علاء الدين العبد يكتب: خيبتنا التقيلة

تأثر الكثير منا ببعض البرامج الإعلامية التي مازالت تبث أفكارها  في عقول مشاهديها بأن 25 يناير لم تكن ثورة بل كانت مؤامرة ، وكأنها بذلك حلت مشاكل مصر كلها حين نؤمن أنها كانت كذلك  !!
للأسف مازلنا مشغولين بمناقشة الثورة والمؤامرة ، وغرقنا انشغالاً بمن يكون الرئيس ، ومشغولون بسخافات كل يوم عن حمدين وأبو الفتوح وحلقة باسم يوسف ، مشغولون بمؤامرة قطر وتركيا وأمريكا ومؤامرة أثيوبيا ببناء سد النهضة ..
في ظل تلك الانشغالات ، نسينا أن مبارك رحل من ثلاث سنوات ، وجاء المجلس العسكري لمدة عام ، و قضى مرسي عام ورحل ، رحلوا جميعاً بحكوماتهم ، حكومات رجال الأعمال وحكومات الأيدى القذرة وحكومات الأيدي المرتعشة ، وحكومات قطونيل ، و ما زلنا مصممين للخلف دُر ، مازالت مصر مبتلية بحكومة العواجيز أصحاب الأيدي المشلولة والعقول الصدئة ، تعلق فشلها  بانشغالها بمكافحة الإرهاب الذي لا أجد له أي علاقة بالقيام بتنمية أو اصلاح أو تطوير للمؤسسات ..
 
كيف لوزراء ومحافظون يأتون بالبراشوت ،  أن يستوعبوا مشاكل مؤسساتهم ؟؟ وكأنك بتغيَّر لون دهان السيارة فبذلك تكون قد أهلتها لدخول سباق السيارات ، لا يتجاوز دورهم عسكري المراسلة في الجيش ، ينتظرون التعليمات بالهاتف ، وغير ذلك فما يقومون به مجرد تسيير للأوراق التى تقدم لهم ( البوستة اليومية ) واللى فات مات ، لا أتخيل أن أحداً منهم قد اطلع على مشاكل محافظته أو وزارته ، وإن اطَّلع عليها فلا يوجد لديه حل جذري أو غير تقليدي ، وإن وجد الحل فيكون من إلهام مساعديه ( كهنة المحافظات والوزارت ) الصف الثاني الذي تربى على لَمّ الزبالة تحت الكراسي ..
لكم أن  تتخيلوا أن قرار فك وديعة حرب الخليج الذي صدر فقط من حوالي أسبوعين لاستخدامها في البنية جاء بعد رحيل مبارك بثلاث سنوات وعلى حد قول زياد بهاء الدين ، نائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الدولي ، أنها كانت مدخرة لحين وجود حاجة مُلِحة !!
 
وكأن مصر لم تمر بأي أزمات اقتصادية ولم تتلق أي مساعدات عربية ولم يكن هناك  طوال تلك السنوات حاجة ملحة !!
مجلس الوزراء اتخذ هذا القرار بعد وجوده في الوزارة لمدة سبعة أشهر فكم يحتاج هذا المجلس لكي يتخذ قراراً بشأن الصناديق الخاصة التي تكلم عنها رئيس الوزراء نفسه بعد خروجه من حكومة الجنزوري ؟
 
 لابد أن ندرك أن الحل لن يأتي مع أي رئيس إلا إذا كان لديه القدرة على معرفة العقول المؤهلة ، ليس فقط في تخصصهاتها ووجود رؤية لديها بقدر أن تمتلك الموهبة على التطبيق ، وإدارة المؤسسة التي هي على رأسها واكتشاف الأفراد الشرفاء والمبدعين والمؤمنين بالتغيير ، لم يعد لدينا أي حجة ، ذهب مبارك ونظامه وذهب مرسي بإخوانه ، فماذا نتتظر ؟ هل سنفلح ؟ أم سنكون نموذج مصغر لما حدث مع نقابة الأطباء ؟؟ 
 
حتى فرحة الاطباء بانتزاع النقابة من الإخوان لم تدم طويلاً ، وأعلنت د/ منى مينا استقالتها لانقسام المجلس ، لا تلقوا اللوم على المؤامرة ، لوموا خيبتنا التقيلة . .
تعليقات القراء