علاء الدين العبد يكتب: الجيش أبداً لا يكذب، ربما يتجمل

لاحظت عدم اهتمام الإعلام بالقدر الذي يستحقه الكشف عن الإختراع العلمي الطبي الذي أعلن عنه الجيش ، لم يكن الإعلام فقط بل حتى اهتمام الأصدقاء على صفحات الفيس بوك كما اهتموا وتداولوا خبر مشروع نهر الكونغو مثلاً ، لا أدري هل وصلكم ذلك الشعور أم لا ؟
 
لكن من المؤكد أن أي مصري بالطبع أو حتى عربي من المتوقع والطبيعي أن يفرح كثيراً لهذا الخبر ، ولكن حاولت أن أجد سبباً لهذا الشعور هل هو عدم ثقة بأنفسنا أو أننا فقدنا الأمل في أن يكون لنا السبق كمصريين في شئ نقدمه يفيد البشرية و يفيدنا ولا ننتظر أن تتكرم الدول علينا بمنحه لنا ، أو أن همومنا غلبت أفراحنا ؟!  ..
 
انقسمت الآراء بين المواطنين ما بين مؤيد أو سعيد ومبتهج جداً لهذا الخبر ، وبين من هو مُكذب ومُسَفِّه للإختراع ، و قليل من الآراء كانت فرحتها بتحفظ وحذر خوفاً من الفشل أو الصدمة التي ممكن أن ينالها قطاع كبير من أهالينا المرضى .
 
لست متخصصاً لكي أدلو برأيي عن مدى فاعلية الإختراع سواء جهاز الكشف أو العلاج وأرى أنه من الغباء أيضاً أن يدلى غير متخصص برأيه ، ولكن لا أرى أنه بالضرورة أن كل شخص لم يقتنع بالإختراع هو عدو للجيش أو لا يحب الخير لوطنه أو عميل كما وصفوا عصام حجي حين أعلن عن رأيه ، لماذا لا أرى في رأيه سواء هو أو أي مواطن عادي معترض أنه غيور على سمعة مصر ؟ خاصة حين نقرأ تصريحه الذي جاء فيه أنه تحدث إلى الرئيس عدلي منصور هاتفياً ، وجاء في تصريحه أيضاً أن الرئيس عدلي منصور والمشير السيسي تفاجئا بالإعلان عن الإختراع ، فهل علم ذلك من الرئيس نفسه حين هاتفه ؟ البعض فسَّر هذا التصريح أنه نوع من رفع المسئولية عن الرئيس والمشير ، وبرغم ذلك فهي لو حقيقة فتلك مصيبة أكبر ، فكيف يحدث ذلك بدون علمهما ؟ وهذه الأسئلة هي التي في نظري يجب أن يجيب عليها عصام حجي والرئيس والمشير !!
 
أما عن كون ما أُثير مؤخراً حول السيرة الذاتية لصاحب الإختراع ، فلا أرى أنه شئ بالمهم إذا ما كان توصل فعلاً لعلاج فعال مفيد ، لا تفرق أبداً لدى المواطنين وخاصة المرضى هذه التفاصيل ، ولكن لكي نكون موضوعيين أيضاً ، لك أن تسال لماذا تبنت القوات المسلحة هذا الإختراع ولك أن تتخيل الإجابات كما تشاء ، وعليك أن  تقتنع أيضاً لو سمعت : ( أن هذا ليس من شانك أن تعلمه )  أو ( وماذا يفرق معك )  ؟؟ ( الجيش لا يكذب ، ربما يتجمل ) !!
 
لكن الذي يجب أن نعلمه جيدا ويعلمه الجميع أن أي نقد لصاحب الإختراع الذي عَلِمْنَا مؤخراً أنه يُنسب للقوات المسلحة برتبة شرفية لا يعني أنه نقد لقواتنا المسلحة أو كما يقولون للجيش ..
 
النقطة الفاصلة والتي يجب أن نتفق عليها أنه وقع خطأ وخطأ جسيم حين لم يَعْلِن المسئول عن هذا المؤتمر ( إن جاز التعبير ) عن السيرة الذاتية لصاحب الإختراع حتى يقطع الطريق عن كل نقد أو تشويه ، ناهيك عن انعدام التنسيق بين أي جهة صحية لإعداد ورقة عمل يُتَّفَق فيها على الإخراج الجيد للإختراع ، بدءأ من كلمة صاحب الإختراع ونهاية بالوثائق والمستندات أو الموافقات الطبية التي نالها الإختراع ..
 
 
سؤال رقم (1) مهم واجباري : هم أعلنوا  أن العلاج سيتم البدء في استخدامه في 30 يونيو ، فهل سنبدأ من الآن في إعداد العدد الكافي من الأطباء و التمريض والغرف والأجهزة والدواء الكافي لمرضانا من الكبد الوبائي  والذي يقدر بربع المصريين ؟!
 
سؤال رقم (2) مهم أيضا وإجباري : لقد أمضينا عشرات السنوات من أجل الوصول بإذن الله لهذا العلاج ، فهل نحن نعمل أو نفكر أن نعمل من أجل أن نصل لمنع هذا الفيروس من الوصول لأجسادنا مستقبلاً خاصة إذا علمنا أن نسبة كبيرة من مرضانا تنتقل إليهم العدوى بالمستشفيات ؟! ..
 
سؤال أخير مش مهم أبداً : هو أنا حين أنتقد الراحل اللواء الموسيقار محمد عبد الوهاب بسبب أغنية من غير ليه ،  أكون انتقدت الجيش أو القوات المسلحة ؟!! .. 
 
تعليقات القراء