الشهيد العقيد أحمد الدرديري.. فجر سيارتين مفخختين قبل وصولهما إلي الكمين بالشيخ زويد..وأمر جنوده بأن يحتموا داخل مدرعاتهم ويتركوه بمفرده مضحيًا بنفسه

اعداد محمد بشاري

دائما تختلف قصص الشهداء من شهيد لآخر بحسب ما قدموه من تضحيات، وكل تضحية يسجلها التاريخ بحسب ما يسجله الراوى، ويبقى دائما الإسم خالداً فى صفحات السجلات العسكرية، وشهداء الحرب على الإرهاب فى سيناء دائما ما تجد أسمائهم لا تكفيها السطور فقط من شدة تضحياتهم ولا اللافتات فى الميادين ولكن تبقى رسالة العطاء التى تظهر أثناء التضحيات من أجل بقاء الآخرين، فالشهداء أوجه مختلفة لعملة واحدة وهى بقاء الوطن.

Image icon shhyd_2.jpg

ومن بين هؤلاء الابطال قائد بكل ما تحمل الكلمة من معنى وهو الشهيد العقيد احمد الدرديري حيث تقول زوجته السيدة ياسمين مصطفي  إن الشهيد التحق بالكلية الحربية عام ٩٧ وتخرج عام ٩٩ دفعة ٩٣ حربية سلاح المشاه ،التحق بعد التخرج بالجيش الثاني الميداني بمدينة القنطرة في الاسماعلية ، ثم سافر الي السودان ليشارك قوات حفظ السلام  هناك عام ٢٠٠٥ وذلك عقب زواجه بـ  ٣ شهور ، لمدة عام ، ثم عاد بعد ولادة نجله الوحيد عمر بـ  ٣ شهور ثم اكمل خدمته في الجيش الثاني الميداني ثم الجيش الثالث الميداني.

واضافت ان البطل الشهيد  شارك في التدريبات المشتركة التي نظمتها القوات المسلحة مع المملكة العربية السعودية ضمن قوات المشاه حيث ربطته علاقات وطيدة مع عدد كبير من زملائه الضباط من الجيش السعودي وذلك لدماثة خلقه وطيبته .

وتابعت انه بعد انهاء فترة التدريبات المشتركة عاد ليخدم في الكلية الحربية لمدة ٤ سنوات وعقب خدمته بالكلية الحربية التحق بكلية القادة والاركان حيث حصل علي الدورة  ٦٣ اركان حرب ليعود مرة اخرى إلي صفوف الجيش الثاني الميداني بالقنطرة ، وخلال هذه الفترة كان قد قدم عدة طلبات افصح فيها عن رغبته الشديدة في المشاركة في العلميات العسكرية في سيناء او ورفح اوالشيخ زويد او العريش وكل ذلك كان سرا دون علمنا علي الاطلاق.

Image icon lshhyd.jpg


وبحسب ما روته زوجته عن طريق زملاء الشهيد المقربين له انه تمت الموافقة علي طلب الدديري بالفعل لينتقل الي الشيخ زويد وذلك في شهر ٤ عام ٢٠١٥  حيث اوكل اليه مهمة الاشراف علي تأمين سلسلة كمائن بالشيخ زويد  وهي كمائن سدرة أبو الحجاج أطلق عليها كمائن الزلازل والتي كان الهدف من اقامتها قطع الطريق عن الجماعات الارهابية وذلك بسبب تكرار الهجوم الارهابي المسلح علي بعض النقاط الامنية.

وتابعت انه في يوم ٧/١ /٢٠١٥ حدث هجوم ارهابي علي ٦ كمائن بالتزامن حوالي الساعة السادسة صباحا ، حيث اقتحمت الكمين سيارة مفخخة وقامت قوات الكمين بتدميرها قبل وصولها الي الكمين ثم تلي ذلك محاولة اقتحام اخري للكمين بسيارات دفع رباعي تحوي كل سيارة علي ما يقرب من ٢٠ او ٢٥ عنصر ارهابي وكانوا مسلحين بـ "ار بى جى"  واسلحة قنص واسلحة متعددة  ، فقام الشهيد احمد بتفجير سيارتين قبل وصولهما الي الكمين  حيث استشهد احد زملائه الضباط خلال عملية محاولة اقتحم الكمين ، ثم اعقب هذا الهجوم هجوم اخر عن طريق مسلحين علي درجات نارية يحملون الرشاشات وعلي الفور تعاملت معهم كل قوات الكمين حيث صفوا منهم عدد كبير وهنا اصيب احمد في قدمه اليمني وواصل القتال حتي اصيبت قدمه الاخري ، وخلال هذه المعركة الضارية اوشكت ذخيرة الكمين ان تنفد فاعطي الشهيد الدرديري اوامره لجنوده ان يحتموا داخل مدرعاتهم ويذهبوا لكمين اخر لامدادهم بالذخيرة حيث رفض الجنود ان يتركوه بمفرده الا انه اصر وطلب منهم ان يحتموا بالمدرعة من النيران الكثيفة الموجهة اليهم من قبل الجماعات الارهابية حيث ظل احمد مع اثنان من جنوده يقمون بحماية ظهر بقية الجنود لحين عودتهم بالدعم والذخيرة وفي لحظة اخترقت رصاصة  موجهة من احد قناصة الجماعات الارهابية الي رقبة احمد حتي لفظ انفاسه الاخيرة واودت بحياته في ١٤ رمضان.

Image icon kmyn.jpg

تعليقات القراء