مروان يونس يكتب: كيف نقرأ نتيجة انتخابات الرئاسة

 

عندما ننظر لنتائج انتخابات الرئاسة بعمق أكبر من دراسة النسبة العامة للتصويت أو حالة الفرحة الغامرة للشعب المصري أو حتى دور النساء في الانتخابات شركاء الجمهورية الثانية المصرية نجد بعض الأرقام التي من الضروري وضعها عين الاعتبار و الدراسة و التحليل ...
 
فكلنا يعلم أن كتلة الناخبين المصريين أو الجمعية العامة للشعب المصري هي 54 مليون صوت انتخابي ، هؤلاء ال 54 مليون و حسب الاحصائيات أيضا يقطن منهم في حدود ال 6 مليون مصري بالخارج و بعمليه طرح بسيطة نجد أن المتبقى من الجمعية العامة و القادر على التصويت 48 مليون مصري ...
 
و لكن عند تحليل هذه الكتلة أيضا و حسب ما نعرفة من إحصاءات ، فنجد ان كتلة ال 48 مليون ناخب يشملون 6 مليون مغترب من من حرموا قسريا بقوة القانون من التصويت في الانتخابات و بنفس الحسبة الرياضية يتبقى لنا من المصريين 42 مليون مصري و تشمل هذه المجموعة أصوات الإخوان و من معهم و التي تقدر علميا ب 2 مليون الى 3 مليون مؤمنين بالفكرة يضاف إليهم 3 مليوم آخرين وارد تحريكهم بواسطة الزيت و السكر و التقليب الديني و الطائفي ...
 
و من خلال عملية طرح بسيطة لكتلة التيار الديني و من معه و بأقصى قدرات للحشد و هي ال 6 مليون من ال 42 مليون عاليه نقف على حقيقة و هي أن إجمالى التيار المدني سواء الصامت منه أو المتحرك انتخابيا و يقوم بالتصويت  في حدود 36 مليون ناخب ذهب منهم للمشير أو للانتخاب 24 مليون و للإبطال مليون صوت و لحمدين مليونا آخر و بإجمالي 26 مليون صوت و بذلك تكون الكتلة المدنية المتحركة من هذا التيار في حدود في حدود 65 % من كتلتهم ...
 
أما الظاهرة الأخرى الواجب تحليلها و الرقم المهم الواجب إضافته لتلك الكتلة و هو " مقاطعون " و هم نسبة من التيار المدني و لكن التيار المدني الرافض لحكم المشير و عبر عن ذلك مقاطعة  تماشيا مع دعوي الإخوان و يعتقد أغلب المحللون (الموضوعيون)  أن هذه الكتلة متكونة من مليوني ناخب بحد أقصى، و بذلك مع إضافة أصوات هذه الكتلة لل 26  مليون (من مارسوا حقهم بالتصويت ) نجد أن الكتلة المدنية السياسية المتحركة في حدود 28 مليون صوت من أصل 36 قابلين للتصويت أي بواقع ما يقرب من 75 % وهى الكتلة السياسية المدنية نستطيع وصفها بالفاعلة خلال هذه المرحلة ...
 و عودة لنسب التصويت العالمية نجد أن هذه النسبة للتصويت لهذا التيار هي تعتبر من النسب القياسية عالميا و التي استندت في مصر إلى عاملين العامل الأول هو انتشار الإحساس أن هذا التصويت هو واجبا وطنيا هاما ملزما للعبور المرحلة الحالية ، أما السبب الآخر هو شبه الإجماع على المشير عبد الفتاح السيسي و الذي صورته الذهنية لدي المصريين تتحرك بين "المنقذ" و الرجل القوى الذي واجه الإخوان و الرجل الجديد صاحب الحلم بمصر كبيرة و الساعي لتحقيقة فهو كوكتيل يجاوب على خوف المصريين من عودة الماضي و أملهم في الوصول لمستقبل أفضل ...
 
و من هذا المنطلق نذهب لدراسة معطيات الخطوة الأخيرة من المرحلة الانتقالية و هي انتخابات مجلس الشعب و ما هو مضمون الرسالة المناسب للتيارات المدنية بل و قدراتها على اجتياز انتخابات نزيهة أمام التيار الديني و الذي لازال يحارب و يضغط سيسيا للتواجد في أول مشاهد دولة يونيو سواء معارضا أو مشاركا في مكاسبها و لكن ذو شرعية تمكنه من البقاء على الساحة ....
 
و من القياسات و الأرقام نجد أنه عند تحرك التيار المدني حركة منظمة و على معظم الدوائر سيكون قادرا قادرا على احتلال ما يقرب من 90% من مقاعد البرلمان ، و لكن يبقى السؤال كيف سيتم تحريكه مجددا بهذه الأعداد ؟ حيث أن اخفاق النواب الوطنيين في الحفاظ على العدد سيتناسب مع خسارة القدرة على الحفاظ على البرلمان نظيفا بلا إرهاب ...
 
آخر ظاهرة هامة واجب دراستها و هي الناخبين الجدد أو "حزب الكنبة" بل و عددهم و الذي يظهر جليا من مجموع المواطنين السياسيي أو من ينتخبون من جميع التيارات و منهم التيار الديني 26 مليون مدني و 6 مليون ديني  أي 32 مليون مطروحا من أعلى نسبة تصويت سابقة و هي 26 مليون بانتخابات الرئاسة مرسي شفيق نجد أن هذا الحزب وحده يمثل 6 مليون صوت ، و لكن 6 مليون ناخب ثقيلي الحركة لا يتحركون إلا للمعارك الوطنية ...
 
و بهذا نصل للجمعية الانتخابية المصرية بالشكل التالي  :
التيار المدني الإيجابي 20 مليون صوت .
حزب الكنبة 6 مليون صوت .
التيار الديني 3 مليون صوت .
أصوات المصالح (السكر و الزيت) 3 مليون صوت .
التيار الثوري ( ثوري قريب من الإخوان أقرب ل 25 يناير) 2 مليون صوت .
التيار المدني (ثوري بعيد عن الإخوان أقرب ل 30 يونيو ) 2 مليون صوت .
 
و من ذلك فإن أردنا مرورا هادئا من عصر الإخوان خلال البرلمان فعلينا جميعا الاهتمام ببعض الأمور سواء ناخبا أو مرشحا ،
الأول لابد أن يستمر المد الوطني للمشير حتى نحافظ على تواجد أصوات حزب الكنبة ، و أيضا لا يجب أن نغفل ضرورة استمرار تسهيل الاجراءات و الدعم النفسي و المعنوي للناخبين بغرض حث هذه الكتلة على التحرك مجددا و منه التاكيد المستمر من المشير أن منع عودة الإخوان للحكم مقترنة بعدم نزول حزب الكنبة للتصويت ...
الثاني  لابد أن تكون رسائل التيار المدني السياسية مبنية على الأمل البناء و المستقبل الأفضل و ليس التقسيم و الشقاق و الاتهام أو مستندة إلى رغبة الانتقام لكثير من المصريين من عصور مضت ، كما لابد أن يستلهم المرشح من هذا التيار الأداء المطلوب منه من أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء فترة الدعاية بل و كيف أدار حملته و التي أديرت بشكل حرفي و محترم بدون سبب أو اتهام او إقصاء لأي فصيل ...
 
الثالث و الأهم و هو إجراء احترازيا لعدم نزول حزب الكنبة ، فللاحتراس فإنه من الواجب عدم صناعة أكثر من كتلتين مدنيتين و كتلة مدنية ثورية بحد أقصى لتكون مرشحيهم قادرين على الفوز و لو في الإعادة
فمن الحسابات و لو تم تقسيم كل كتلة المدنية 18 مليون على كتلتين ب 9 مليون ناخب هو الحل الوحيد حتى لضمان الفوز للمرشحين حتى في الإعادة نظرا لأن التيار الثوري سينشق لكتلة يناير و هي  في الأغلب ستصوت لمرشحين التيار الديني و إن لم يظهروا ذلك و ظهروا بصورة مرشحين يناير..
نهاية فالمعركة القادمة معركة مشتركة  لازال الرئيس عبد الفتاح السيسي ضلعا رئيسيا فيها ، بل نطالبه باستمرار مساعدة التيار المدني في المرور سواء بالأداء الطيب و المتوقع منه أو باستمرار المد الوطني ، كما على الأحزاب الإدراك الرقمي و العلمي للناخبين المصرين و التكتل السياسي الصحيح و أيضا يبقى الرقم الأهم في معادلة المرور الهاديء من عصر الإخوان هو حزب الكنبة و كتلته التى لازالت تغير الموازين و تنقذ الوطن ...
فعلينا جميعا أدراك الواقع و أدراك صعوبة المرحلة حتى لا يكون نواب البرلمان هم حصان طروادة للإرهاب و الذي من خلالهم قد يستطيع اكتساب بعض الشرعية لبقاءه ...
حفظ الله مصر و شعبها الكريم ...
تعليقات القراء