سقراط يكتب: معاً لضم القضاء لوزارة الداخلية في وزارة واحدة!!

عزيزي المصري الذي يفتخر بوطنه و بلاده أمام الشاشات، و يسب ويلعن يوم ميلاده مصري في السر أو بين الأصدقاء ، عزيزي أحب أن أخبرك أن الظلم مر، و السكوت عليه يجدد فرص انتشاره ويسقط له ضحايا جدد !! 
عزيزي وطنك الذي تفخر به في العلن وتسبه في الخفاء، يوماً سيضيع و يصبح أرض خربة بسبب الظلم و انتكاسة الحق و العدل فيه !! 
 
لا أجد أي فائدة في فصل القضاء عن الداخلية ، فالاثنين يعملان بالأمر المباشر ، الاثنين لا يعملان لصالح الوطن بل لخدمة النظام الحاكم ، الداخلية تحتجز متهمين داخل المحكمة بعيداً عن قاعة المحاكمة ، فيدخل القاضي دون أدنى استفهام عن سبب غياب المتهمين فيصدر حكمه الرادع بأقصى عقوبة ، قبل أن تقول أن هذا لم يحدث أبداً، أذكرك بقضية علاء عبدالفتاح ورفاقه، ماذكرته هو ماحدث معهم بالضبط ! 
 
هيئة المحكمة الموقرة، تطلق العنان للمتهم محمد حسني مبارك ليلقي خطبة، ويتحدث عن تاريخ حكمه وكأنه في إحدي الحفلات بنصر أكتوبر، و كذلك المتهم حبيب العادلي، الاثنان أخذا وقتهما للمنتهي للحديث عن أمور لا تمس القضايا موضع الاتهام ، بل خطابهم كان مثل خطاب عاطفي لكسب تعاطف الشعب لا أكثر، ولكن عند قضايا التظاهر لا يسمح للمتهمين بالحديث، أو بالدفاع عن أنفسهم، يمنعون بأمر القضاء ، لا أعلم إن كان القضاء الذي يحاكم مبارك يختلف عن القضاء الذي يحاكم دومة ورفاقه !! ، أم أن القضاء لم يعد بالاستقلالية الكافية ليتصرف كيفما يأمر القانون ، والقانون وحده لا أحد أخر !! 
 
هل سيأتي اليوم الذي نستمع فيه للمعزول مرسي وهو يروي قصته عن الحكم، هل سنستمع يوماً ما لدفاع متهمي الإخوان كما حدث مع مبارك ورجاله، أم أن القضاء سيمنع هذا بحجة الأمن القومي !، لا أدري أي أمن قومي هذا الذي يزعزعه كلام أشخاص موضع اتهام في قضايا ضد الشعب كله، أليس من حق الشعب أن يستمع لتبرير من ظلموا، أم أن الشعب دوره فقط أن يُظلم !! 
 
لا أدري كيف يحكم قاضياً بالعدل وهو بالأساس تم التحاقه بسلك القضاء لامتلاكه لنفوذ أو مال سمح لأحد أن يتوسط له ليأخذ مكان شخص أجدر منه وأحق ، لا أعلم إن أتى اليوم الذي يحاكم فيه أحد الذين توسطوا له ليصل لمنصة القضاء ، كيف سيكون حكمه ، هل سيحكم بأمر القانون ، أم بأمر من هم فوق القانون ، فلا عجب في مصر إن قلت أن هناك من فوق القانون ياعزيزي !! 
 
اذا كان القضاء المصري يرتمي في أحضان النظام، فلزم أن ينضم  مع وزارة الداخلية، ليصبح عمله بالأمر المباشر، وليرفع الحرج عن قيمة العدل و تطبيق القانون، ولتكتمل دائرة الظلم ، ولكن اذا استمر الأمر هكذا ، فالمظلوميات ستصبح كثيرة ، و الصامتين عن حقوقهم سيصرخون ، وقد يشعلون الوطن كراهية في حكامه، فابعدوا القضاء عن نزاعاتكم السياسية وادعموا استقلاليته إن كنتم تريدون الحفاظ على الوطن !! 
تعليقات القراء