علاء الدين العبد يكتب : كلمة سر المحاكمات العسكرية

شاهدت الفيديو الخاص بلقاء لميس الحديدي مع رئيس القضاء العسكري والمذاع على قناة سي بي سي ، وقبل أن أعلق عليه ، فهناك توضيح هام للجميع : أنا مع المحاكمات العسكرية و أي عقوبة عسكرية لأي شخص ( يهاجم ) منشاة عسكرية ، أو مبنى عسكري ، أو مركبات وأسلحة عسكرية ، أتفهم هذا جيداً ولا غبار عليه لأنه يقابل العقل والمنطق ،  لكن أن نعتبر أن محطة بنزين تابعة للقوات المسلحة مُنشأة عسكرية ونعتبر الجندي الذي يعمل بمحطة البنزين نفس وضع الجندي الواقف بخدمة سلاح في الكتيبة وعلى الحدود يحمي البلد ، و أن وقوع  أي مشادة بينه وبين مواطن عادي ( لأي سبب كان ) يتم تحويله للمحاكمة العسكرية ، لا أتصور ذلك منطقياً وإلا فالجندي أو السائق المجند الذي يذهب لشراء الخضار بمنزل أحد القيادات  ( بالمناسبة هذا عادي جدا )  والجندي الذي يعمل بمنافذ بيع المواد الغذائية التابعة للقوات المسلحة ، و الجندي الذي يعمل بقاعات الأفراح في مهمة عسكرية ..
 
دعنا نتفق و نُطلق وصف منشأة عسكرية على محطات البنزين والمنافذ الغذائية وقاعات الأفراح وكافة المباني التابعة للقوات المسلحة التى تقدم خدمات مدنية للمواطنين ، في هذه الحالة فالمعيار هنا يكون بوقوع حالات هجوم أو سطو أو تخريب للمنشأة ، أي نوع المشكلة وليس مجرد مشادة تحولت إلى خناقة فقط  ومعيارها أنها مع شخص ينتسب للقوات المسلحة .. وإلا فالناس سيصيبها رعب من الإقدام على التعامل مع تلك الجهات ..
 
طيب لو جندي مجند أو جندي متطوع  ويعمل فلاح في أجازته ، اختلف مع جاره على ري أرضه ووقعت إصابات ، إلى أي قضاء نحولهم ؟!
 
هل  تتصور نفسك جالس في أي مكان ولو على مقهى أو شاطئ ، أو تسير في الشارع و لأي سبب حدثت خناقة بينك وبين أحد الأشخاص بملابس مدنية وهذا طبعاً وارد جداً ، فعليك أولا أن تسأله : سعادتك من أفراد القوات المسلحة ؟ ، طيب سعادتك من أفراد الداخلية ؟ ، طيب سعادتك من أفراد النيابة ؟ ثم بعد أن تأتيك الإجابة لك أن تختار أن تكمل الخناقة أو تعتذر وتبدي الندم على فعلتك الأثيمة وترحل بهدوء مهما كَيَّل لك الطرف الآخر ..
أذكركم بزمن قبل الثورة وهو ليس ببعيد حين كنا نرى استيكيرات أو بدجات الشرطة والقوات المسلحة والقضاء على زجاج السيارات والكاب العسكري الذي يضعه الرتب الصغيرة من الضباط على الزجاج الخلفي كجواز مرور لبوابات الطريق ، هذه الاستيكيرات والعلامات التي كان مجرد وجودها على زجاج السيارة يزيد من فرص بيعها ورفع سعرها ..
 
أذكركم بما حدث مؤخراً من خلاف بين أحد أعضاء النيابة و بين ضابط الشرطة وما أسفر عنه من تظاهرات لإئتلاف الشرطة لعدم محاكمة ضابط الشرطة ، لا أتحدث هنا من المخطئ ولكن أتحدث عن خلاف بين من يمثل سلطتين ، إلى حد تطور  ..
وربما نسمع مطالب للنيابة بمحاكمات خاصة بها هي الأخرى !!
 
 هل المطلوب منك كي تكون وطني أصيل أن تظل تؤيد و تقول نعم لكل شئ ولا تبدى حتى الرأي ، ألا يوجد اختيارات لديك سوى نعم أو لا ؟!
 
أليس في ذلك  وبدون قصد نوع من الإصرار أن تضيفوا مزيداً من الرافضين  للمحاكمات  العسكرية  ؟!..
 
 إذا كان الوضع كذلك فيجب ألَّا يقوم هؤلاء بتقديم الخدمة لك أو التعامل معك إلا إذا أفصحت لهم عن كلمة السر ..
تعليقات القراء