علاء الدين العبد يكتب: دوامة يناير 2011

خدوا بالكم أن النيابة التي أحالت قضية أرض الطيارين للمحاكمة هي نفس النيابة التي أحالت حسنى مبارك وأولاده ورجال نظامه للمحاكمة ، وهي نفس النيابة التي أحالت مرسي ورجاله للمحاكمة ، وأنَّ القضاء الذي بَرَّأ شفيق وجمال وعلاء مبارك هو نفس القضاء الذي ينظر محاكمة مرسي ورجال الإخوان ، وهو نفس القضاء الذي سمح لمرسي من قبل بالترشح للانتخابات وهو متهم بقضية تخابر أجنبي .. وهو نفس القضاء الذي أشرف على انتخابات 2005 و2010 المزورة ، يعني لازم نقبل الأحكام التي ستصدر على مرسي والإخوان و لا تعترضوا على القضاء ..

القضاء بَرَّأ جمال وعلاء من تهمة الإستيلاء فقط ، لكنهم  حصلوا على الأرض فعلاً وأعادوها عند بدء التحقيق في الموضوع ، القضية كانت تنظر إجراءات التخصيص فقط ومدى إهداره للمال العام ولا علاقة للقضية والقضاء بغير ذلك ..
الحيثيات واضحة وصريحة : الموضوع طِلِع بسيط جداً وهايف ولا يستحق قضية   .. دا مجرد مخالفة إدارية بسيطة ، فلا يوجد في قانون الجمعيات ما يمنع من زيادة تخصيص مساحة الأراضي للأعضاء ، يعني لو جمعية فيها 1000 شخص وزعوا 90 % من الأراضي لرئيس الجمعية وأولاده ، وال10 % الباقية من أراضي الجمعية لباقي الأعضاء فهذا بحكم القانون عادي جداً ، ويعد حكم تأخذ به جميع المحاكم في أي قضية مثيلة مستقبلاً ، وطبعاً لا مجال هنا لتحقق سوء النية أو شبهة جنائية..
و الحمد لله عدت على خير .. كفارة للجميع .. وسمعونا ألف مبروك وزغرودة حلوة ..

 خدوا بالكم أن الإعلام والصحافة والتليفزيون الرسمي الوطني للدولة الذي يُرَوج الآن ويذيع خيانة مرسي والإخوان وتمويل الجماعات ويتبنى برامج ليثبت للرأي العام الداخلي والخارجي مدى تآمرهم على البلد هو نفس الإعلام والصحافة والتليفزيون الرسمي والخاص الذي أذاع ونشر قضايا فساد مبارك وعائلته ورجاله ، وطبعاً لا ننسى السبعين مليار ، و اللجان التي أُنْشِئَت خصيصاً لملاحقة أموال مصر المُهربة بالخارج ، ولا ننسى طبعاً قضية حسين سالم ، وأحمد عز و ثروات زكريا عزمي و كمال الشاذلي والكثير والكثير ..

خدوا بالكم أننا أحياناً يروق لنا أن نطلق على الإخوان تنظيم دولي منظم ، وأحياناً نُطلق عليهم خرفان وأغبياء ، وأحياناً نُشيد بثورة 25 يناير ونَتَّهِم الإخوان أنهم سرقوها ، وأحياناً أخرى نتهم الشعب بأن الإخوان خدعوهم وأنها كانت مؤامرة من أمريكا لتقسيم مصر و ساعدهم فيها العملاء من الداخل والطابور الخامس ، وأحياناً أخرى نصف 30 يونيو أنها الموجة الثانية ليناير 2011 ، وأحياناً نصفها أنها تصحيح لمسار يناير 2011 ولك أن تفهم ما تشاء من كلمة تصحيح بالطريقة التي تناسبك ..

خدوا بالكم من حاجة مهمة جداً ، وهي أن كثيراً من مؤيدي ترشح السيسي للرئاسة سيواجهون حرجاً شديداً الآن ، لأن كثير منهم كانوا من مؤيدي شفيق في انتخابات الرئاسة ، وكثير من مؤيدي شفيق للرئاسة من محبي جمال مبارك ، وبالطبع عند براءة شفيق وبراءة جمال مستقبلاً إن شاء الله و بعد تَكَشُّف الحقيقة لمؤامرة يناير 2011 يكون من الطبيعي جداً حق جمال مبارك في الترشح كأي مواطن مصري شريف واجه الظلم بكل بسالة وشرف ووقف في القفص وقفة رجالة ..

خدوا بالكم ، حالتنا الآن وحالة مصر بالظبط زي اللى اتخبط في دماغه خبطة قوية ومفاجئة لم تفقده الوعي وما زال واقفاً على رجليه ، لكن مش عارف بالظبط هو فين حالة من التوهان وطالت شويتين ..
خدوا بالكم أنا مش دوري أبداً إني أفكرلك وأقولك إزاي تخرج من حالة التوهان ، لكن ممكن جداً أساعدك  وأقولك انسى  كل ماسبق ذكره  وتذكروا أن " صَدَّام " المستبد رحل وأُعْدِم 30-12-2006   أي منذ سبع سنوات حتى الآن ، وبقى الحال كما هو عليه أو أسوأ ، و تدهورت أوضاع العراق والشعب كله ولم تقم له قائمة حتى الآن ، وعليك أن تسأل نفسك وتُجيبها هل كان العيب في صَدَّام أم في الشعب أو كلاهما معاً ؟!

تعليقات القراء