سقراط يكتب: الفنان المثقف عمرو مصطفى!!

متى نتعلم أن الأمور المحيطة بنا قد يكون من الأفضل أن تُأخذ ببساطة ؟!!
متى ندرك أننا في مصر لسنا مركز الكون وأن السلاح الأفضل لمحاربة كل المؤامرات التي تحاك ضدنا هو أولاً مواجهة أنفسنا بالواقع الذي وصلنا إليه ، وثانياً الرجوع للمنطق في كل تحرك نتحركه و ثالثاً الابتكار و التفكير خارج نطاق الحلول التقليدية !!

  والشئ بالشئ يذكر ، فعلى ذكر سيرة المؤامرات ، منذ يومين استفزني حوار في برنامج العاشرة مساءً حول العمل الدرامي الرائع "امبراطورية مين ؟!! "  وكان الضيف الأبرز والأكثر كلاماً الفنان عمرو مصطفى
يرى الفنان "المثقف" -كما يطلق على نفسه- عمرو مصطفى أن الفن في مصر على مدار العقود الأربع الماضية ماهو إلا مؤامرة صهيوماسوقطرية، حتى أن الأمور وصلت معه لدرجات صعبة من تحليل الأمور بطرق معقدة !
فهو يرى أن تركيز الضوء على مشاكلنا وإظهار عيوبنا هو شئ هدام و يسبب نزوح السياح بعيداً عن مصر !!
وليس فشل الدولة في إدارة المرافق السياحية و فرض الأمن والآمان بالبلاد، ويرى أيضاً أن أي عمل فني يندرج تحت هذا النوع من الفن الذي يسخر من واقعنا هو إما تمويل قطري أو تركي أو تمويل مشترك بينهما !!

الفنان المثقف يريد أن ينصب نفسه مربياً للشعب ومراقباً لما يصح عرضه عليهم وما لا يصح ، وكأننا كشعب لازلنا في اللفة و لابسين "بامبرز"، الفنان المثقف يريد الجميع يكتبونه ، يريد الجميع يعيشون نفس حالته ، الجميع يصورون الوضع وردي و كل شئ يسير على ما يرام ، يريد أن يصبغ الجميع بصبغة واحدة ومن يعارض أو يخرج عن النص ، فالمنع واتهامات العمالة و التخوين أول الوسائل المستخدمة ضده !!

أقترح علي الفنان المثقف أن يصدر قائمة بالمحرمات التي تهز الثوابت الوطنية الراسخة -من وجهة نظره- كي يتم التنبه لها في كل الأعمال الفنية في المستقبل كي لا يكون الفنانون خونه وعملاء و يحاربون البلاد و يهدمون اقتصادها ، وبالمرة أتمني أن لا يصدر أي عمل فني إلا بموافقة ومباركة الفنان المثقف عمرو مصطفى !!

لا يدرك الفنان المثقف عمرو مصطفى ومن يقفون في صفه أنهم لا يفرقون عن دواعش الشام كثيراً ، ما ينقصهم حمل السلاح لا أكثر ، فداعش لا تعترف إلا بوطن رسمته في خيالها خالي من كل المعارضين من كل المختلفين من كل صوت لا يقول نعم وكذلك عمرو مصطفى، فهو يرى أن أعماله الفنية وحدها هي البنائة للوطن، آراؤه هي فقط المفيدة للمجتمع ومن دونه خونه، عملاء ، اتباع الماسون الأعظم ، بل يصل الأمر لوضع تفسيرات ضخمه على مجرد كلمات عادية قد تخرج من هؤلاء الذين لا يتفقون مع وجهة نظره !!

لا يدرك الفنان المثقف أن السكوت عن الأخطاء و الجرائم ما هو إلا وقود سيشعل البلد كلها و ليس  فقط نظام يحكم ، لا يدرك أن الفن مرآة المجتمع ، يتحدث عن معاناته و آلامه قبل أفراحه و مبهجاته ، لا يدرك أن الأوطان التي تستمر و تزدهر هي تلك التي تتقبل كل الألوان و الأفكار و دائماً يوجد بها مكان لفرد جديد .

إنه لا يدرك و يتهم من يدرك بأنه لا يدرك ولا يفهم و لا يستحق أن يتكلم ، والمصيبة أن المتبنين نفس نظريته أصبحوا لا حصر لهم !!

تعليقات القراء