منتدى إفريقيا 2018.. السيسي يقود القارة نحو الريادة الاقتصادية

كتبت: شرين طه


تشهد مصر حاليًا محاولات من جانب القيادة السياسية لتحسين الوضع الاقتصادي للبلاد عقب موجة الأحداث السياسية التي ضربت البلاد منذ ثورة 2011 وذلك من خلال تنظيم المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية الإقليمية والعالمية، ومنذ الأمس ومصر تستقبل الوفود الرسمية والقيادات السياسية لدول القارة الإفريقية للمشاركة في منتدى إفريقيا 2018 تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل بحث جسور التعاون بين مصر وأشقائها في القارة وجعل إفريقيا جاذبة للاستثمارات الضخمة والمشروعات الإنتاجية والخدمية الكبرى.

وقد حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي الجلسة الافتتاحية بحضور رؤساء وقيادات دول القارة، وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاح منتدى "إفريقيا 2018"، اسمحوا لي أن أرحب بكم في مدينة شرم الشيخ، في منتدى إفريقيا الذي يعقد للعام الثالث على التوالي، لنستكمل ما بدأناه من مباحثات ترسم ملامح المستقبل، وتفتح آفاقا جديدة للنمو والازدهار، وللاستفادة من الطاقات الشابة بالقارة ومواردها الطبيعية، بما يسهم في تحقيق تقدم ملموس في اقتصادات الدول الأفريقية، استثماراً ونمواً وتشغيلاً، من أجل تحقيق آمال وتطلعات شعوب قارتنا العظيمة نحو التنمية والرخاء.

وأضاف السيسي، خلال كلمته بالافتتاح الرسمي لمنتدى إفريقيا 2018، "أن لقاءنا هذا العام يأتي في وقت نتطلع فيه جميعا لتحقيق التكامل الإفريقي، أن لقاءنا هذا العام يأتي في وقت نتطلع فيه جميعا، لتحقيق مزيدا من التكامل الإقليمي وتيسير حركة التجارة البينية، لاسيما بعد أن أطلق الاتحاد الإفريقي منطقة التجارة الحرة القارية، خلال القمة التي عقدت في نواكشوط في مارس 2018، كما نتطلع إلى زيادة الاستثمارات بين دول القارة الإفريقية، وذلك من خلال تنفيذ مشروعات مشتركة وعابرة للحدود، خاصة في مجالات البنية الأساسية، والطاقة الجديدة والمتجددة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وتابع الرئيس: إننا نطمح لتحقيق هذه الأهداف، من خلال العمل المشترك تحت مظلة الاتحاد الإفريقي، الذي تشرف مصر برئاسته العام المقبل، والتي سنسعى خلالها، بكل جهد مخلص، للبناء على ما تحقق طيلة السنوات الماضية، وكذلك استكمال أجندة قارتنا للتنمية، وهو ما يدفعنا نحو المزيد من التشاور والعمل الجماعي، لتفعيل المشروعات التي تحقق التنمية الشاملة والمستدامة في القارة، لتحتل المكانة التي تستحقها على خريطة الاقتصاد العالمي.

وأشار السيسي، لقد قطعت مصر شوطا طويلا على طريق الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، وإجراء إصلاحات هيكلية في مختلف القطاعات، والعمل على تهيئة مناخ أكثر جاذبية للاستثمار المحلي والأجنبي، وساهمت هذه الإصلاحات، في تحسن المؤشرات الاقتصادية والتصنيف الائتماني لمصر، بشهادة العديد من المؤسسات الدولية.

وقال الرئيس السيسي، خلال كلمته، إن هذا يتزامن، مع ما تنفذه العديد من الدول الإفريقية، من برامج إصلاحية لتحسين أداء اقتصاداتها، وفي هذا الإطار، اسمحوا لي أن نستعرض سوياً ما تحتاجه دول القارة فيما يتعلق ببرامجها الإصلاحية، إذ من الضروري أن تتناسب تلك الإصلاحات، مع متطلبات العصر واحتياجات المواطنين ودفع عملية التنمية، لتشمل تطوير الطرق والمطارات والموانئ والمدن، وشبكات الكهرباء والطاقة والمياه والصرف الصحي، كما يجب أن تواكب عملية الإصلاح متطلبات ثورة المعلومات والتكنولوجيا المتطورة، والصناعات والخدمات الجديدة المرتبطة بالاقتصاد الرقمي، وأن تتوافق أيضاً مع الجهود المبذولة على الصعيد الدولي، للتصدي لتغيرات المناخ وخفض الانبعاثات الضارة بالبيئة للمحافظة على كوكبنا. 

وأضاف، أن مما لا شك فيه، أن مختلف تلك المجالات بحاجة لتوفير استثمارات ضخمة، تسمح بتنفيذ عملية الإصلاح بشكل فعال، وهو ما يدفعنا إلى دعوة المستثمرين من داخل القارة وخارجها، لاستغلال الفرص الواعدة في أفريقيا، بما يسهم في دفع التنمية وترسيخ الاستقرار، لتصبح أفريقيا شريكاً فاعلاً ومؤثراً على المستوى العالمي.

وأوضح السيسي، أننا اليوم في أمس الحاجة لمضاعفة جهودنا المشتركة على جميع المستويات، لتعميق التعاون والتكامل الاقتصادي، وتحقيق التنمية والتقدم، ومن هذا المنطلق، فقد حرصت مصر على زيادة استثماراتها في أفريقيا، حيث ارتفعت تلك الاستثمارات خلال عام 2018 بمقدار 1.2 مليار دولار ليصل إجماليها إلى 10.2 مليار دولار، وهو التوجه الذي يهدف إلى تحقيق المصالح المشتركة لمصر وللدول الأفريقية، إلى جانب زيادة التعاون ونقل الخبرات المصرية إلى دول القارة، في المجالات وثيقة الِصلة بالتنمية، كما ندعو المستثمرين من كل دول القارة، لبحث الفرص المتاحة على خريطة مصر الاستثمارية.

ووجه السيسي، كلمة لأبناء القارة الإفريقية، "إن العالم ينظر إلى قارتكم باعتبارها أرض الفرص الواعدة، وعلى أنها مؤهلة لتحقيق معدلات مرتفعة للنمو الاقتصادي المستدام، في ظل ما تمتلكه من موارد بشرية وثروات هائلة ومتنوعة، وهو ما يضعنا أمام تحد كبير، لتحقيق مستويات معيشة كريمة لجميع مواطني القارة، ولا يفوتني في هذا الصدد أن أؤكد أهمية استغلال طاقات الشباب الأفريقي الكامنة، ودعم أفكارهم، وذلك من خلال إتاحة التمويل للمشروعات المنتجة، التي توفر لهم فرص العمل، وتدعم اقتصادات دولهم، فضلاً عن إتاحة المزيد من التمكين الاقتصادي للمرأة الأفريقية، والقضاء على كل أشكال العنف والتمييز ضدها، حيث أنها تمثل ركيزة أساسية للتنمية وأحد مكوناتها الفاعلة".

ورحب السيسي، خلال كلمته، بالحضور: "اسمحوا لي أن أرحب بكم مرة أخرى على أرض مصر، وأن أتمنى لكم كل التوفيق في أعمال المنتدى، الذي أثق أنه سيساهم في دعم العمل الأفريقي المشترك، وتعزيز قدارتنا التنافسية، وتحقيق آمالنا في مستقبل أفضل".

وأكد: "كما أؤكد لكم، أن مصر، ستظل دوما على عهدها، فخورة بانتمائها لأفريقيا، حريصة على مصالحها، أمينة على مطالبها، وداعمة بكل ما تملك من قوة وعزم لمسيرة قارتنا العزيزة، نحو المستقبل الأفضل الذي تتطلع إليه وتستحقه شعوبنا".

واختتم الرئيس عبدالفتاح السيسي، كلمته: "تحيا مصر وتحيا إفريقي


في حين أكدت الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي في كلمتها  إن مصر بوابة إفريقيا ونقطة التقائها بحضارات العالم القديم والحديث.

وأشارت الوزيرة، خلال كلمتها بالجلسة الافتتاحية لمنتدي أفريقيا ٢٠١٨، إلي حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه مسئولية البلاد، على مد جسور التعاون بين مصر وأشقائها في القارة، بما يسهم في جعل إفريقيا قارة واعدة من خلال كونها جاذبة لاستثمارات ضخمة وحاضنة لمشروعات إنتاجية وخدمية كبرى.


وكانت قد انطلقت فعاليات منتدى أفريقيا 2018 في نسخته الثالثة، تحت عنوان "القيادة الجريئة والالتزام الجماعي: تعزيز الاستثمارات البينية الإفريقية"، بمشاركة عدد من زعماء الدول الإفريقية، وعدد من المستثمرين في القارة السمراء، والذي يناقش على مدار يومين، سبل تشجيع الاستثمارات البينية، وتعزيز التعاون المالي والتجاري بين دول تجمع الـ"كوميسا"، بالإضافة إلى تخصيص جلسات لرواد الأعمال من الشباب الأفارقة وعرض تجاربهم بجانب دور المرأة في التنمية في أفريقيا.

تعليقات القراء