سقراط يكتب: وإن حدثوك عن الكفتة.. قل لهم: السوفالدي وصل!

 
"أنا أخد منك الفيروس وأدهولك صباع كفتة تتغذى عليه !!" 
لأول مرة في تاريخ العلم يخرج أحد بهذه الجرئة في حديثه عن اكتشاف علمي، يتحدث بثقة غير مبررة ، و كل أحاديثه كانت تنم عن شخص يخفي انتصار علمي باهر ، لا يحمل شك في ذلك ، فالرجل كان يصدم كل محاوريه بردود نارية تزيد اليقين على قدرته العلمية الفائقة الغير معروف مصدرها !! 
 
يصبح أحاديث الجميع على شاشات التلفزيون هو ذاك الاختراع المنقذ ، الجميع ينسب الفضل للجيش في اهتمامه بمرضي الالتهاب الكبدي الوبائي ، الجميع يكتب أشعار في ذاك اللواء عبدالعاطي ، الجميع لم يستمعوا لأي صوت غير أصوات النصر و الفرحة بذاك الاختراع الهلامي الذي لا يقبله أي منطق علمي على مستوى العالم !! 
 
إن حدثتهم عن مكونات هذا الاختراع ، يصدمونك بردود من قبيل أنه "أمن قومي" وكأن حق العلاج من الأمر حكر على بلاد بعينها ، ولو كان كذلك ، لكانت بلادنا إلى الآن لا تجد ما تعالج به نزلات البرد و الجروح البسيطة . لا أدري أي أمن قومي هو المتعلق باكتشاف علمي من المفترض أن يسلك مسلك أي اكتشاف أخر في المناقشات العلمية في جامعات العالم المختلفة وأمام المؤسسات الدولية المختصة بحقوق الدواء و الغذاء !! 
 
تمر الأيام ، و العقلاء ينبهونهم أن هذا الاختراع ماهو إلا وهم و ذاك العبعاطي مدلس ، وتجد حائط صد من إعلامين اعتادوا التطبيل و النفاق ، لكن مع الأسف التطبيل و النفاق لا مكان لهم وسط الحقائق العلمية ، تلك الحقائق التي تبني علي نتائج بحثية وليس أهواء شخصية و حفلات نفاق واحتفاء بجماعة من المدلسين !! 
 
خرج المسئولين بالقوات المسلحة لينهوا على حلم البسطاء الذين تعلقوا بقشة الشفاء ، الذين ابتهجوا يوم أن سمعوا عن هذا الاكتشاف ، خرج المسئولين ليقولوا لهم أن الاختراع سيتأجل لشهور ستة لعقد تجارب أكثر، الأزمة هنا أن عبعاطي و أحمد مؤنس وكل من أيد هذه الخرافة كان يتحدثون عن يقين عن شئ رأوه رؤية العين ، وكان يبرهنوا على كلامهم بأرقام وحالات تم علاجها و المحصلة كانت لا شئ في النهاية !! 
 
كشعب ارتضي هذا الجيش درع لحمايته ووثق فيه ، نريد أن نعرف لماذا تم تضخيم هذه الكذبة ، لماذا لم تصارحونا من البداية ، لماذا تصمتوا على عقاب ذاك العبعاطي وكل معاونيه إلى الآن ، متي ستعلنون علينا نتائج تلك اللجنة التي عقدت لتقيم الجهاز ، متي سيتم محاسبة من تاجروا بأحلام الفقراء بداية من الدجال الذي أعلن عن الخرافة لمن سمح له بذلك و نهاية بأحفاد جوبلز الذين كان يصدون أي صاحب رأي يتحدث بالمنطق البحثي !! 
وكيف يمكن لنا ان نصدق أي إعلان لكم عن أي شئ في المستقبل بعد ما حدث ؟!! 
 
أعزائي شعب مصر ، إن حدثوكم مرة أخرى عن الكفتة ؟! 
فقولوا لهم أن السوفالدي وصل ، السوفالدي ذاك الاختراع الحقيقي الذي سار مساره الطبيعي لينتهي بأقراص علاجية مضمونة النتائج ، ذاك الاختراع الذي لاهو أمن قومي و لا هبل وطني ، ذاك الاختراع الذي أتاكم منقذاً بعد أن حطم أمالكم هؤلاء القوم الدجالين ، ذاك الاختراع الذي اعتمدت وزارة الصحة خطة العلاج به بالأمس ، وزارة الصحة لنفس الدولة التي روج اللواء عبعاطي لاختراعه الخارق داخل حدودها . 
 
إن كنتم تظنون أننا سننسي واقعة الكفته فإنكم واهمون ، وإن ظننتم أنكم أوقفتم عداد باسم يوسف ، فمع كل قرص سوفالدي ينتشر ، ينتشر معه عجزكم و دجلكم و تجارتكم بأحلام الناس إلى أن تحاسبوا من خلطوا العلم بالكفتة !! 
تعليقات القراء