هالة منير بدير تكتب: مصر أم مبارك وهتبقى أد جمال مبارك

( أنا قلت لكم هياخدوا براءة ، أنا كنت واثق من ده ، لأن مفيش حاجة تدين أولادي ) :  عبارات تغمرها السعادة على لسان المخلوع " الأولّاني " عندما حصل نجلاه على حكم بالبراءة في قضية أرض الطيارين ( حكم البراءة لأنهم أرجعوا الأرض التي اغتصباها منذ بداية التحقيقات معهما بشأنها ، يعني البراءة ليست لأن القضية ملفقة وإنما لأن الحرامية رجعوا السِريقة ) تلك البراءة الأخيرة بعد براءتهما في قضية التلاعب في البورصة وانتظار مبارك وتأكده ببراءتهما في القضية الأخيرة وهي قضية القصور الرئاسية ، هذا الخبر استعادهَ ذهني الآن بتوالي سماع التسجيلات المُسَرَّبة لرموز ثورة 25 يناير أو المؤامرة ، أو المحسوبين على الثورة ، أو العملاء والخونة كما تُحب أو تُفَضِّل أن تُطلق عليهم مؤخراً ..
 
-وبيزعلوا لما نقول إعلاميين فلول وأمن دولة : عبد الرحيم علي النسخة المعدَّلة والمنقحة من توفيق عكاشة ، آخر إصدار  للفلول من الجيل الرابع لبس ثوب الوطنية وشمَّر عن ساعده لنشر تسريبات لمكالمات ( شباب الثورة ) ، وبغض النظر عن مسألة التنصت والتسجيل والنشر ، سؤال للأفاضل المتفاجئين بالتسريبات : ألم يأتِ على بالك ذلك السؤال الوجودي عن هدف نشر مثل تلك المكالمات في هذا التوقيت بالتحديد وعلى أيدي من يُحسبون من فطاحل الفلول ؟! .. ألم يأخذك الفضول لتتساءل عن السر الخفي وراء تلك التسجيلات والفضائح التي مُسِكت على أصحابها في عهد المجلس العسكري مما جعلها حبيسة أدراج مكاتب أمن الدولة أو المخابرات بقيادة السيسي حينها تاركين الخونة والعملاء والممولين يخربون البلد طيلة ثلاثة أعوام كاملة ولم يُقدم واحدٌ منهم للمحاكمة ؟!! .. بلاش .. ألم تشك للحظة من هيستيرية مصطفى النجار في الضحك أثناء مكالمته مع ابن القرضاوي أنه مذهول لمسخرة وهبل احتوتها ملفات أمن الدولة عنهم ؟!! .. هل فوجئت حقاً أن تعلم أن شباب الثورة اقتحم مديريات أمن الدولة ، ونسيت أننا شاهدنا جميعاً هجوم الثوار أو قد تسميهم الآن البلطجية على مكاتبها يعيثون بمحتوياتها على مرأى ومسمع من أفراد الجيش ؟!! .. أخيراً ، ألم تسأل نفسك من سَرَّب تلك التسجيلات الآن ، كما سألت نفسك فيما سبق عمن سرَّب تسجيلات السيسي ، وهل هناك رابط بينهما ؟!! .. شغَّل مخك معايا وحياة أبوك وبلاش قص ولزق ولغة البغبغانات ..

- بالنسبة لحركة شباب 6 أبريل : أكثر الكيانات التي حاز أعضاؤها على لغطٍ كبير جداً منذ الأيام الأولى للثورة وعلى مر الثلاث سنوات التي أعقبتها ، فبعد نشأتها الأولى ووقوفها وقليلون معها في وجه نظام مبارك أصبحت رمزاً للثورة ، ولكن ظل كثيرون يعتبرونها رابطة للممولين وأصحاب الأجندات والمتدربين في صربيا ، وفي نفس الوقت حُمِلوا على الأكتاف من غالبية أخرى آمنت بثورة 25 يناير كرموز للثورة ، ثم إِبَّان حكم الإخوان أخذوا نوعاً جديداً من التقسيم لأنهم ساندوا مرسي ، ثم بعد عزل مرسي نالوا تصنيفاً آخر لأنهم أرادوا عزل مرسي ، ولكنهم ظلوا ضد طريقة المعاملة الأمنية من الداخلية والجيش ضد أتباع الجماعة المحظورة ، فأصبحوا عند البعض إما خلايا نائمة وطابور خامس إذا ما اعترضوا على قمعٍ مُوَجَّه ضد الإخوان ، وإما عُبَّاد عسكر ولاحسي بيادة إذا ما تذكروا أيام الإخوان السوداء ، نهايةً بموقفهم الشاذ اليوم من انحياز فاجر لممارسات الإخوان الخارجة عن القانون وتصيد ملفت للنظر لأخطاء الداخلية والجيش ومناداتهم بإسقاط حكم عسكر وليس الحكم بحكم عسكر .. ملاحظة : يقوم المواطن المصري باستخدام تلك المقاييس والموازين جميعها وبحسب مزاجه اللحظي على كل من خالفه الرأي في أي برهة من الزمن ..

- فرغنا من خلاف عميق وعقيم عما إذا كانت ثورة 30 يوينو ثورة شعبية أو موجة ثورية أو انقلاب على شرعية ، لندخل في خلاف أعمق وأشد عقماً عما إذا كانت ثورة 25 يناير ثورة وطن أو هوجة شعبية أو فوضى خلاقة أو انتفاضة حرامية وخونة ، حتى ولو كانت ثورة 25 يناير مؤامرة لا تنسى نزول ملايين من الشعب المصري حينها في وجه الطاغية مبارك ، فقرهم وجوعهم ومرضهم كان سبباً جوهرياً ومسوغاً فعالاً لمساندة وإنجاح تلك الثورة التي تتبرأ منها اليوم ، مؤكد هناك بعض المندسين الذين يشوهون نزاهة وشرف الثورة وإبرازهم في هذا الوقت بالذات ليس حباً للوطن ولا رغبةً في إنقاذه ، وإنما لعبٌ على مشاعر اليأس والإحباط التي ملأت الناس ، كي يغمضوا أعينهم ويتركوا أيديهم لمن يسحبهم منها وهم مطمئنون ، فلا مطالب بعدم عودة دولة مبارك ولا حقوق شهداء ولا نداءات ثورية من الآن فصاعداً ، لا تنسى هذه البديهيات كما لا تنسى أن تسأل نفسك وكل من حولك وخصيصاً من يردد بتخوين من حملوا الثورة على الأكتاف لماذا وحتى الآن لا يتم اعتقالهم أو التحقيق معهم بتهم التخابر أوالتجسس أوالتمويل وها هي الأدلة معكم تؤنسون وتسلون بها المواطنين كل يوم ؟؟ وحتى تجد الإجابة اطبق فمك ..

-  من العقل أنه كما ارتضيت حظر الإخوان ، أن تطالب بحظر الحزب الوطني ، ولكن كل ما أراه من شعب غلبان أن قبح وإرهاب مرسي والإخوان المسلمين جعله ينسى أو يتناسى ظلم وإفساد مبارك وفلوله ، وبمساعدة أبواق منافقة تدفع أفراد هذا الشعب النساي بطبعه ليبهر العالم من جديد ويلتهم ثورته الأولى بأنيابه التي مازالت تبحث عن العيش بدون الحرية ولا العدالة الإجتماعية ، فيضحي بمسامحة مجرمين طعنوه في ظهره فيما سبق فقط للخلاص من إرهابيين يأكلون اليوم من لحم كتفيه ، شوربة مرسي الساخنة التي لسعت هذا الشعب ستجعله ينفخ في زبادي شفيق البارد رئيساً للجمهورية ، أو ربما استحسان مهلبية جمال عندما يخرج للنور متوجاً بالبراءة مرشحاً للرئاسة ، ورجال الثورة على بُرش السجون والمعتقلات أو ربما نُفِّذَ فيهم أحكام الإعدام أو النفي ..

 وعندئذِ سيبهر الشعب العالم من جديد بمدى قدرته على التعايش والتكيف مع كل أساطير السابقين ونبوءات اللاحقين ، ابتداءاً من أسطورة " خليهم يتسلوا " و" الجيش اللي حمى الثورة " ، مررواً " بالحارة المزنوقة " وانتهاءاً بنبؤة نور العينين ، وحينها ستتحقق مقولة : ( مصر أكيد هترجع لما قبل 25 يناير ) ، مصر أم مبارك وهتبقى أد جمال مبارك ، وبكرة تشوفوا مصر ..

تعليقات القراء