علاء الدين العبد يكتب: عمار يا مصر..

في نهاية فبراير الماضي تم خطف وذبح خمسة مصريين بليبيا ،  و حينها كتبت ماذا ستفعل أمريكا وماهو رد الفعل الغربي حين يعلن عن خطف وذبح  خمسة أمريكان بليبيا ؟ وماذا ستفعل السلطات المصرية الرئاسية والأمنية والخارجية  لو كان ذلك في مصر ؟ وماذا ستفعل أمريكا لو كان ذلك في قطر ؟ وماذا ستفعل قطر لو تم خطف وذبح خمسة قطريين في ليبيا ؟ أمريكا والدول الغربية تقوم دائماً بتحذير رعاياها من السفر إلى مصر وقت الأزمات ، أو مجرد توقع حدوث أزمات أو اضطرابات أمنية  بمصر أو الشرق الأوسط ..

اليوم تم خطف 40 مصري بليبيا و البعض يُصحح العدد إلى 70 مصري ، ولا أدري ماذا تنتظر حكوماتنا الجديدة لكي تحمي المصريين بمنعهم من السفر إلى ليبيا
، هل تتوقع أن تسمع مرة واحدة أن السلطات المصرية تحذر المصريين من الذهاب إلى ليبيا أو دولة أخرى حدث فيها هذه الحادثة البشعة سواء بالتوعية أوالتحذير حتى لو اضطرت للمنع بالقوة ..؟

ولكن هل تتوقع أن يستجيب المصريين ويقرروا عدم السفر إلى ليبيا ؟
أم أن المصريين في ليبيا أدرى منا بواقعهم ومصيرهم الذي ينتظرهم حال الرجوع لوطنهم ؟
 
لو عدنا للوراء أيام حكومة عصام شرف وعند ذهاب القذافي ، قام شرف بتهنئة السلطات الليبية بثورتها و عرض عليهم أن مصر مستعدة للمساهمة معهم في إعمار ليبيا وتقديم كافة العمالة اللازمة لهم ، كذلك فعل الجنزوري وناشد السلطات العراقية لنفس الغرض ، كل حكومة تريد أن تزيح من على عاتقها عبء المصريين ، ويرحلوا بمشاكلهم و طلباتهم ويحولوا العملة الصعبة ، مش مشكلة أبداً كيف يتم التعامل معهم أو الحفاظ على كرامتهم أو حياتهم ، لم تأتِ حكومة واحدة تهتم أو تحاول البحث عن مشاكل المصريين بالخارج ، و لماذا تهتم الحكومات بالبحث عن خلق فرص عمل بالداخل ويوجد لديها حل وسهل ومريح ومربح و هو دفع الناس للسفر والهجرة إلى الخارج ؟ حكومات لا تجيد سوى أن تلفظ أبناءها ، هل تعلم أن عدد المصريين العاملين وليس المرافقين بالخارج لا يقل بأي حال عن 8 مليون مصري ؟ فإذا كان هذا العدد يعول في المتوسط أربعة أفراد فإجمالي ما لا تتحمله الدولة من عبء سكان مصر هو 30 مليون أي ثلث السكان ، وإذا علمنا أن نصف السكان تحت خط الفقر ، فالباقي لدينا هو نسبة 20 % من السكان يمثلون ثلاث طبقات أخرى ، الأولى من هم فوق خط الفقر ، و الثانية من تعدوا الخط بقليل وهم ما يعرفون بالطبقة المتوسطة ، والثالثة طبقة الأغنياء ، حتى تلك الطبقة الأخيرة تنقسم إلى طبقة أصحاب الملايين وأصحاب المليارات ، بعد ذلك كله السؤال أين تذهب أموال مصر ولمن ؟!! عمار يا مصر ..

تعليقات القراء