د. دينا عبد العزيز تكتب: شراكة وليس إقراض

يراودني حلم أتمنى أن أراه حقيقة كما يراود عدد كبير من الشباب العديد من الأحلام التي اذا تم استثمارها واستغلالها ستكون الثروة الحقيقة لمصرنا الحبيبة، ولأن إصراري أظن أنه يفوق الحدود وأؤمن أنني قد أرى حلمى حقيقة فطرحت الفكرة التي أتمنى أن يتبناها رئيس الجمهورية.
 
حلمى باختصار هو تدشين جهاز تابع لرئاسة الجمهورية مباشرة يكون مهمته تلقي مشروعات إنتاجية مقدمة من الشباب ودراستها وتمويلها بصفة شريك وليس مقرض، على أن يتم وضع ضوابط معينة لهذه المشروعات مثل ( إنتاجه- عدد الشركاء من الشباب لا يقل على سبيل المثال عن ثلاث شركاء-  استيعابه لعدد محدد من العمالة).
مزايا العائد من هذه الشراكة:
     - تطمين الشباب وجذبهم للعمل الخاص وذلك بمساندة الدولة ومشاركتها مع الشباب في تلك المشروعات مما يرسخ الولاء للوطن.
     - خلق فرص عمل جديدة وغير تقليدية.
     - نمو الاقتصاد الوطني لما سيعود على الدولة من أرباح نتيجة هذه الشراكة.
     - الخروج بنموذج اقتصادى مختلف إلى حد ما ليس بالاشتراكي ولا بالنظام الرأسمالي التقليدي.
     - رفع الإنتاجية لأن أصحاب المشروع هم القائمين على إدارته مما سيساهم في رفع معدل استغلال الموارد المتاحة في هذا المشروع.
وغيرها من الفوائد الاقتصادية التي ستساهم في رفع معدل النمو والإسراع في عجلة التنمية.
 
وفي حالة رغبة الشباب بعد فترة معينة بالانفصال عن الدولة يتم فصل الشراكة بشكل طبيعي باعتبار الدولة شخصية اعتبارية شريكة لهؤلاء الشباب في هذا المشروع.
 
الفكره مستلهمة أساساً من فكرة الخصخصة مع الفارق الكبير بينهم
 
فالخصخصة هى نقل الملكية العامة أو إسناد إدارتها إلى القطاع الخاص وتأخذ الخصخصة أسلوبين، الأول: هو بيع أصول مملوكة للدولة إلى القطاع الخاص،والثاني: هو أن تتوقف الدولة عن تقديم خدمات كانت تضطلع بها في السابق مباشرة وتعتمد على القطاع الخاص في تقديم تلك الخدمات.
 
- أما الشراكة لم نقوم بنقل ملكية قطاع عام لقطاع خاص بل ستكون الدولة من البداية شريك - ممثلة فى الجهة المنشأة لهذا الغرض- للشباب فى مشروعاتهم بصفة شريك ممول للمشروع ليس أكثر، وكجهة استشارية اذا لزم الأمر وطلب الشركاء ذلك بشكل صريح .
 
* تعريف الجهاز المزمع إنشاؤه : أنه هيئة هادفة للربح، منشأه خصيصاً للشراكه في مشروعات الشباب الإنتاجية المتوقع أن تحقق أعلى هامش من الربح ويفتقر أصحاب أفكار تلك المشروعات لعنصر رأس المال اللازم لتحقيق هذا المشروع على أرض الواقع.
 
 
     تبني هذه الفكرة من قبل رئيس جمهورية وتطبيقها فعلياً سوف يساهم في الخروج بنموذج اقتصادى مختلف لمصر ممكن أن تحاكيه دول أخرى ، فالاختلاف هو أحد أسرار الريادة
 
وهذه الفكرة بعيدة عن الاشتراكية لأن الدولة هنا شريك مختص بالتمويل( فقط لاغير) بعيدة كل البعد عن الإدارة، أو التدخل في أي آلية من آليات المشروع.
 
- الضامن للدولة في حالة دخولها في مثل هذه الشراكة
 
1- أنها تساهم فى تحقيق حلم أساسي وهدف رئيسي للشباب أصحاب المشروع وأياً كان درجة مساوئ هذا الشاب " إن فرضت" سيكون مدين للدولة التي ساهمت في تحقيق هدف رئيسي له، ولنكن أكثر واقعية وعملية، لابد أن يدعم هذا الجهاز إطار قانوني رادع أو شروط جزائية تحدد على طرفي هذه الشراكة.
 
2- الشراكة أقل خطر وأعلى عائد من الاقراض، ويعول على الجهة المنشأه لهذا الغرض اختيار أكثر المشروعات المتوقع نجاحها .  

    
بقلم: دينا عبد العزيز
 باحثة دكتوراة في العلوم السياسية                                                                                        

 

تعليقات القراء