كارثة لأمريكا... تحذير من "فخ خطير" يهدد السعودية

سبوتنيك

سرت المملكة العربية السعودية بشراكتها المتجددة مع الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب، لكن القيادة السعودية وضعت نفسها في الوقت ذاته، في خطر.

وبحسب مقال على موقع وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، فإن العلاقة التي تربط العائلة الحاكمة في السعودية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعد "فخا خطيرا" للجانبين، على الرغم من أن الجانبين مسروران بهذه العلاقة.

والخطر الذي يتحدث عنه المقال —الذي يحمل عنوان "احذروا أيها السعوديون، فحليفكم هو أمريكا وليس ترامب"- هو أن تصبح المملكة بؤرة خلاف حزبي بواشنطن؛ وهو ما قد تكون له توابع كارثية على كلا البلدين.

وأضاف كاتب المقال: "يبدو أن الديمقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب الأمريكي باتوا يستخدمون العديد من الخلافات التي تورطت فيها الرياض لمهاجمة سياسة ترامب الخارجية".

ويشير المقال إلى أن الأشهر القليلة المقبلة قد تشهد تحولا ملحوظا في عدد من الملفات مثل: مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، والدمار الذي حل في اليمن بسبب الحرب، ما قد يثير موجة انتقادات لاذعة من قِبَل الديمقراطيين.

وأما الجمهوريون، فقد اعترض كثير منهم على سياسات ترامب، ومنهم حلفاء سابقون للرئيس، مثل السيناتور ليندزي غراهام من ولاية كارولينا الجنوبية، وماركو روبيو من فلوريدا، في محاولة منهم على ما يبدو لدفع ترامب لتبني سياسة خارجية "تقليدية" مخالفة لنهجه الحالي.

ويرى الكاتب أن التحالف القوي بين السعودية وأمريكا، والقائم على المصالح المتبادلة، تحول إلى سلاح بيد الحزبين اللذين يحاربان لانتزاع مزايا سياسية، وهنا يكمن الخطر، لأن تغير الظروف السياسية في أي من البلدين قد يُضعف هذا التحالف الذي يحتاجانه.

قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس، الأرجنتين،  30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018 - الرئيس دونالد ترامب خلال قمة G20

بدأت ترامب أولى رحلاته الخارجية في عام 2017، بالرياض، ومنذ ذلك الحين وهو يتباهى بإبرام عقود تعاون عسكرية بمليارات الدولارات في حين يحتفي القادة السعوديون بانسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع عدوهم اللدود إيران، وبالعقوبات الجديدة الصارمة ضد طهران.

وقارن كلا الجانبين علاقتهما الدافئة، بسابقتها الباردة التي ميزت فترة ولاية الرئيس السابق باراك أوباما الثانية.

وذكر الكاتب مثالا على ذلك: تقارب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع ترامب، وانتمائه القوي للجمهوريين، عكس حاله مع أوباما، وهو ما يتحدى العقيدة التقليدية التي لا ينبغي أبدا أن تكون "حزبية" بين أمريكا وحلفائها.

ويحذر الكاتب من أن تسقط المملكة في فخ رؤية الجمهوريين كحلفاء بينما ترى في الديمقراطيين تهديدا لها، وهو ما اتضح في الهجوم الذي شنته بعض المؤسسات الإعلامية السعودية البارزة على النائبتين الديمقراطيتين رشيدة طليب، وإيلهان عمر، اللتين تم انتخابهما مؤخرا في الكونغرس، رغم أنهما مسلمتين، في "خطوة غريبة".

ويقول الكاتب: "يبدو أن المنطق هو أن أولئك الذين ليسوا مع ترامب هم في منبر الخصوم الإقليميين الرئيسيين بالنسبة للمملكة، كإيران وقطر، ويجب أن ينظر إليهم على أنهم تهديدات، وإذا انتشر هذا الخط من الهجوم، فإنه يمكن أن يصبح نبوءة سعودية تحقق ذاتها".

ويحذر الكاتب الديموقراطيين كذلك من الأمر ذاته، سيكون بالنسبة للديمقراطيين أن يعتقدوا عن طريق الخطأ أن أجندة السياسة الخارجية الخاصة بهم، التي يفترض أنها مستوحاة من أوباما، ستعني رفض الشراكة مع الرياض وفتح حوار تعاوني جديد مع طهران.

وبحسب المقال، ستكون كارثة بالنسبة للولايات المتحدة أيضا. ومع ذلك، فإن الأشخاص الجادين في كلا الجانبين يروجون ذلك عن غير قصد، وما كان في يوم من الأيام سيناريو سخيفا أصبح مقبولا بشكل مزعج.

تعليقات القراء