علاء الدين العبد يكتب: واضح أَن مصر في حالة حرب

الإعلام كل يوم بِيْكَرَّر أنَّ مصر في حالة حرب ، وبرغم ذلك كل يوم بنعترض على أداء الحكومة ونسخر منها ونَصِفُها بحكومة مرتعشة ومشلولة ومتراخية ومش مِقٌدَّرِين هي بتعمل إيه ؟!! .. الخبر الأول على سبيل المثال : هل تعلم أن أربع وزارات مرة واحدة اجتمعت وهي ( وزارة المالية ووزارة التموين ووزارة البترول ووزارة التنمية الإدارية ) ؟ ، و طبعاً تم تشكيل لجان انبثقت منها لجان فرعية وثانوية وبذلوا مزيداً من الجهد والوقت وسهر الليالي ، وكلفوا الدولة الكثير لكي يناقشوا مشكلة أنبوبة البوتاجاز ، وقد قرروا لسعادتك الآتي : لو راتب سعادتك أكثر من 1500 جنيه ، أو إذا كنت على المعاش و معاشك أكثر من 1200 ،  فأنت في الحالتين للأسف لا تحتاج إلى دعم السلع التموينية ، و بالتالي لا تحتاج لدعم أنبوبة البوتاجاز الذي سيتم توزيعه بموجب كوبونات مع بطاقة التموين ، الآن أنتم أصبحتم  من  المُوسرين و الأغنياء ، هنيئاً لكم شعب مصر من العمال وصغار الموظفين وأرباب المعاشات ،  هل أدركتم الآن حجم المسئوليات و الضغوط الجسيمة الملقاة على كاهل الوزراء ؟؟  طبعاً لأ ..
 
تحديد هذا الراتب كمعيار لتحديد من هم الأولى بالإستفادة من الدعم هو كلام لا يُوصف إلا بأنه  أهبل و ساذج جداً خاصة بعد تحديد الحد الأدنى للأجور 1200 جنيه ، وأكيد في حاجة غلط في عقول المسئولين ، ويكون حرامٌ علينا أن نحصر الغباء في  الإخوان فقط .. طبعاً هذا الكلام لا علاقة له باستفتائك على الدستور ، ويجب أن تذهب وتقول له نعم للراتب ونعم للمعاش ، لأن الدستور سيوفر لك السكن المناسب الآدمي بإيجار رمزي ، والعلاج الصحي الصحيح المجاني لك ولأسرتك ، و بالتالي ممكن توفر كثير من هذا الدخل وتوجهه لشراء مسكن تمليك بالتقسيط ، أو للإنفاق على الرحلات أو الترفيه لتنشيط السياحة الداخلية وتكون مواطن صالح فَعَّال في مجتمعك ..
 
الخبر الثاني الذي يؤكد أن مصر فعلا في حالة حرب ويجب أن نقف بجانب الحكومة لكي تفرض هيمنتها بنفس القوة في إصدار قانون التظاهر وعدم التراجع عنه أو تعديله ، فهو ما جاء في قراءة هذا الخبر وأتمنى أن يكون غير صحيح ، أن الكاتبة سكينة فؤاد عرضت مطالب الطلاب الذين عرضوها خلال اجتماعهم أمس، وهى ( الإفراج عن جميع الطلاب المحتجزين، وانسحاب كل قوات الداخلية من محيط الجامعات وعلى بُعد يقى شر المناوشات ، تشكيل لجان تقصى حقائق يُمَثَّل فيها الطلاب لفتح تحقيق فى قتل الطلاب ) على رئيس الجمهورية المؤقت المستشار عدلى منصور، والذى أبدى موافقته المبدئية عليه ، و أيضاً الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء أبدى موافقته المبدئية على مطالب الطلاب ، إلا أن الأمر متوقف الآن على وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الذي يماطل فى إعلان موافقته ، لرفضه تراجع قوات الشرطة من محيط الجامعات والحمد لله  أن هناك ثلاثة مطالب للطلبة استطاع المفاوضون معهم  استبعادها و هى : إقالة وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم ، وإقالة وزير التعليم العالي الدكتور حسام عيسى ، وتعديل قانون تنظيم الجامعات وتمرير القانون الطلابى ، للأسف طبعاً لم يذكر الخبر على أي أساس تم قبول مطالب الطلبة ، وهل تم الإتفاق على أي تنازل من جانب الطلبة أو أي التزام منهم  !! وهو ما أتوقعه لن يكون سوى الإلتزام باستمرارهم في قلة الأدب والسفالة و التخريب .. 
 
مصر فعلاً في حالة حرب و تحارب الإرهاب منذ ستة أشهر ، و نعلم أننا جميعاً وأفراد الجيش والداخلية خاصة مرصودون و مستهدفون ، وبرغم ذلك نسمح لسيارة تقف على بعد 20 م من البوابة الرئيسية لمعسكر أمن مركزي مُحملة بالمتفجرات ، يتم تفجيرها عن بعد  ولا نسأل أين تأمين البوابة وأين دور أمن المعسكر ؟ !
 
ومن يسأل فقد خرج عن الملة و هاجم الجيش لأنه غرد خارج السرب ..
 
مصر في حالة حرب ، والحرب بجميع الأسلحة وقد بدأها العدو منذ فترة بحرب الفيديوهات المسربة ، وكل فترة يقذفون إلينا فيديو مسرب وننهال نتحدث عن دناءة العدو وأساليبه الصبيانية والمنحطة ولا نتحدث أبداً عن كيف تم التسريب ومن قام به  ، وبرغم أن القاصي والداني عرف أنها شبكة رصد فلم نسمع عن أي عقاب تم ومازال المُسرب يُسرب لنا كيفما يشاء في أي وقت يشاء ، ولا يعنيني هنا المحتوى بقدر ما يعنيني كيف وصل  التسجيل لشبكة رصد ومن أي جهة ؟ هل من الصحيفة أم من مكتب الفريق ؟ أم تفرقت وتاهت الحقيقة  بين القبائل ؟؟
 
ولماذا أترك عدوي كل يوم يبتزني سياسياَ ؟ لماذا لا أفسد سلاحه وأذيع التسجيل كاملاً ودفعة واحدة ، أليس ذلك من الحكمة والشجاعة ؟ ممَ أخاف ؟!! 
 
اِنسَ كل ما سبق ، مصر فعلاً في حالة حرب ، حذاري أن تسأل أي سؤال الآن ، و لا مجال أن تَدَّعي أن سؤالك برئ ، البلد لا تحتمل أي أسئلة ، لَجِّم لسانك واقهر عقلك واقمع أفكارك مهما كانت ، و إن لم تستطع سَنُكَبِّل إرادتك بالكامل حتى تمر البلاد بسلام ونقضي على الخونة والطابور الخامس الذي اكتشفناهم فجأة ، كن معنا فالبلد محتاجة إلى استقرار، حاول تكون تامر بتاع غمرة ، ونقضِّيها تسلم الأيادي .. 
 
تعليقات القراء