سقراط يكتب: إلى والي مصر!!

 اليوم على غير عادتي الغاضبة من الأنظمة السلطوية ، سأتحدث ناصحاً كي أرضي ضميري أمام الجميع و كي لا أكون من الملامين عند حدوث الكارثة، فالقادم لن يكن محمود العواقب أبداً بل سيكون كارثياً لدرجة لا يدركها أحد ، قد يكون أكثر دماراً مما يحدث في دول الجوار التي يتندر البعض بأننا أفضل حالاً منهم !  

شخصياً لم أكن في يوم أتمنى الفشل لأي حاكم علي الرغم من اختلافي الأيدولوجي مع كثيرين مما حكموا الوطن ، كنت أتمني دوماً أن يخيب ظني حول تخبط الأنظمة وإصرارها علي الفشل ،ليس حباً في الأنظمة لكن سعياً وراء حلم الوصول إلى الأفضل ، لكن للأسف لم يخيب أحد من حكامنا ظني ، جميعهم يقرأون من نفس الكتاب ، جميعهم لا يدركون إلى أي حد اقترب انفجار البركان ، ويوم أن يدركون تكون كل الفرص انتهت ! 
 
انحيازات الفقراء والمهمشين قد لا تقود ثورات لكنها بلا شك تكون كالحطب الذي يجعلها مشتعلة إلى أكبر فترة ممكنة، وفي لحظة ما تتحول الثورة إلى حالة من الاستقرار الكاذب بفعل سياسات القمع و نشر الاحساس الوهمي بعودة الأمن إلى طبيعته ، ولكن بعد أن تصبح كل الردود على أحلام الشعوب بالنفي فلن يكون هناك ثورة بل فوضي تعصف بالجميع، تدمر الجميع وتحول القوى السلمية إلى أكبر قوى عدوانية يمكن تخيلها ، وقتها لن يشفع أحد للمدافعين عن كيان الدولة وهيبتها ،من  أصحاب الحلول الأمنية السريعة الذين لا يتركون للسياسة منفذ للتعامل !! ، فهل يدرك السيد الوالي هذا ؟!! ، هل يدرك أنه أتى بعد ثورة وامتداد لها قام من أجل الكرامة وتذيل فيها حلم العدالة الاجتماعية ؟!! 
 
يعود إلى التصدر كثيرون مما أفسدوا حياة الشعب ، ضاربين عرض الحائط بأحلام الناس التي حولوها إلى كوابيس ، وحوش الرأسمالية الغير رحيمة الذين ابتاعوا قوت الشعب، يتحدثون اليوم عن مخططاتهم للمستقبل في ظل رئيس يتحدث عن ثورة قامت ضد فسادهم ، كل ذلك يجعل البركان الذي يكتم في قلبه الغليان إلى الانفجار ، الانفجار الذي لن يكون من أجل الاصلاح هذه المره بل من أجل العصف بكل ما في طريقة ، فحلم الحياة أصبح محرماً في ظل هذه الاحداثيات ، وعندما يحدث هذا سيكفر الشعب بالوطن ووحدة أراضيه ، فأي وطن هذا الذي يتحكم فيه نسبة لا تزيد عن عشرة بالمائة ، ويمنعون حياة الباقين ، فهل يدرك الوالي هذا ؟!! 
 
رئيس ودستور عين بواسطته ، يقرون بثورة قامت منذ أكثر من ثلاثة أعوام ، وعلام يذدريها و يعتبرها مؤامرة على استقرار البلاد ، النظام يملأ فمه بعظمة الثورة ولا يجد أي ضرر من محاربيها بل يفتح لهم الأبواب للاستمرار في اقناع الشعب بأن حلمهم الذي كان منذ سنوات هو مجرد نزوة عليهم أن يتوبوا عنها و يكفروا عن ذنبهم جراء مافعلوا ، بل تحول الاعلام إلى تغيير  ماقاله في مواقف مماثلة وقت مرسي كي ينصر النظام و يحافظ علي ثبوته ، حتى إن كان هذا يعتبر انتحاراً للمنطق ، لا أعلم كيف يظنون أن هذا سينقذ الوطن ، كيف يظنون أن النقد الحقيقي للأزمات هو خيانة و دعماً للارهاب في هذا التوقيت ؟!!  
لا أعلم إن كان الوالي يدرك أن هذا سيعصف به و بالوطن أم لا ؟!! 
 
الحلول الأمنية صارت منطق النظام، السياسة صارت أمراً قبيحاً، أي صوت لا يتوافق مع النظام صار خائناً، الحديث عن لقمة العيش صار ليس أوانه الآن، الفقر يشعل نيران الغضب يوماً تلو الآخر، والسياسات القائمة لا تنصف القوائم المنتظرة منذ 4 أعوام ، والوالي ونظامه  يستمرون في العزف وقت غرق السفينة ولا يدركون ما يفعلون ، و الوطن صار ليس ببعيد عن بؤر الاشتعال التي تفوق أسوأ الكوابيس !! 
 
تعليقات القراء