رد فعل شديد اللهجة من مصر بعد العدوان الثلاثي على سوريا

 

كتب: ضياء السقا

في أول رد فعل لها، أعربت وزارة الخارجية المصرية عن قلقها البالغ نتيجة التصعيد العسكري الراهن على الساحة السورية، لما له من آثار على سلامة الشعب السوري الشقيق، ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر.

وأضافت الوزارة في بيان، السبت، أن مصر تؤكد على رفضها القاطع لاستخدام أي أسلحة محرمة دولياً على الأراضي السورية، مطالبةً بإجراء تحقيق دولي شفاف في هذا الشأن وفقاً للآليات والمرجعيات الدولية.

وأكدت الخارجية أن مصر متضامنة مع الشعب السوري الشقيق في سبيل تحقيق تطلعاته للعيش في آمان واستقرار، والحفاظ على مقدراته الوطنية وسلامة ووحدة أراضيه، من خلال توافق سياسي جامع لكافة المكونات السياسية السورية بعيدًا عن محاولات تقويض طموحاته وآماله، وتدعو المجتمع الدولي والدول الكبرى لتحمل مسؤولياتها في الدفع بالحل السلمي للأزمة السورية بعيدًا عن الاستقطاب، والمساعدة في ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين والمتضررين من استمرار النزاع المسلح.

وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر السبت ضربات جوية على سوريا، رداً على الهجوم الكيميائي الذي اتهمت به دمشق، واستهدفت الغارات مواقع ومقار عسكرية عدة، في العاصمة السورية.

ترامب يعلن بدء الحرب

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه أعطى أوامره بضرب سوريا في عملية مشتركة مع القوات المسلحة الفرنسية والبريطانية ردا على هجمات كيماوية مزعومة اتهم الغرب النظام السوري بشنها في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، أسفرت عن مقتل نحو 60 شخصا الأسبوع الماضي.

وأضاف ترامب في بيان له، السبت: "بوتين وحكومته تعهدا بإزالة الأسلحة الكيماوية السورية في السابق وضربات اليوم هي نتيجه لفشل روسيا في ذلك".

وشدد ترامب على أنه "بنهاية الحرب العالمية الأولى قُتل الآلاف بسبب الأسلحة الكيماوية، ولا نريد أن نرى ذلك يتكرر مرة أخرى".

وأضاف أن "ضرباتنا اليوم هي بسبب عجز روسيا عن لجم دكتاتور سوريا".

تفاصيل الضربة الثلاثية وأهدافها

وكشفت "روسيا اليوم" أن الضربة الأمريكية استمرت أقل من ساعة، واستهدفت نحو 10 مواقع في سوريا تركزت غالبيتها في دمشق وريفها إضافة لحمص وسط البلاد، منها: "الحرس الجمهوري اللواء 105، وقاعدة دفاع جوي بجبل قاسيون، ومطار المزة العسكري، ومطار الضمير العسكري، والبحوث العلمية - برزة دمشق، والبحوث العلمية - جمرايا، واللواء 41 قوات خاصة، ومواقع عسكرية قرب الرحيبة في القلمون الشرقي، وأخرى في الكسوة".

الأسلحة المستخدمة

وقالت قناة «CNN»، إن الولايات المتحدة شاركت بطائرات وقاذفات القنابل من نوع B-1، في الهجوم.

‎أما وزارة الدفاع البريطانية فقد كشفت عن أن صواريخ شادو استخدمت فى قصف منشآت عسكرية غرب مدينة حمص الواقعة شمال العاصمة دمشق بـ 162 كليومتر، موضحة أن 4 طائرات من نوع "تورنيدو" شاركت فى القصف.

‎وأعلنت الرئاسة الفرنسية "الإليزيه" أن عدد من طائرات الرفال شاركت فى قصف دمشق.

الدفاع الأمريكية تعلن انتهاء الضربة

وبعد فترة من القصف، أعلن وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس، انتهاء الضربة العسكرية المشتركة، مع الإشارة إلى عودتها حال "استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل القوات السورية".

‎وبرر ماتيس، الضربة العسكرية على سوريا قائلا: "بناء على المادة الثانية من الدستور، وبناء على الحفاظ على المصالح الأمريكية ومنع انتشار الأسلحة المحظورة جرى استهداف مراكز عدة فى سوريا".

الجيش السوري يرد

من جانبها أعلنت القيادة العامة للجيش السوري أن الضربة الأمريكية، شملت إطلاق نحو 110 صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها، وأن منظومة الدفاع الجوي السورية تصدت لها وأسقطت معظمها، في حين تمكن بعضها من إصابة أحد مباني مركز البحوث في برزة الذي يضم مركزا تعليميا ومخابر علمية، واقتصرت الأضرار على الماديات، بينما تم حرف مسار الصواريخ التي استهدفت موقعا عسكريا بالقرب من حمص، وقد أدى انفجار أحدها إلى جرح ثلاثة مدنيين.

أول تعليق من دمشق

واعتبرت دمشق أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة مع فرنسا وبريطانيا في محيط دمشق ووسط البلاد تعد "انتهاكاً فاضحاً" للقانون الدولي، مشيرة إلى أن "مآله الفشل".

وقالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن "العدوان الثلاثي ضد سوريا انتهاك فاضح للقانون الدولي وكسر لإرادة المجتمع الدولي وسيكون مآله الفشل".

رد فعل روسيا

وفي أول رد من الجانب الروسي، أصدرت الخارجية الروسية بيانا أكدت فيه "العاصمة السورية تعرضت لهجوم في وقت كانت فيه سوريا أمام فرصة لتحقيق مستقبل يسوده السلام، واعتبرت أن  وسائل الإعلام الغربية تتحمل بعض المسؤولية عن الهجوم على سوريا القائم على تقاريرها".

وقال السفير الروسي في الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف في بيان بشأن الهجوم على سوريا إن بلاده حذرت من أن "مثل هذه الأفعال لن تمر دون عواقب"، مضيفا أن الضربات تعد إهانة "غير مقبولة ومرفوضة" للرئيس الروسي، وأنه ليس للولايات المتحدة حق في إلقاء اللوم على دول أخرى.

وأضاف أن "الولايات المتحدة، وهى الدولة التى تمتلك أكبر ترسانة من الأسلحة الكيماوية، ليس لديها حق أخلاقي في اتهام دول أخرى".

أول تحرك من بوتين

وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن ضرب واشنطن وحلفائها المنشآت العسكرية والمدنية في سوريا انتهاك للقانون الدولي.

كما دعت روسيا، إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا.

اقرأ أيضا: التفاصيل الكاملة للعدوان الثلاثي على سوريا.. والأسحلة المستخدمة.. وردود فعل عنيفة من الجيش السوري وروسيا.. وقرار عاجل من بوتين (فيديو وصور)

تعليقات القراء