القصة الكاملة.. تفاصيل تصريحات أردوغان السافرة.. ورد شديد اللهجة من مصر.. وأول تحرك قضائي.. وصفعة مصرية لاقتصاد تركيا

كتب: ضياء السقا

أثار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، غضب الشعب المصري بعد تصريحاته المستفزة، والتي تدخّل خلالها بشكل سافر في شأن وفاة المعزول محمد مرسي، من خلال إدعاءات واهية تتضمّن التشكيك في وفاته الطبيعية بل والاتهام بقتله، والتلويح بإثارة الأمر دولياً، الأمر الذي دفع وزارة الخارجية المصرية للرد عليه بحزم، فضلا عن تحريك أول دعوى قضائية ضده أمام القضاء المصري، بجانب تدشين حملة لمقاطعة المنتجات التركية.

تصريحات أردوغان تشعل الغضب

بداية الأزمة، عندما تجاوز أردوغان حدوده، وعلق بشكل سافر على وفاة المعزول، قائلا خلال تجمع انتخابي في إسطنبول: "في قاعة المحكمة، كان يتخبط مرسي على الأرض لمدة 20 دقيقة.. ولم تقم السلطات بشيء لمساعدته.. لقد قتل ولم يمت لأسباب طبيعية".

وأكد الرئيس التركي أنه سيقوم "بكل ما هو ممكن" لإحالة المسؤولين المصريين "أمام المحاكم الدولية"، بحسب تعبيره.

رد شديد اللهجة من الخارجية

من جانبها أصدرت الخارجبة المصرية، الخميس، بيانا شديد اللهجة يدين تصريحات الرئيس التركي.

وقال البيان: "اتصالاً بالتصريحات الأخيرة للرئيس التركي "أردوغان" يوم 19 يونيو الجاري والتي تدخّل فيها بشكل سافر في شأن وفاة محمد مرسي من خلال إدعاءات واهية تتضمّن التشكيك في وفاته الطبيعية بل والاتهام بقتله، والتلويح بإثارة الأمر دولياً، وغير ذلك مما تفوه به من تجاوزات فجّة في حق مصر، أعرب وزير الخارجية السيد سامح شكري عن بالغ استنكاره للتصريحات المتكررة غير المسئولة للرئيس التركي حول مصر والتي لا ترقى لمستوى التعليق الجاد عليها، مؤكداً على استعداد مصر للتصدي لأي تهديدات، وإن كانت جوفاء ولا تقيم لها وزنا".

وأكد شكري أن الأمر بات مكشوفاً يوماً بعد يوم من حيث رغبة أردوغان في التغطية علي تجاوزاته الداخلية والدخول في مهاترات عبثية لخدمة وضعه الانتخابي والعمل حصراً نحو اختلاق المشاكل، مشدّداً على أن مثل هذا الكلام المُرسل الذي يملأ به خطاباته وتصريحاته لا يعكس سوى حقيقة ارتباطه العضوي بتنظيم الإخوان الإرهابي في إطار أجندة ضيقة من أجل النفوذ واحتضان ونشر الفكر المتطرف الذي صاغته جماعة الإخوان الإرهابية واعتنقته القاعدة وداعش وغيرها من المنظمات الإرهابية، والذي وظف ليؤدي إلى استشراء النزاعات وازهاق أرواح الأبرياء؛ فضلاً عما يمثله هذا النهج وهذه التصريحات المرفوضة من تدخُل سلبي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

وأضاف وزير الخارجية أن هذا السلوك من جانب أردوغان ينم عن حقد دفين تجاه ما يحققه الشعب المصري وقيادته من مُكتسبات ونجاحات متنامية على كافة الأصعدة، مشدداً على أن تلك التصريحات تنطوي على إفتراء واضح لا يعدو كونه مصدراً للتندُر والسخرية؛ فالأمر برمته يُضاف إلى قائمة التجاوزات الكثيرة التي لا تليق بمكانة الشعب التركي الشقيق.

أول تحرك قضائي ضد أردوغان

وفي سياق متصل، قدم طارق محمود المحامي، دعوى قضائية ضد الرئيس التركي، أمام القضاء المصري، باعتباره داعما للإرهاب الموجه ضد الدولة المصرية ومؤسساتها ومواطنيها.

وبحسب موقع "اليوم السابع"، حددت محكمة إسكندرية الإبتدائية، جلسة 6 يوليو لنظر الدعوى، التى قيدت برقم 788 لسنة 2019، ضد رئيس تركيا، وذلك أمام الدائرة الأولى مستعجل، برئاسة المستشار محمود القاضي.

وقال المحامي فى دعواه، إن أردوغان يعد من القيادات الأولى للتنظيم الدولى الإرهابى الإخوانى ويحتل مرتبة متقدمة فيه وأنه المسئول عن العمليات الأرهابية التى حدثت فى مصر وتستهدف المواطنين المصريين لإيوائه لقيادات الإخوان الإرهابية فى تركيا بأوامر شخصية منه ودعمهم لوجيستيا وماديا للتآمر والتخطيط على ارتكاب العمليات الإرهابية، التى تحدث فى مصر، وأن جهاز المخابرات التركى وبأوامر منه يدعم القيادات الإخوانية الإرهابية لارتكاب تلك العمليات الحقيرة.

وطالب محمود فى دعواه، بإصدار حكم مستعجل باعتبار أردوغان رئيس تركيا داعما للإرهاب الموجه ضد الدولة المصرية واعتباره مسئولا عن العمليات الإرهابية التى تقودها جماعة الإخوان الإرهابية والمدعومة منه والتى أسقطت شهداء ومصابين.

حملة مصرية لمقاطعة المنتجات التركية ومقاضاة أردوغان دوليا

أطلقت أحزاب مصرية حملة لمقاطعة المنتجات التركية، لتوجيه صفعة للاقتصاد التركي، ومقاضاة أردوغان دوليا.

ودشن حزب المصريين الأحرار، حملة "دافع عن بلدك"، لمطالبة الشعب المصري في أرجاء العالم بمقاطعة كل المنتجات والسلع والشركات التركية، بعد تزايد عداء القيادة التركية تجاه مصر وشعبها، كما طالب بمقاضاة أردوغان دوليًا.

ودعا الحزب في بيان صحفي الشعب المصري إلى التفاعل الجاد مع حملة المقاطعة لتكون رسالة شعبية إلى قيادة الدولة التركية، مشيرًا إلى أنه من منطلق وطني بات لزامًا علينا كمصريين مقاطعة المنتجات والشركات والسلع التركية كافة.

وأضاف الحزب أن "جموع المصريين يقدرون الشعب التركي الذي يتجرع المرارة من قمع قيادته الديكتاتورية، التي تتفنن في إيذائه، وإقحام بلادهم في معارك للدفاع عن الإرهاب وإغداق الأموال على جماعات إرهابية".

 

 

تعليقات القراء