"التابلت يسقط لليوم الثاني".. وزير التعليم أعاد مظاهرات الطلبة إلى القاهرة منذ أيام عبد الناصر والسادات

كتب: أحمد أبوعقيل


هل يدرك وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي خطورة ما حدث اليوم، هل يعلم الوزير أن الطلبة قنبلة موقوتة يخشى الجميع أن تنفجر في وجه الدولة.
منذ أن تولي الدكتور طارق شوقي زمام وزارة التربية والتعليم، أخذ على عاتقه تطبيق منظمة التعليم الجديد واستخدام التابليت في الامتحانات دون الاستعداد بشكل كافي لذلك رغم تحذير الكثير من الخبراء والمهتمين بالمنظومة التعليمة.
ومنذ قرابة الشهر أجرت الوزارة امتحان تجريبي لطلاب الصف الاول الثانوي وأثبت فشله بشكل قاطع، ولكن الوزير كان مصمم على خوض التجربة للنهاية رغم أن البشائر لم تنذر بالصواب.
واليوم حصد الوزير ثمار ما زرع ، مظاهرات طلابية في عدد من المحافظات، وتدخل من قوات الأمن للسيطرة على الطلاب.
تظاهرات عدد كبير من الطلاب في عدد من المحافظات اعتراضا على صعبوة الأسئلة وفشل الوزارة في تطبيق منظومة التابليت، مما دفع قوات الشرطة إلى تفريق المظاهرة من أمام مدرسة المنيرة الإعدادية بنين، فيما شهد شارع المبتديان حالة من الكر والفر بين الطلاب والداخلية وألقت القوات القبض على عدد من الطلاب المتظاهرين بعد اشتباكات بالأيدى بين الطلاب والأمن لمنعهم من التظاهر.
كما ألقى بعض الطلاب زجاجات المياة والحجارة على أفراد الأمن أثناء الاشتباك، وطوقت قوات الأمن وأفراد الأمن المركزى شارع المبتديان والشوارع المحيطة لمنع أى طالب من التجمهر والتظاهر، فيما شاهد الشارع مشادات بين أصحاب العقارات وقوات الأمن بعد قيام القوات باتهامهم بالتصوير من أعلى المبانى أثناء فض تظاهرات الطلاب.
تاريخ المظاهرات الطلابية
“اللي عايز يفجر موقف في مصر يلاقي المادة المتفجرة في مكانين: في الطلبة باعتبارهم شباب مندفع لا يتروى في التفكير.. عايز يعيش وعايز يكون له كيان، والمادة الثانية هي العمال”، هذه هي كلمات أنور السادات بعد أسبوعين فقط من انتفاضة يناير 1977.
أحد أهم الاختبارات التي واجهت عهد السادات كانت الانتفاضة الطلابية في يناير 1972 التي اندلعت قبل خمس سنوات بالتمام والكمال من انتفاضة الخبز في 1977.
كانت أزمة الناصرية هي الأرضية التي انطلقت منها كل الحركة الطبقية ـ السياسية التي شهدتها مصر في المرحلة من 1968 وحتى 1977. فمع انهيار استراتيجيات عبد الناصر على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
فيما بعد، وخلال شهري فبراير ونوفمبر 68، تحرك طلاب الجامعات في انتفاضتين متتاليتين، مرة تضامنًا مع العمال المتظاهرين ضد المتسببين في الهزيمة في 1967 ومرة أخرى ضد السياسة الجديدة في مجال التعليم التي تقضي بتضييق فرص النجاح في الثانوي وفي الجامعات.

كانت هذه المظاهرات والانتفاضات الصغيرة بمثابة أجراس إنذار للطبقة الحاكمة. فبعد سنوات طويلة من السيطرة السياسية شبه الكاملة، وبعد عهد كامل من الهيمنة، بدأت بوادر الحركة الجماهيرية تلوح في الأفق.

 

تعليقات القراء