اقتراع لسحب الثقة من تيريزا ماي.. هل تنجح في الحفاظ على موقعها أم تهزم بالضربة القاضية

كتبت: شرين طه

 

يبدو أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تتعرض خلال الفترة الحالية لعدد كبير من الصدمات فبعد أن قامت بتأجيل تصويت البرلمان على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي نتيجة قلقها المتصاعد بأن النتيجة لن تكون لصالحها وربما تؤدي الهزيمة في التصويت إلى الإطاحة بها وحكومتها من القيادة، جاء الرد سريعًا ولكن من جانب نواب حزب المحافظين الذي تنتمي له حيث توصلوا إلى إجراء تصويت على سحب الثقة منها، الأربعاء، في ظل انفراط عقد خروج البلاد المقرر من الاتحاد الأوروبي.

ومن المقرر أن يجري الاقتراع عند الساعة 18:00 بتوقيت غرينيتش، على أن يتم الإعلان عن النتيجة في أسرع ما يمكن في ساعات المساء.

وأعلن جراهام برادي، رئيس لجنة 1922، التي تمثل النواب الذين ليس لديهم وظائف حكومية، تجاوز الحد اللازم لإجراء الاقتراع، مضيفا أن الاقتراع سيجرى في مجلس العموم.

وأوضح برادي أن عدد رسائل المطالبة بسحب الثقة من رئيسة الوزراء، وصل إلى 15 بالمئة من عدد أعضاء حزب المحافظين في مجلس العموم بمجموع 48 رسالة.

ويسمح هذا العدد من الرسائل في البدء بإجراءات سحب الثقة من رئيسة الوزراء أو تجديدها.

وإذا خسرت ماي في التصويت الذي سيجري مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي، سيكلفها ذلك منصبها كرئيسة للوزراء، وعندها سيضطر الحزب لإجراء انتخابات قيادية، أما في حال فازت بالأصوات المطلوبة فإنه ووفقا لقوانين الحزب لن تجابه أي تصويت لمدة عام.

وقد تعرضت ماي، التي تولت رئاسة الوزراء بعد فترة وجيزة من التصويت على استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2016، للانتقاد من أعضاء في حزبها بسبب خطة الخروج التي تفاوضت بشأنها مع دول الاتحاد.

والتقت تيريزا ماي، الثلاثاء، بقادة ومسؤولي الاتحاد الأوروبي في لاهاي، وبرلين، وبروكسل، في جهود لإنقاذ اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، الذي يواجه معارضة كبيرة في البرلمان.

وتسبب قرارها بتأجيل التصويت على شروط انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي كان مقررا الثلاثاء، في إثارة الغضب داخل الحزب.

من جانبها خرجت ماي اليوم بعد الإعلان عن قرار التصويت بسحب الثقة بعدة تصريحات حيث أكدت على قيامها بمحاربة التصويت بكل مالديها لأن التغيير الآن في قيادة الحزب سوف يؤخر عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي وسوف يضع البلاد في وضع حرج ويزيد من الانقسام الداخلي.

كما أكدت على ضرورة التوصل لاتفاق للخروج من الاتحاد الأوروبي ولابد من تنفيذ نتائج استفتاء البريكست حيث أن الأجندة التي قمات بوضعها في خطابها الأول تخدم نتائج الاستفتاء وبناء بلد يخدم الجميع خاصة وأن الشعب يريد من الحكومة أن تمضي قدمًا في الاتفاق، مشيرة غلى أنه من الخطر إعطاء حزب العمال الفرصة للسيطرة على البريكست.

وطالبت ماي من حزب المحاظفين أن يكون حزبًا حداثيًا يعمل لصالح البلاد من أجل إتمام عملية إعادة البناء الصحيحة، لافتة إلى أنها قررت إلغاء رحلتها إلى العاصمة الإيرلندية دبلن، للتفرغ لتنسيق الجهود مع أنصارها في الحزب بهدف منع التصويت على سحب الثقة، المتوقع مساء اليوم الأربعاء.

ومن المتوقع أن تشهد الساعات القليلة القادمة تطورات سريعة في الوضع السياسي البريطاني فهل تستطيع ماي الحفاظ على مكانها في قيادة الدفة البريطانية أم تنجح مساعي المعارضين لقرار الخروج من توجيه الضربة القاضية لها؟.

تعليقات القراء