علاء الدين العبد يكتب: رئيس مصر السابق، عبدالفتاح السيسي

السيد الرئيس ، عبدالفتاح السيسي ، رحل جمال عبدالناصر ورحل السادات ومازلنا نناقش ونتفق ونختلف حول عصر كل منهما بإيجابياته وسلبياته ، بنجاحاته وإخفاقاته ، ومازال مِنَّا من يعشق جمال ومن يكرهه ، وكذلك الحال مع السادات ، وننسى حين نناقش ما تم بِعَهْدِهما أن نذكر أو نشير إلى أي من رؤساء حكومتهما ، كل تقدم في مجال ما أو تأخر التصق بهما وحدهما ، ولم لا ؟ فالرئيس وحده في النهاية سيكون المسؤول ، لأن كل رخاء للبلاد والعباد سيضاف إليه ، فأيضاً كل سوء حال سَيُخْصَم من رصيده ، وستسجل في دفاتر حياة المصريين وستترك آثارها البالغة عليهم التي لا يمكن محوها ربما لأجيال قادمة ، إحصائيات وعلامات  الفقر والمرض والجهل لا تكذب ولا تتجمل .. 
 
السيد/ عبدالفتاح السيسي ، رئيس مصر الحالي ، أذكرك بأنك سترحل بعد أربع سنوات أو بحد أقصى مهما أحبك الشعب ومهما أضفت له من سبل حياة أفضل ، سترحل بعد ثماني سنوات ، فهل أدركت حجم الفقر والمرض والجهل و تعرفت على أسبابه و وقررت أنه بعد الأربع سنوات الأولى أين ستكون تلك الإحصائيات فوضعت خطة العلاج و تتبعت تقدم أو تاخر الحالة أو وضعت جدول زمني لها ؟!
 
السيد الرئيس ، كثير من الناس ممن يحبونك ويؤيدونك وانتخبوك هم أيضاً من مؤيدي يناير ولكنهم مستاؤون من الأوضاع الحالية ، مستاؤؤن ممن يصفون يناير بالمؤامرة والنكسة، مستاؤؤن من جميع الأوضاع وعلى رأسها  وزارتك وتقريباً من جميع الوزراء ، ينتقدونهم كل يوم ، ينتقدون فقدانهم للأمن ، أمن الشارع ، ينتقدون الغلاء ، غلاء الغذاء والسكن ، ينتقدون حجم البطالة ، ونقص فرص العمل ، يشعرون باستمرارية التحيز للطبقات الغنية ،  ولكنهم  يتحملون لسببين ، الأول تأييدهم المطلق لكم ، والثاني ، نكاية في الإخوان .
السيد الرئيس ، إذا كنتم تؤمنون حقاً أنها ثورة وتؤمنون فعلاً بأن الدستور أقَرَّها عن يقين وليس مجاملة لبعض فئات الشعب ، فعليكم أن تلجموا ألسنة من يشوه يناير من الإعلاميين  لأن ذلك تعدى حرية الرأي في التعبير وتعدى وجهات النظر ، أما إذا كان الحال عكس ذلك ، فأعلنها صراحة وبكل وضوح وأصدر قراراً فورياً بالإفراج عن  الرئيس الأسبق المخلوع والرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ، مبارك ، وأعد الحقوق لأصحابها وليعود بكامل نظامه ولنبهر العالم للمرة الثالثة .
 
السيد الرئيس ، لا تدع الإعلام يُقَسِّم مؤيديك، كما فعل إعلام مرسي من قبل ، فلا أرى من مصلحة مصر وصف البعض منها بالينايرجية كما هو الحال بوصف البعض لليونيوجية بالإنقلابيين ..
 
السيد الرئيس ، جاء في كلمتكم بمناسبة افتتاح المرحلة الثالثة لتطوير المجمع الطبي للقوات المسلحة كوبري القبة يوم الخميس 16 أكتوبر والتي جاء فيها : (هنسلم البلد لأولادنا إزاي ؟!) ، أما ما استوقفني هو عبارتكم ( هو لسه في حد بيسرق ولا فيه فلوس تتسرق ) !! و ما فهمته والحمد لله من الجزء الأول من العبارة ، أنكم تعلمون جيداً أن مصر سُرِقت من قبل ، ولكن ما لا أعلمه هو ماذا فعلتم بمن سرقها بعد تقلدكم حكم مصر وأدائكم اليمين ؟! ، خاصة وأنه لديكم الجهاز المركزي للمحاسبات مليء بالمخالفات ، فقط ما عليك سوى أن تمد يدك وتختار أي ملف وللأسف سوف تجد ما لا يسرك ، هذا بالإضافة لحهاز الكسب غير المشروع الذي لم نسمع عنه سوى في مناسبتين ، كانت المناسبة الأولى بعد خلع مبارك ، والمناسبة الثانية بعد عزل مرسي ، وبعد ذلك اختفت أخباره ..
 
أما باقي العبارة (ولا فيه فلوس تتسرق ) فتعلمون جيداً أنه ليس بالضرورة أن تكون الفلوس نقداً وعَدَّاً ، ويكفي أن أحيل لكم ما يتم تداوله على صفحات الفيس بوك منذ أيام ولم نسمع عنه تأكيداً أو نفياً أو توضيحاً ، وهو بيع مزرعة مركز البحوث الزراعية بالمعمورة بالإسكندرية ( 57 فدان ) بالإضافة إلى ( خمسة فدان  ) بالمنتزة )  بمبلغ 30 مليون جنيه  لأخت رشيد محمد رشيد  وأتمنى أن يكون الخبر غير صحيح ..
 
السيد الرئيس ،  أشكر الرئاسة أن تدخلت  بعد وصولها تلغراف شكوى ناظرة مدرسة لوران الثانوية بنات بالإسكندرية، و المفصولة بسبب شهادتها لصالح الطالبة التى سَجَّلت لمدرسها طلبه منها قائلاً : ( عايز حلاوتي ) ..
السيد الرئيس ، سيكون جميلٌ لو أعلنتم عن أرقام فاكس أو إيميل لتلقي شكاوي المواطنين ، وسيذكر لك  شعب مصر العظيم ذلك وينسبه لكم دائماً وخاصة حين يتحدث عنكم كرئيس مصر السابق ..
تعليقات القراء