كاتدرائية نوتردام في باريس .. تاريخ من الثقافة والهندسة والإبهار

 

ليلة سوداء عاشتها العاصمة الفرنسية باريس حيث تصاعدت في سمائها سحب الدخان الناجمة عن الحريق الهائل الذي التهم كاتدرائية نوتردام التاريخية وسط صدمة عارمة اجتاحت فرنسا والعالم، قبل أن تشرق شمس الصباح لتكشف عن آثار الكارثة.

ووثقت مقاطع فيديو وصور التقط ليلا وصباح اليوم الثلاثاء حال الكاتدرائية التي تعد أحد أشهر المعالم التاريخية والدينية في باريس، حيث دمر سقفها، في حين نجح رجال الإطفاء من إنقاذ برجي الجرس الرئيسيين والجدران الخارجية من الانهيار قبل السيطرة على الحريق.
وانتشر الحريق، الذي اندلع في وقت مبكر من مساء الاثنين، بسرعة في سقف كاتدرائية نوتردام التي بنيت قبل ثمانية قرون، وامتد إلى قمة البرج العملاق للكاتدرائية الذي انهار على أثر ذلك، ثم سقط السطح كله.

وتم إطفاء الحريق، بعدما ظل مستعرا لنحو ثماني ساعات، بحلول الساعة الثالثة صباح اليوم الثلاثاء بتوقيت وسط أوروبا، وفي وقت سابق حاول رجال الإطفاء الذين كانوا يكافحون للحيلولة دون انهيار أحد برجي الجرس الرئيسيين، إنقاذ الآثار الدينية والتحف الفنية التي لا تقدر بثمن.

تعتبر الكاتدرائية من أكثر المعالم زيارةً ليس فقط في باريس أو فرنسا إنما في العالم بأسره وهي تقع في Ile de la Cite وسط العاصمة الفرنسية وهي تمثل التجسيد الأكبر للهندسة القوطية الفرنسية.

كاتدرائية نوتردام، وبالعربية كاتدرائية سيدتنا وهي كاتدرائية أبرشية باريس تقع في الجانب الشرقي من جزيرة المدينة على نهر السين أي في قلب باريس التاريخي. يمثل المبنى تحفة الفن والعمارة القوطية الذي ساد القرن الثاني عشر حتى بداية القرن السادس عشر. ويعد من المعالم التاريخية في فرنسا ومثالا على الأسلوب القوطي الذي عرف باسم

لا شك أن شهرة الكاتدرائية زادت كثيرًا منذ طرح العمل الادبي الشهر "أحدب نوتردام" من تأليف العظيم فيكتور هوغو والتي تدور فيها الاحداث الأهم من الرواية.

أقيمت في مكان بناء أول كنيسة في باريس، وهي "بازيليك القديس استيفان" والتي كانت بدورها مبنية على أنقاض معبد جوبيتير الروماني

وضع البابا الكسندر الثالث عام 1163 الحجر الأول في مسيرة بناء الكاتدرائية الى جانب الملك لويس السابع. وقد استغرق بناء القسم الأول من الكاتدرائية نحو 100 عام كاملة، ونعني بالقسم الأول البرج الأيقوني والبرجين الشهيرين

في عام 1250 بدأت مرحلة ثانية من البناء بهدف تغيير اقسام من واجهة الكاتدرائية التي كانت قد بنيت وفق النمط الهندسي الروماني، وجعلها اكثر قربًا من الهندسة القوطية. واستغرق الانتهاء من هذه المرحلة سنوات طويلة لينتهي العمل بها في منتصف القرن الرابع عشر

في عقد 1790، شهدت نوتردام اعتداءات أثناء الثورة الفرنسية، فتضررت معظم لوحاتها الدينية أو تدمرت. بعد فترة وجيزة من نشر رواية أحدب نوتردام لفيكتور هوغو عام 1831، تجدد الاهتمام الشعبي بالمبنى
 

في عام 1845 بدأت أعمال ترميم كبرى للمبنى تحت إشراف أوجين ڤواليه-لو-دوك واستمرت 25 عاماً. بدءاً من 1963، تم تنظيف واجهة الكاتدرائية من السخام والأوساخ التي تراكمت عليها منذ عدة قرون، وأعيد لونها الأصلي. وجرت حملة أخرى في الفترة من 1991 إلى 2000

حتى الامس القريب، لا زالت تقام احتفالات دينية في الكاتدرائية كما تقام فيها احداث بالغة الأهمية وهي تتسع لنحو 9 ألاف شخص وتستقبل نحو 13 مليون زائر سنويًا

عند الدخول الى الكاتدرائية فإنه منذ سلوك الأبواب ستظهر بشكل واضح الزخارف الرائعة التي تزين الجدران، والفسيفساء والزجاج الملون الذي يزين النوافذ وأجزاء أخرى من الجدران،

في الأعلى فسنجد سقف الكنيسة الذي يأخذ الشكل المقوس في منظر رائع. كما يمكن للزوار مشاهدة السرداب الذي أنشئ عام 1965 ليضم عدد كبير من بقايا البناء الخاصة بالكنيسة التي خُلفت على مدار التاريخ، مع شرح لكل منها وتفاصيل تاريخية هامة
اما عند الصعود إلى أعلى الكاتدرائية والمرور بـ387 درجة على السلالم ستشاهد أجراس الكاتدرائية وتتمتع بعدها بمنظر بانورامي مذهلة لمدينة الأضواء باريس...

برج الكاتدرائية: من أكتوبر إلى مارس من الساعة الساعة 10:00 صباحاً حتى 17:30 مساءً ثم من شهر أبريل إلى سبتمبر من الساعة 10:00 صباحاً حتى 18:30 مساءً.

Image icon capture.png

تعليقات القراء