علاء الدين العبد يكتب: برامج مُقترحة للرئيس لتقدم مصر

سيادة المشير السيسي ، استمعت أمس لكلمتكم في مؤتمر الأطباء الثاني ولي بعض الملاحظات :
 
 ـ تحدثت سيادتك في المؤتمر قائلاً : في مشكلة كبيرة جداً في بلدنا متواجهتش على مدى أربعين سنة ، إحنا بنتكلم في تسعين مليون دلوقتي ، كانوا من 30 سنة حاجة وأربعين مليون ، طيب وبعدين يلاقوا المستشفى مش كويسة يلاقوا المدرسة مش كويسة يلاقوا مفيش فرصة عمل ، طيب ليه ؟ ليه ؟ لأن مفيش !!
ـ في 9 مليون مصري بيشتغلوا بره أو اكثر ، مش كلهم اتعلموا في مدارس مصر وجامعات مصر وأرض مصر ، يا ترى في حد فكر وقال هديها شهر من عندي (مصر)عشان الغلابة تعيش ؟!  يا ترى حد قال انا هامشي على رجلي شوية عشان أوفر حاجة لبلدي ؟!  اوعوا تزعلوا مني أنا شايف مصر زي ما أنا شايفكم وأقصد بكده الكلام ، البلاد مبتتقدمش بالكلام ، البلاد بتتقدم بالعمل والمثابرة والتجرد والإيثار ، ممكن جيل ولا جيلين يتظلموا عشان بقية الأجيال تعيش أو يلاقوا حاجة ..
 
ـ سيادة المشير هذا الحديث قد يراه البعض شفافية ومصارحة واجبة وضرورية ، 
وقد يراه البعض تأكيداً لصورة ظلامية كُتِبَ على المصريين أن يعيشوها أبد الدهر من رئيس لرئيس ، و الكل يتذكر بداية عهد مبارك وعرضه للتركة الثقيلة والديون وشد الحزام ، ويكفيك أن تنظر ولينظر كل قارئ الآن ما شكل ولون حزامه وحزام من حوله وهو خير دليل !!
 
ـ سيادة المشير لقد قلت مفيش ، كنت أود أن يسمع منك المصريين لماذا مفيش ؟ 
ـ سيادة المشير ، أكيد حضرتك تعلم أن مصر لم تكن أغنى دولة في الشرق الأوسط حتى الخمسينيات ، بل كانت الدولة الغنية الوحيدة ، ولكن تم نهبها وما زال يتم ، ومن نهبها مازال الكثير منهم حر طليق ، كلمنا سيادتك عن حجم الفساد أين وصل ؟!
ـ سيادة المشير ، بالطبع سمعت وشاهدت مؤتمر المستشار جنينه وما عرضه من قضايا فساد ، فما رأيكم فيما قال ؟ 
 
ـ سيادة المشير أتمنى منك ألَّا تنظر إلى المصريين المغتربين نفس نظرة من سبقوك ، مجرد تحويل أموال وعملة صعبة ، استعن بهم كخبرات في جميع التخصصات ، ووفر لهم فرص استثمار لرؤوس أموالهم تدفعهم للعودة إلى مصر ، وتوفير فرص عمل للشباب العاطل ، أعتقد سيحالفك التوفيق معهم .. 
 
ـ سيادة المشير ، صحيح تعَلَّم المصريون المغتربون في مدارس وجامعات مصر ، ولكنهم أيضاً أعطوا مصر الكثير ، وأعفوا الحكومة تحمل عبء توظيفهم ، وأعفوا الحكومة  تحمل عبء مدارس أولادهم وعلاجهم ، وفي المقابل تقوم الحكومة بقبول 5 % من أبناءهم فقط في الجامعات الحكومية ، ولعلك سيادة المشير تتذكر ما تعرضت له مصر من قبل عند عودة المصريين من العراق ، وتكرر ذلك عند الثورة الليبية ، و قد يتكرر ذلك قريباً معهم ..
 
ـ سيادة المشير ، أؤمن تماماً أن البلاد لن تتقدم بالكلام ولا طبعاً بالسكوت ، بل كما قلت في كلمتك بالعمل والمثابرة و التجرد والإيثار ، ولكني لا أؤمن أبداً أن تظلم جيل أو جيلين فالظلم ظلمات ، ولا تقوم دولة أو تنهض أبداً بظلم وربما خانك التعبير ..
 
ـ سيادة المشير ، لقد تحدثت في كلمتك عن الموازنة والعجز وحجم النفقات الحكومية ، وبهذه المناسبة أعرض عليكم بعض المعلومات وأعتقد أنها تهمكم جداً ..
 
ـ في مصر 40% فقراء فقط  ، أما عن الفقر المدقع فهم 20% .
ـ في قرى مصر 7 مليون مواطن يبحثون عن عمل .
 
ـ إجمالي قرى مصر 4400 قرية منهم 880 قرية  في آخر أربع محافظات جنوباً ، تلك القرى منها 660 محافظة وصلت نسبة الفقر بين سكانها الى 70 % ، ولكي نعرف ونفرق بين الفقر والفقر المدقع ، فالفقير هو من يقل دخله اليومي عن 2 دولار ، أما الفقير المدقع فهو من يقل دخله عن 1 دولار ، هذا حسب خريطة الفقر في مصر .
ـ في بلدنا مصر يوجد 60 ألف تشريع ، منهم 27 ألف تشريع في المجالات الإقتصادية ، بمناسبة التشريعات فاول تشريع في مصر كان عام 1824 م ، ومازال هناك تشريعات منذ هذا العام يتم العمل بها ومنها ماتم إلغاؤه .
 
ـ أحد التشريعات تم إحالته 184 مرة للجنة الإصلاح التشريعي مما يؤثر على طول فترات التقاضي .
ـ سيادة المشير هذه المعلومات مصدرها حديث د/ هشام زين العابدين الشريف ، أحد رواد عصر المعلومات ، في برنامج بهدوء على قناة سي بي سي مع عماد أديب ، قدم فيه برامج مقترحة للرئيس لتقدم مصر ..
 
ـ يتحدث د/ هشام الشريف على برامج لتحويل القرى من قرى مستهلكة إلى قرى منتجة ثم قرى مُصَدِّرة ، برامج للقضاء على الفقر والأمية ، برامج إنقاذ اقتصادي ثم برامج انطلاق للإقتصاد ، ثم يتساءل د/ هشام الشريف في حواره مع عماد أديب : لماذا قمنا بثورة ؟!! هل للوصول للحكم أم لمجتمع أفضل ؟!! 
 
ـ سيادة المشير ، في نهاية الحوار قال عماد أديب موجها حديثه إلى د/هشام : 
إنت عشان تقدر تنفذ الكلام ده محتاج من لديه استعداد ليسمع ، ولما يكون في مركز صناعة القرار ميبقاش عنده ذات متورمة أنه عارف كل حاجة ومش محتاج حد يقوله طبيعة المشكلة ، لأن طبيعة البشر اللى هياخدوا القرار هيكون لهم تأثير مهم جداً في مدى نجاح أفكارك أو عدم نجاحها ..
وجاءت إجابة د/ هشام : الأخ / عماد .. إنت بكده لَخَصَّت قصة حياتي ..
 
ـ سيادة المشير أرجو أن تسمع هذا الحوار ربما يَلْقَى قبولك ، وربما تستفد منه في برنامجك الرئاسي ..
 
شكراً جزيلاً  لكم ..
تعليقات القراء