علاء الدين العبد يكتب: حفظ الله الوطن من أهله

برغم قرار وزير الزراعة الجديد والتى اعتمدها رئيس الوزراء والخاصة بمخالفات البناء على الأراضي الزراعية والتي تصل عقوبتها ما بين 3 سنوات إلى 15 سنة وغرامة 500000 جنية ( نصف مليون جنيه ) وإزالة المخالفة تماماً إلا أنني قمت في الأيام الماضية بجولة سريعة واكتشفت كميات كبيرة لا يمكن تصورها من مخالفات بناء عمائر كبيرة و ما زال العمل جاري نهاراً جهاراً وفي أماكن قريبة جدا من المدن      الأجهزة الرقابية  وعلى مرأى ومسمع من الأجهزة الحكومية بالمحافظات وسألت أحد المسئولين السابقين وللأسف طأطأ رأسه ولم يستطع الإجابة ،  و للأسف أيضاً كلما سألت أحد من الأصدقاء أو الأقارب لم يبدِ أي منهم دهشته وكأن الأمر عادي جداً وبسؤال أحد مديري الجمعيات الزراعية أفاد أن دوره فقط هو عمل المحاضر للمخالفات لإخلاء مسئوليته ، أما بعد ذلك فهو دور الوزارة والشرطة والنيابة لتحريك الدعوى ، وفسر سكوت الدولة عن ذلك حتى ينتهوا من الإستفتاء وانتخابات الرئاسة ، نفس ما كان يحدث من تغاضي أيام الانتخابات بعهد مبارك .. الفوضى هي التي تتصدر المشهد والفساد مازال يعم أركان الدولة ونفس النهج يعود ..
 
أخشى لحظة إعلان القضاء على الإرهاب أن نكتشف أننا فقدنا نصف الأرض الزراعية ..
 
وحين ننتهي من انتخابات الرئاسة ومجلس الشعب نكون فقدنا النصف الآخر .. 
 
الأدهى من ذلك لم يقم أي إعلامي أو صحفي أو مقدم برامج بمناقشة هذا الموضوع ، وتفرغنا فقط لمقالات وبرامج ما بين الردح للإخوان والمدح للسيسي !!
 
ولم يخرج علينا أحد الشيوخ بفتوى تحريم البناء على الأراضي الزراعية واكتفوا بالفتاوي السياسية ، ولم يتكرموا علينا حتى بدعاء أن يبعث الله جندا من جنوده ليقضي على هذه الظاهرة !!
 
 كان من الأولى على الدولة ( إذا كان هناك دولة فعلاً ) أن تُفَعِّل القانون وإذا لم تستطع فعليها أن تقنن البناء ، على الأقل حتى لا تخسر الحكومة رسوم التقسيم وتخسر رسوم الترخيص والنتيجة عشوائيات جديدة لن نستطيع إزالتها خاصة والناس دَخَلِّت المياه والكهرباء ، ولا أعرف كيف سكنت بها العائلات ؟!! الحكومة عاملة نفسها نايمة ، ومازلنا نصرخ ونُدين ونستنكر ما تقوم به أثيوبيا من بناء للسدود وحرمان مصر من المياه !!..
 
أيها السادة المسئولين بداية من أصغر مسئول ومروراً برئيس الوزراء وانتهاءاً برئيس الجمهورية عليكم أن تدركوا أن الخونة ليسوا فقط الذين تعاملوا مع جهات أجنبية ، الإرهابيون ليسوا فقط الذين يثيرون الرعب بين أفراد الشعب بالقتل والتفجير ، الخونة كُثُر والإرهابيون أكثر بكثر مما تتصوروا .. من يبيع أرضه الزراعية بنية البناء عليها خائن ، ومن يشتري ويبني عليها إرهابي ، ومن لا يقف أمامهم ويمنعهم فهو من أخطر العملاء في المجتمع ، لأنه كل يوم يقتل قُوتَنَا و قُوتَ أولادنا .. بالمناسبة كل هؤلاء طبعاً كانوا إيجابيين  وأنا على يقين أنهم شاركوا في الاستفتاء وقالوا نعم ..حفظ الله الوطن منهم جميعاً .. 
 
اللهم احمِ الوطن من أهله .. أما أعداؤه فالجيش كفيل بهم ..
 


تعليقات القراء