أشرف فواز يكتب: يا وابور قوللي رايح على فين

 
بعد أفول نجم قائد الثورة ومرشح الشباب بعد حصوله على ٣٪ من أصوات الشعب، مما جعلنا نظن أنه سيتنحى عن المشهد السياسي، فاجائنا الأستاذ صباحي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية مثلما يفاجئنا صبي بفرقعة بالونة في لحظه صمت، وظهر علينا في بيان ساخن "ملهلب" أضاف له الكثير من الشطة الثورية والقليل من التوابل العاطفية مع بضعة ملاعق من الصرخات الحنجورية ليقدم لنا وجبة أثارت غثيان الغالبية العظمى من الشعب، ولكنها بالتأكيد أرضت الـ٣٪ الآخرون.
 
رأينا الأستاذ صباحي ممتطيا جواده الثوري ببراعته المعهودة ويصول ويجول مهاجما ومشككا في نوايا الجميع، مهاجما القضاء ومهددا القيادة السياسية ومسلطا سيفه الثوري الخشبي على رقاب الرئيس والحكومة، وبين حين وآخر ينبش بأقدام حصانه في الرماد لتتأجج النيران من جديد.
 
وقبل أن أفيق من صدمتي التي أصابتني بسبب ثقة صباحي الفائقة التي جعلته يتحدث باسم الشعب متناسيا أنه لا يعبر إلا عن "عُشر رُبعه" فقط "متهيألي أشيك من أن أقول ٣٪”، صدمني مرة أخرى بتلميحاته الواصفة للسيسي أنه يمشي على نهج مبارك، قبل أن يطالبه بأن يتدخل في حكم المحكمة ويعيد محاكمة مبارك وأعوانه ويذكرنا بوجود قانون ونيابة خاصين بالثورة تمنح الرئيس الحق أن يعيد محاكمة مبارك لكن "بالصلاة على النبي" لا تستطيع فتح ملفات النصابين والنصابات!!!! ليوجه السيد صباحي ضربة قاصمة لكل من منحه صوته في الانتخابات بعد أن امتنع عن الحديث عن محاكمة مبارك تماما أيام الخائن مرسي ويطالب الآن بتفصيل قانون على مقاس مبارك لمحاكمته بالمخالفة للدستور الذي سبق وأن وافق عليه من قبل.
 
لكن الحق يقال، أعجبتنى نعرة الرئاسة التى طالب فيها السيسي بتحديد موقفه مهددا إياه إن لم يقف مع الشعب "عشر الربع" سيكمل السيد صباحي نضاله كمعارض.
 
“أنا كأشرف الصراحة اتخضيت" من التهديد،،،
 
وقد أزعجني وقوع السيد صباحي في غلطة "رفيعه كده”، عندما طالب السيسي بالانحياز لشهداء الثورة وقد غاب عنه أو تناسى أن السيسي قد أصدر بالفعل تكليفا لرئيس الوزراء بمراجعة الموقف بالنسبة لتعويضات ورعاية أسر شهداء ومصابي الثورة “الذين قدموا حياتهم من أجل رفعة هذا الوطن” كما جاء نصا في بيان الرئاسة.
 
معلش يا سيد صباحي، أكيد كنت سيادتك مشغول في الإعداد لمؤتمرك الإعلامي الكاسح ولم تلاحظ ما اتخذه السيسي من قرارات.
 
 أنا أعرف أن غيرتك على الثورة تجعلك حريصا على اصطياد أية فرصة لتطل علينا دائما كي لا ينسى الشعب دورك الثوري، ولكن كنت أتمنى كما وجهت مريديك لانتخاب مرسي وعصر الليمون بعد خروجك من السباق الرئاسي الأول أمام الجنرال شفيق، أن تعصر ليمون الآن إذا أحسست بالغيرة الثورية وتترك السيسي يتخذ قراراته "كرئيس اختاره ٩٥٪ من الشعب" وتنتظر للنهاية بدلا من أن تشعل البلاد لزعزعة ثقتنا بالسيسي، لأننا بصراحة ثقتنا في رئيسنا تزداد يوما بعد يوم واحترامنا يتضاعف له، لأنه يحترم القضاء وأحكامه كأي رئيس يحترم شعبه.
 
للتواصل مع الكاتب
@abo_lsan_tawil 
 
 
تعليقات القراء