سقراط يكتب: اختار أن تموت، غرقاً، جوعاً أو تحت الأنقاض!!‎

 
أعتقد أن الإنسان دائماً مخير ، دائماً في وضع التفكير ليصل إلى الاختيار الأمثل لحياته ، لكن الغريب أنه يجبر على أن يكون في وضع اختيار أمام اختيارات جميعها مر، عليه أن يختار بين الموت شنقاً أو حرقاً ولكن في النهاية الاختيار محكوم بحقيقة لا تقبل التغيير ، ألا وهي الموت !! 
 
جيل الثمنينات و التسعينات ، هما الأكثر تشرزماً و تعذيباً في مصر ، هم جيل الشباب ، جيل الحيوية و النشاط ، وجيل الانكسارات و الموت السريع أيضاً ، من المفترض أن يكون هذا الجيل هو الأكثر استمتاعاً بالحياة ، الأكثر استنشاقاً للحرية ، ولكنه في النهاية أصبح بين براثن الموت بأيدي السلطة أو جراء أحلامه المتعلقة بالهروب أو ضحية للإرهاب الأسود أو يصبح زراعاً لإرهاب كارهاً للحياة فيقتل و يسفك دم تحت مسمى العقيدة !! 
 
                                                         ١
"موت ٥٠٠ فرد بينهم مصريين على حدود مالطا" 
هذا خبر عابر نشر في جرائد الأمس ، خبر لن يشغل بال كثيرون غير أهالي الضحايا ، لكن خبر كهذا يجعلك تتوقف ولو قليلاً ، لتسأل نفسك ، ما الذي يدفع شباباً للهرب من بلادهم متحملين كافة المخاطر ؟! 
مالذي دفعهم للاختيار بين فرصة ضئيلة للنجاة و بين فرص أكبر للموت دون الهروب ؟!! 
أعتقد أن لحظة الاختيار هذه صعبة ، أعتقد أن النتائج في نهاية المطاف محكومة بخيبة الرجاء مع بصيص أمل لا يرى!!  أعتقد أن الدافع وراء ما فعلوا ، أنهم أصبحوا يشعرون بغربة داخل أوطناهم ، فخرجوا ليبحثوا عن وطن جديد يشعرون فيه بكرامتهم و بحقهم في الحياة كبشر مكرمون، بعد أن فشلت كل محاولاتهم ليشعروا بأداميتهم داخل وطنهم الأم !
 
                                                       ٢
عمال في أحد المصانع يموتون تحت الأنقاض، لا أحد أقدم لانقاذهم إلا بعد مدة زمنية تكفي ليصبح الحي تحت الأنقاض جثة هامدة ! ، عندما تسمع كلمة مصنع في أي مكان بالعالم ، تستحضر شكل معين ممتلأ بعوامل الأمان و سلامة العاملين ، ولكن للأسف عزيزي أنت في مصر ، حيث لا أمن ولا أمان ولا إشراف و لا تفتيش ، الجميع يهمه الربح بأقصر الطرق و أقل مصاريف ، و الدولة تعج بالفساد في كل روبوعها ، والنظام منشغل في تصفية حسابات سياسية و من الأخر مصدرلنا الطرشة !! 
                                                      ٣
محمد سلطان ، مضرب عن الطعام لمدة تجاوزت ال٢٠٠ يوم ، ينزف دماً منذ يومين من فمه ، لا يقبل أي شئ يكسر إضرابه . 
أحمد دومة ، مضرب عن الطعام ، مريض بأمراض عدة خاصة بالجهاز الهضمي ، أصبح غير قادر علي الحركة لحضور جلسات محاكمته . 
يارا حجازي ، كتلة من الأمل و التفاؤل ، تحارب بشاعة مجتمعكم و إجرامه المتكون في إهمال أطفال الشوارع ، بنشر البهجة في قلوب هؤلاء الصبية ، لا ذنب ارتكبت ولا جرم اقترفت ، ولكنها في نظر نظامكم تهدد الأمن القومي ، لا أدري إن كان نشر البسمة والأمل يهددون الأمن القومي أم لا ، لكن ما أنا على يقين منه أن ماتفعلونه هو من سيقضي على الأمن القومي و سيزيل الدولة من جدورها ! 
سناء سيف ، الباحثة عن المظاليم لتساعدهم ، تهتم بالمحتاجين داخل السجون ، حتي ولو لم تعرفهم ، سناء اليوم في سجون النظام تحت ظلم جائر نتج عن قانون فاشي يقضي بمنع التظاهر السلمي لا تنظيمه حتي !! 
حالات كثيره من الشباب المعتقل وليست المتهم داخل السجون ،نعم  معتقلين لأن ما يجري من محاكمات هزلية تنتهي بنتيجة ثابتة ألا وهي كتم الأصوات المعارضة ، ومحاكمات تحدث بأمر قانون مشكوك في دستوريته لا تعتبر محاكمات بل تصفيات ذات شكل قانون من جيل أخطأ و فكر في أن يحلم بعالم العدل و المساواة و محاكمة الجناة و القتلة !! 
                                  ٤- النهاية 
نماذج عديدة من أجيال يفترض أنها من الشباب ، تموت وتقتل غدراً ، ويوم أن تكون بين الاختيار ، عليها أن تختار بين الموت السريع أو الموت البطئ ، الإضراب عن الطعام أملاً في الحرية أم الخنوع و الاستمرار خلف قضيب السجن ، البقاء داخل الوطن و انتظار الموت غلطاً أم المخاطرة بالهرب و اختيار الموت غرقاً ، كل هذا لأننا وقعنا فريسة لنظام سلطوي فاشي ، أصبح يدير ضدنا المؤامرات لنصبح سجناؤه أو نتحول لمجموعة من منافقيه، اليوم أعزائي إن كنا لا نسطيع أن نعيش بحريتنا كاملة ،  ولا نستطيع أن نفعل شئ ضد نظام مدعوم بفاشية شعبوية لا ترى ولا تسمع غيره، فرجاء من ذاك الذي بيده الأمر ، اعطي فرصة لبعض من جيلنا أن يعيش، اسقط قانون التظاهر واعطيهم فرصة في النجاة ، لا أعلم ما جدية طلبي هذا و لكن ما أعلمه أن كل ما في أيدينا أصبح الطلب من سلطة أصبحت لا ترى لأفعالها رادعاً، ولكننا سنطلب كي نكون طرقنا كل الأبواب قبل أن يصبح البركان جاهزاً للانفجار !! 
تعليقات القراء