الدولية".

وأكد أن إيران "لن تسمح لتصرفات بعض السفن الأجنبية بمس المصالح القومية الإيرانية وأمن مياه الخليج"، مشيرا إلى أن ناقلة النفط البريطانية أطفأت أجهزة الرصد والتتبع ولم تتجاوب مع نداءات قوات الحرس وحاولت مقاومتهم.

وشدد شريف على أن "وجود القوات الأجنبية المستفز وغير المهني في منطقة الخليج يجعل الالتزام بقوانين الملاحة فيه أكثر أهمية".

 

تعليقات القراء