محمد فتحي يكتب: ولا كإنك قعدت يا ريس!!!

نقلاً عن: بوابة الأخبار

سيادة الرئيس. لا يفيد الوطن أن نعود إلي الوراء، ولا أن ندخل في (خناقات)، ولا أن نكمل مسلسل (التخوين) عبر وسائل الإعلام، ولا يفيد الوطن أبداً ابتذال ثورة شعبية حقيقية لولاها لما عرفناك

عزيزي الرئيس عبد الفتاح السيسي.. يؤسفني أن أبلغك بشأن اجتماعك مع مجموعة من ممثلي الإعلام المرئي (كما جاء في الأخبار) انك، ويحز في نفسي أن أقول ذلك، «ولا كإنك قعدت»..
أفهم طبعاً أن الهدف من الاجتماع، حتي لو لم يعلن، هو أن يكون الإعلاميون علي نفس الموجة التي تحتاجها مصر في الفترة القادمة، حيث لا مشاحنات، وحيث استيعاب لكل الآراء، وحيث الإدراك لأولويات الوطن في المرحلة القادمة بعيداً عن الإثارة والتسخين والمعارك الزائفة في الاتجاه الخاطئ، وأعرف جيداً أنك طلبت منهم عدم ذكر بعض التفاصيل التي أخبرتهم بها لتبصيرهم بحجم الأخطار التي قد لا يدركونها، والتي تحيط بمصر، ولعل بعض مساعديك أخبروك بتطلعات بعضهم البروتوكولية للظهور معك في نفس المشهد، علي طريقة (إحنا بتوعك يا ريس)، حيث جلس أحدهم علي مقعدك الشخصي (بمحض الصدفة المقصودة) قبل دخولك، ليطلب منه بلطف مغادرة المقعد لأنه مقعد الرئيس، بينما جلس آخر في المقعد المجاور لك ليظهر في الكادر، وهو ما كان سيضر بالمشهد العام، مما دعا أحد مساعديك أن يطلب منه تغيير مقعده، في حين تكلم الثالث بانفعال مبالغ فيه مما جعلك تنفر بشكل شخصي من كلامه وحديثه، وتطلب منه بأدب جم أن «يهدا شوية»، لكن كل تلك الملاحظات هوامش للمتن الذي أريد أن ألفت نظرك له بمنتهي الوضوح، فحتي ردود أفعال العديد من الإعلاميين الذين حضروا اللقاء – أو لم يحضروه -  عبرت عن استيائهم من زملائهم، ثم كانت الحقيقة المؤسفة أن موضوعات بعض هؤلاء التي تمت مناقشتها فيما بعد تراوحت بين شتم وسب ثورة الخامس والعشرين من يناير باعتبارها مؤامرة وليست ثورة، رغم أنك أنت شخصياً يا سيادة الرئيس تعرف وتقر أنها ثورة، ويقر بها الدستور كثورة، ويعلق ضباط القوات المسلحة نوطاً علي صدورهم باسمها، لندخل في دوائر جدل يفهم منها وكأنك راضٍ عن (تخوين) ثورة يناير، ثم أفردت قناة فضائية، أياماً لمتابعة محاكمة مبارك والعادلي ورفاقه، لنري وزير داخلية فاشلا، ومساعديه المتهمين يواصلون التشكيك، وإذاعة ما يقولون إنه معلومات عن نشطاء بعينهم، ويظهر جلياً للجميع تناقض ذلك مع اجتماعك شخصياً مع بعض هؤلاء النشطاء الذين لم يتم اتهامهم بأي اتهام رسمي حتي الآن وعلي رأسهم وائل غنيم الذي أشاد به أعضاء سابقون في المجلس العسكري، أصبحوا الآن علي رأس وزارة الدفاع، ليظل السؤال مطروحاً بعد أن خرج إعلامي آخر جلس معك ليطعن في شرف الناس: هل من المنطقي أن يجلس معك اليوم ليسمع ويبدي تفهمه وسعادته بكلامك عن الأولويات والأخطار المحدقة بالوطن، ثم يرمي كل ذلك خلف ظهره فاتحاً مساحات جدل جديدة، بأسلوب أبعد ما يكون عن المهنية أو الأخلاق معتمداً علي شهادة (متهم) !!

 وإعلامي ثالث مشهور بإذاعة تسجيلات نعرف جيداً كيف حصل عليها، ونتساءل عن مغزي تشويه أصحابها طالما لم يقدموا للمحاكمة أو يعاقبوا علي ما أذاعه علي أنها جرائم، لكن ظهوره معك يا سيادة الرئيس يعطي انطباعاً وكأنك أيضاً راض عما يقدمه، ودعوته تعطيه حصانة أعرف أنك شخصياً لا تريدها لأي شخص، لكن الرسالة التي تصل للجميع انه (تبع السيسي).
سيادة الرئيس. لا يفيد الوطن أن نعود إلي الوراء، ولا أن ندخل في (خناقات)، ولا أن نكمل مسلسل (التخوين) عبر وسائل الإعلام، ولا يفيد الوطن أبداً ابتذال ثورة شعبية حقيقية لولاها لما عرفناك، ولذلك، نريد ميثاق شرف إعلاميا حقيقيا ومحترما، به آلية قانونية ومحترمة لمعاقبة الإعلاميين علي التشهير بالثورات والناس، نريد قانوناً لتجريم سب ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، نريد ألا يظهر معك سوي هؤلاء الذين يتعاملون بمهنية وليس بتصفية حسابات، نريد ألا نري سباً وشتماً من ضيوف معروفين بالبذاءة علي شاشات الإعلام، نريد مجلساً وطنياً للإعلام به أسماء محترمة هواها هو مصلحة الوطن وليس الشو أو تسديد الفواتير، وإن كنت تراهن يا سيادة الرئيس علي جلوسك معهم مرة كل شهر، فاسمح لي أن أصارحك بخصوص أولي جلساتك: ولا كأنك قعدت.

تعليقات القراء