سقراط يكتب: عن مدينة الظلام والقهر

 
مشهد أول:
أصوات متفرقة، صراخ وصوت طلقات منها ماهو خرطوش-من اللي بيلسع- (على حد تعبير وزير التعليم العالي السابق) أو رصاص من اللي بيقتل علي طول !!

طلقة تجد ضالتها وتستقر في صدر فتى يمتلك من الأسلحة كاميرا ووريقات وقلم بائس، يسجل بهم مايراه، يسقط الفتى على الأرض وتغرق وريقاته في الدماء!!، يسقط في حالة أقرب للموت منها للحياة وهنا يعلو الصراخ، الفزع يسيطر على الجميع، فالفتي كان في الجوار يمارس عمله والآن بين الحياة والموت ؟!!
 
بالتزامن مع هذا المشهد، هناك مشهد آخر بطله رئيس تحرير تلك الجريدة التي يعمل لديها الفتى، رئيس التحرير الذي يبادر بالتعتيم على أية معلومات عن القتلة لو كان أحدهم تجمعه به مصلحة!!
 
بل ويصر على التدني لمستويات صعبة ليصل به الأمر للمتاجرة بدماء الفتى ليخدم أسياده أكثر وأكثر!!
 
ينتهي المشهد بفتى موضوع على الأجهزة، لا أحد يعلم متى سيعود للحياة!!

مشهد ثان:
تصوير داخلي، إضاءة ما قبل الفجر بدقائق..

أقدام تهرول على درجات السلم، صمت مفاجئ ثم خبطات على الباب تشبه دق الشواكيش، أب يفتح الباب، إبن يُسحبْ  من بين أحضان أمه، ليتم اقتياده لمكان لا يعلمه أحد في توقيت متأخر من اليوم وقاتل من العام، فالفتى، طالب بالثانوية العامة ويفصله عن امتحاناته شهرين!!
 
يتم اتهام الصبي بتهم مقولبة تتكرر كثيراً هذه الأيام، يخلى سبيل الصبي ويعود للبيت بعد أن وصلت رسالة مفادها: (إنت روحك في إيدينا، نقدر نجيبك وقت ما نحب !!)
 
ينتهي المشهد تاركاً في ذهن كل مشاهديه بأن العجلة تعود إلى الخلف و إلى الخلف جداً!!
 
مشهد ثالث:
تصوير داخلي، ظلام تام خلف القضبان

صوت دومة وهو يتسأل لماذا يكرهونه هو وجيله؟!!
لماذا لا يتركونهم يعيشوا بسلام، لماذا وصل الظلم المدى؟!!
 
وفي نفس الوقت لازالت ابتسامته لا تفارقه، لأنه يعلم أن دولة الظلم ساعة، ودولة العدل إلى قيام الساعة.
 
مشهد رابع:
تصوير خارجي، جندي يحمل السلاح، يترقب، ويراقب من حوله، وفجأة تأتي رصاصة الغدر لتضع نهاية لحياته البائسة، رصاصة لا ترحم فقره وضيق حاله، لا ترحم قهر أمه وحرقة قلب أبيه.
 
مشهد خامس:
تصوير داخلي، قسم شرطة
 
يدخل مواطن ليستفسر عن شئ، تحدث مشادة بينه وبين شرطي، يقرر الشرطي أن يرفع سلاحه مصوباً رصاصة تيتم طفلته وترمل زوجته!!
 
وكأنه يرحمه بهذه الرصاصة، بالفعل هو يرحمه من حفلة التعذيب المنتظرة، والامتهان المتوقع!!
 
ينتهي المشهد على خبر في الجرائد "مقتل إخواني في قسم شرطة" وفي “إخواني" تُقتل القضية!!
 
مشهد قبل الأخير

طبيعة التصوير ، أنت من يحددها وتوقيته أيضاً

عليك أن تكون بطل أحد المشاهد السابقة، لتدرك إلى أي حد أصبحت هذه البلد ظلام وقهر..
 
ظلام بالقلوب، وقهر بالنفوس!

وتسأل نفسك إلى أي مدى سنستطيع أن نحيا هنا؟!!

مشهد أخير
 
تصوير خارجي، ظلام تام، على حافة الهاوية

الجميع يحاول جر الجميع للسقوط في الهاوية!!
 
        النهاية.

تعليقات القراء