أشرف فواز يكتب: يسقط يسقط حكم الأسود

 
 
بعد فشل ذئاب غابة ”ذئبائيل” في مهاجمة غابة النهر الجميلة التي تجاورهم بسبب تماسك كل حيوانات الغابة وحبهم لبعضهم البعض، لم يكن أمامهم الا اللجوء إلى ”ذئباما” أبوهم الروحي ورئيس غابة ”ذئبيكا” ليساعدهم، فقرر أن يساعدهم بكل ما يملك لأنه يكره هذا الأسد العجوز.
 
وقال لهم هناك ثعلب لئيم عائلته تحلم بحكم الغابة منذ ثمانين عاما ولم يستطيعوا، لأن الحيوانات تعرف أنهم خونة مخادعون لا عهد لهم، ومعهم ”ستة ثعابين” سامة، سوف أساعده ليحكم الغابة على أن يغمض عيونه عنكم.
 
وأرسل ”ذئباما” زعيم ”ذئبيكا” للثعلب العجوز ووعده أنه سيساعده على حكم الغابة شريطة أن يسمح لـ”ذئبائيل” أن تقطن في الغابة بسلام، فسأله الثعلب “البديع الفرو“ كيف هذا؟ فقال له سوف أخدع ”الفئران النشطة” والـ”ستة ثعابين” وأفهمهم أنهم قوة ضاربة لكي تشيع الفتنة في الغابة فتحدث بلبلة وتثور الحيوانات على الأسد العجوز وتقتله وتتاح لك فرصة حكم الغابة.
 
وبالفعل أرسل ”ذئباما” في طلب مجموعة من ”الفئران النشطة” ليحضروا إليه لأمر هام، ودار بينهم حوار:
 
”ذئباما”: طلبتكم أيها ”الفئران النشطة” مع إخوتكم الـ"ست ثعابين" لكي أسلمكم الغابة لتحكموها بالعدل حيث أنكم مظلومين من أسد عجوز ظالم
 
“فأر ناشط١”: وكيف سنحكم الغابة ونحن فئران؟
 
أحد “الثعابين الستة”: نعم كيف سنخلع الأسد ونحن ضعفاء؟
 
”ذئباما”: أنا سوف أعطيكم خبراتي وسوف اجعل أبنائي في ”ذئبائيل” يدربونكم كيف تخلعون الأسد؟
 
وبالفعل أثاروا فتنة بأن وضعوا سم للحملان، وأشاعوا أن الاسود قتلت الحملان، وأن الأسد العجوز هو من خطط لقتلهم، وأنه بعد الانتهاء منهم سيقتل الحيوانات كلها، ليتخلص من حيوانات الغابة وإعطاء الغابة لذئاب “ذئبابيل”، وقاموا بتنفيذ العديد من المكائد المدبرة من “ذئبابيل” طامعين في حكم الغابة كما وعدهم ”ذئباما”..
 
حتى جاء يوم اجتمع فيه ممثلون عن جميع حيوانات الغابة لتقديم شكاوى للأسد،  وفي هذه اللحظة دخلت مجموعة من الذئاب والتهمت الحيوانات المجتمعة وأشاعت “الفئران النشطة” أن الأسد هو من أرسل الأسود لقتل الحيوانات الغاضبة، وهنا تدخل ”ذئباما” ليطالب الأسد العجوز بأن يحفظ حياة حيوانات الغابة ويرحل، ولم تهدأ الغابة إلا بعد أن وافق الأسد أن يتم حبسه في عرينه وأن يعين الحيوانات ملكا مؤقتا للغابة حتى يختاروا من يحكمهم..
 
 وهنا انتظر “الفئران” إعلانهم حكاماً للغابة كما وعدهم ”ذئباما”، إلا أنه قال لهم بكل خبث “”لا أستطيع أن أعلنكم حكاما حاليا لئلا تشك الحيوانات فيكم وفي أنكم السبب في هذه الفتنة، اصبروا قليلا وبعدها ستحكمون، وساعدونى بأن تشيعوا بين الحيوانات أن الثعالب مظلومة وأنهم مهانون منذ ثمانين عامل على يد الأسود، وأريدكم أن تهتفوا دائما يسقط يسقط حكم الأسود والحيوانات المغفلة ستهتف معكم، فتضمنوا أن الأسود ستعيش ذليلة للأبد””..
 
 وبالفعل تم ما خطط له زعيم ”ذئبيكا”، وجاء الثعلب “البديع الفرو” بأحد أعوانه المطيعين كبديل ليحكم الغابة ويعاونه قائد حراسة الغابة وهو “أسد ذكي” استطاع أن يقنع الثعلب أن ولاؤه للثعلب وليس للغابة..
  
وبدأ الثعلب في تنفيذ مخطط ”ذئباما” لتمكين ”ذئبائيل” من الغابة بعد أن استعان بعشيرته من الثعالب لتخريب الغابة وإرسال فواكه الغابة لعشيرته من الثعالب بغابة مجاورة، ولكنه أغفل أن “الأسد الذكي” و”الصقر” يراقبان كل ما يفعله “الثعلب البديل” ويحبطان مخططاته، وعندما أحس “الأسد الذكي” أن الغابة ستضيع وأن الحيوانات تستعد للثورة على “الثعلب البديل” الخائن، قرر أن يواجه الثعلب وينضم إلى أبناء غابته ويناصرهم، فقبض على الثعلب، وحينها طالبت كل حيوانات الغابة “الأسد الذكي” أن يقبل حكم الغابة.. طلب ”ذئباما” من “الفئران” أن يعيدوا هتافاتهم ثانية يسقط يسقط حكم الأسود وأن يختاروا حيوانا آخر ليصدروه للحكم، ووقع اختيارهم على “القط قطين” الذي طالما وقف في وجه الأسد يهاجمه بسبب مشاكل الغابة ولكنه لم يقدم أية حلول ساعيا فقط للشهرة..
 
وبالفعل قام “الفئران” و”الثعابين” بإقناع “القط قطين" أنه لا رئيس غيره يصلح للحكم، وأنه سيمثله، وأنهم سيروجون له بين حيوانات الغابة الصغيرة السن لينضموا إليهم ويختاره ملكا للغابة، فصدقهم القط حتي تمت انتخابات الغابة واختارت كل حيوانات الغابة “الأسد الذكي” ملكا ولم يحصل "قطين" إلا على أصوات بعض “الفئران” فقط، وبدلا من أن يعلن أنه سيعمل في صف الأسد ليحمى الغابة من ذئاب “ذئبابيل” و”ذئبيكا”، صرح -بعد الهزيمة النكراء- أنه سيستمر في الصراع، فشكك في عملية اختيار الأسد مصدقا الفئران أنه فاز بأصواتهم وهو لا يعلم أن الأسد سيظل أسدا والقط قطا، وأنه لن يصلح يوما أن يحكم الغابة أحد غير “الأسد” مهما حاول “الفئران” و”الثعالب” و”الثعابين” تعضيد "قطين" ليستغل أي موقف ليثير الغابة ضد الأسد.
 
الكارثه الآن، أن بعض حيوانات الغابة صغيري السن في حيرة بين أن يعضدوا “الأسد” خوفا من أن يصبح مثل الأسد العجوز كما يروج "قطين”، أو أن يلتفوا حول القط ليقفوا مع الثعالب ليمنعوا فك أسر الأسد العجوز ملك الغابة السابق.
 
 
**هذه القصه ساخرة, هزلية, حقيقية, خيالية وأي تشابه بينها وبين الواقع فهو طبعا مقصود.
 
 
للتواصل مع الكاتب
@abo_lsan_tawil 
 
 

 

تعليقات القراء