عقب قرار ترامب بضم "الجولان" لإسرائيل.. سوريا: إعتداء على وحدة الأرض.. روسيا:انتهاكا للقانون الدولي

كتب: أحمد أبوعقيل

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار الجولان تابعة لإسرائل، ردود فعل واسعة وعضب شديد من المجتمع الدولي.

وكان ترامب، قد وقع خلال مؤتمر صحفى منذ قليل، مع بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، مرسوما رئاسيا، يعترف بضم الجولان لسيطرة دولة الاحتلال الإسرائيلية.
من جانبه، وصف رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، قرار الرئيس الأمريكى بـ"التاريخى".
وتأتى الخطوة الأمريكية بعد أيام من تغريدة أطلقها الرئيس الأمريكى، أكد فيها أنه حان الوقت للاعتراف بسيادة الدولة العبرية على هضبة الجولان، فى تحد صارخ لقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن الدولى.
وبرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قرار الاعتراف بانتماء الجولان لإسرائيل بحقها "في الدفاع عن نفسها" بما في ذلك من أي هجوم إيراني محتمل من الأراضي السورية.

"الخارجية السورية":اعتداء صارخ على سيادة ووحدة الأراضي

دانت وزارة الخارجية السورية توقيع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إعلانا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، بوصفها اعتداء صارخ على سيادة ووحدة" الأراضي السورية".

ونقلت مصدر وكالة الأنباء السورية عن مصدر بالوزارة قولها "في اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية الرئيس الأميركي أقدم على الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى كيان الاحتلال الصهيوني".


وأكد المصدر أن "القرار يأتي تجسيداً للتحالف العضوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل في العداء المستحكم للأمة العربية ويجعل من الولايات المتحدة العدو الرئيسي للعرب من خلال الدعم اللامحدود والحماية التي تقدمها الإدارات الأميركية المتعاقبة للكيان الإسرائيلي الغاصب".

وشدد المصدر على أن "قرار ترامب يمثل أعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية وصفعة مهينة للمجتمع الدولي ويفقد الأمم المتحدة مكانتها ومصداقيتها من خلال الانتهاك الأمريكي السافر لقراراتها بخصوص الجولان السوري المحتل وخاصة القرار 497 لعام 1981 الذي يؤكد الوضع القانوني للجولان السوري كأرض محتلة ويرفض قرار الضم لكيان الاحتلال الاسرائيلي ويعتبره باطلاً ولا أثر قانونياً له".

وقال المصدر: "ترامب لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة وهذه السياسة العدوانية الأمريكية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار وتكرس نهجاً في العلاقات الدولية تجعل السلم والاستقرار والأمن في العالم في مهب الريح".الجامعة العربية: الجولان أرض سورية محتلة".

كانت إسرائيل قد احتلت مرتفعات الجولان والضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة فى حرب 1967، وبعد ذلك ضمت إسرائيل مرتفعات الجولان والقدس الشرقية، فى خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولى ، ويعيش في منطقة الجولان، نحو 20 ألف مستوطن إسرائيلى.
الأمم المتحدة.

الجامعة العربية

استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات الإعلان الذي صدر اليوم، عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، مؤكداً أنه إعلان باطلٌ شكلاً وموضوعا، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولي روحا ونصا تخصم من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، بل وفي العالم.​

وقال أبو الغيط، في بيان، إن هذا الإعلان الأمريكي لا يغير من وضعية الجولان القانونية شيئا، الجولان أرضٌ سورية محتلة، ولا تعترف بسيادة إسرائيل عليها أية دولة، وهناك قرارات من مجلس الأمن صدرت بالإجماع لتأكيد هذا المعنى، أهمها القرار 497 لعام 1981، الذي أشار بصورة لا لبس فيها إلى عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري، ودعا إسرائيل إلى إلغاء قرار ضم الجولان.

​وأضاف أبو الغيط، أن شرعنة الاحتلال منحى جديد في السياسة الأمريكية، ويُمثل ردة كبيرة في الموقف الأمريكي، الذي صار يتماهى بصورة كاملة مع المواقف والرغبات الإسرائيلية، مُشدداً على أن العرب يرفضون هذا النهج، وإذا كان الاحتلال جريمة كبرى، فإن شرعنته وتقنيه خطيئة لا تقل خطورة، فالقوة لا تنشئ حقوقاً ولا ترتب مزايا، والقانون الدولي لا تصنعه دولة واحدة مهما كانت مكانتها، وديمومة الاحتلال لفترة زمنية -طالت أم قصرت- لا تُسبغ عليه شرعية.​

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الجامعة تقف بقوة وراء الحق السوري في أرضه المحتلة، وهو موقفٌ يحظى باجماع عربي واضح وكامل، وستعكسه القرارات الصادرة عن القمة المُرتقبة في تونس مطلع الأسبوع المقبل.

الأمم المتحدة

وأعلنت الأمم المتحدة، ردا على الاعتراف الأميركي، أن "الوضع القانوني للجولان لم يتغير"، في تأكيد على أن القرار الأميركي لن يؤثر على الاعتراف الدولي بأن الجولان هي أرض سورية محتلة من قبل إسرائيل منذ عام 1967.
من جانبها، حذرت روسيا من أن الخطوة الأميركية ستثير المزيد من التوتر في الشرق الأوسط، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الروسية.

وقد اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الاعتراف الأميركي هو "انتهاك للقانون الدولي".
أما وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، فأكد أنه "يستحيل لتركيا قبول القرار الأميركي بشأن الجولان".

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يقول إن تركيا ستنقل قضية الجولان إلى الأمم المتحدة،كما فعلت بقضية القدس العام الماضي واستصدرت قرار تاريخي من الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدم شرعية ضم إسرائيل لها.

استنكر النائب تامر عبدالقادر، عضو مجلس النواب، إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، الموافقة على قرار إسرائيل بضم مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، إلى أرضها، مؤكدا أن هذا الموقف يمثل "تعديا سافرا" على أرض الغير، وتدخلا في أمور الدول، مشيرا إلى أن أرض الجولان عربية وليس من المقبول أن يتم التفريط فيها.


وطالب عبدالقادر، المجتمع الدولى بضرورة التفكير فى القرار والتراجع عنه ضمانا لأمن الأوطان واستقرارها، كاشفا عن أمنيته فى أن يعيش العالم فى أمن وسلام بعيدا عن الأزمات التى تفتعلها بعض الدول بقرارات من شأنها أن تصيب الاستقرار الدولى بحالة من الشلل التام، فضلا عن إثارة الغضب بين أبناء الشعوب.

ورفض عبدالقادر، التصريحات التى أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شأن القضية والتى قال فيها : " بعد 52 عاما حان الوقت لتعترف الولايات المتحدة اعترافا كاملا بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، التي تتميز بأهمية استراتيجية وأمنية حيوية بالنسبة لدولة إسرائيل واستقرار المنطقة، وأشار عبدالقادر، إلى أن تصريحات ترامب، تتعارض مع القوانين الدولية.

وكشف النائب، أن مرتفعات الجولان هي أرض سورية تحتلها إسرائيل، مشيرا إلى أن تغيير الحدود الوطنية لا بد أن يكون عبر وسائل سلمية بين جميع الأطراف المعنية، واصفا القرار الإسرائيلى والموافقة الأمريكية عليه انتهاكا "سافرا" للشرعية الدولية.

تعليقات القراء