سقراط يكتب: نحب الوطن ونحمل الكراهية لحاكمه!!

أب سجين و ابن في نفس الزنازين، تلك هى قصة عائلة سيف، الأستاذ أحمد سيف كان سجينا يوم أن ولد علاء، وعلاء كان سجينا يوم أن مات أبيه ، الظلم هو من فعل هذا ، الرغبة في السلطة هى من فعلت هذا ، عدم الرغبة في سماع كلمة الحق هى من جعلت أجيال وراء أجيال تتوارث القهر و الزنازين !

نظرات علاء في وداع أبيه تتكلم، تبين إلى أي مدى وصل القهر ، تحكي عن كراهية للسجن و الظلم ، أظنه لم يعد يصدق أن ذاك السند الذي كانت ترتكز عليه حياته أصبح غير موجود ، تحول لمجموعة من الذكريات ، لم يعد يصدق علاء أن كلمة الحق التي يقولها حرمته من أبيه في نهاية حياته !

علاء لم يذنب عندما حلم بوطن أفضل ، يحترم كرامة الإنسان ، يضمن حقوقهم في العيش كبشر ، لم يذنب عندما لعن الظلم ، عندما أراد لابنه خالد أن يعيش في وطن يحبه وليس يكون أقصى طموحه هى تأشيرة سفر للهروب من وطنه ، علاء لم يخطئ عندما كان يرفض انتهاكات سجانه، لم يكن مخطئ عندما كان يقول أن شرطتكم قاتلة تنتهك الحرمات و تغتصب المتهمين !!

أنتم تعلمون أن الشرطة والقضاء وكافة أذرع الظلم لا تصلح بحالتها الحالية ، لكنكم تخافون أن تقول هذا ، ترتعبون من إعلان ذلك ، بل وصل الأمر أن من بينكم من لم يكتفْ بالصمت بل يلعن من يسبون الظلم ويرفضون الانتهاكات ، حتى تحولتم لكائنات زومبيي تتغذي على موت الآخرين ، ترقص في محافل الفاشية ، تطبل للظالم  وصار من بينكم من يسب علاء ويتهمه بالعمالة لأنه لايرغب لكم أن تعبدوا حكامكم ، لا يرغب لكم أن تصدقوا أكاذيبهم ، لا يرغب لكم أن تكون ضحايا التعذيب و الاغتصاب ، لا يرغب لكم أن تعملوا بلا مقابل يضمن لكن ولأولادكم حياة كالحياة !!

أتدرون لو كان علاء ،ومن مثله في السجون، يعقدون الصفقات القذرة مع النظام ، ويلهثون  وراء مصالحهم الشخصية ، لكان علاء اليوم بين عائلته مكرماً وطنياً في تصنيفكم، لكان نجماً من نجوم الإعلام ، لكنه اختار ألا يكون حليفاً للظلم ، اختار أن يستكمل طريق والده ، اختار أن يكون في صف المظلوم ، اختار ألا يصنف الناس عندما يساندهم في مصائبهم ، اختار أن يهتف وقت أن اخترتم الصمت !

الذين يخافون أن يلعنوا الظلم بحجة عودة الإخوان واهمون ، فالنظام الحالي ليس عدواً للإخوان بل هى لعبة تضارب المصالح لا أكثر ، ويوم أن يعترف الإخوان بهذا النظام ستعقد صفقتهم ومن يصنفون الإخوان بالإرهابيين اليوم ، سيتحاكوا بوطنيتهم في الغد ، ومن لا يصدق كلامي فليتابع ما يحدث من إفراج عن قيادات إخوانية وحديث عن مبادرات مطروحة وعودة السلفيين للمنابر مرة أخرى ، الأمر سينتهي بعودة التحالف الإسلامي العسكري مرة أخرى ،  وسيبقى في الزنازين من رفض إرهاب مرسي وفاشية السيسي !!

اليوم قد تلعن علاء وثورته، قد تخونه ، قد تصفق للنظام عندما يقيد حريته ، لكن في الغد يوم أن تكون في نفس زنزانة علاء ، تحت حكم الظلم ، لن تجد غير علاء ليكون خير مناصر لحقك في الحرية ، لأنه يكره السجن ولا يحب لغيره مايكرهه لنفسه !!

حكامنا على مدار ستة عقود يحاولون أن يقنعونا أن في انتهاك حريتنا و سرقة حقوقنا حياة لوطننا ، ومحافظة على أمننا القومي و ذراع واقي ضد الإرهاب و الرجعية ، ولكن النتائج أثبتت أن حكامنا مجرمون قتلة لا يتحدثون إلا بالكذب ولولا علاء و أمثاله لكنا كرهنا الوطن ولكنهم علمونا أن الكراهية ليست للوطن  بل من تكون لحكامنا الذين جعلوا من الوطن خرابة !!

تعليقات القراء