هالة منير بدير تكتب: للأسف أيها البرادعي..!!

استقالة د/ البرادعي ربما تكون مفاجئة للكثيرين .. !! ..
 
انهال عليه في المقدمة طبعاً بإلصاق تهم التخوين والعمالة كل من فلول مبارك ، أو الإخوان ، أو ممن أفاق على مصطلحات السياسة بعد أن قامت الثورات والمظاهرات والاعتصامات ، ثم تلاهم وللأسف قطاع كبير ممن كان يراه القشة التي ستنقذ الغريق وأنه المؤهل الوحيد لقيادة مصر .. !
 
تناسى كل هؤلاء كم كان الرجل محنكاً سياسياً ، صادقاً مع مبادئه بابتعاده عن اللعبة السياسية في ظل المجلس العسكري بقيادة طنطاوي الذي فرض مهزلة الانتخابات قبل سن الدستور ، فانسحب البرادعي مبكراً ليحتفظ باحترام مؤيديه في القلوب ، ويبقى التاريخ مسجلاً له هذا الموقف المشرف الذي لم يتخذه أحدٌ سواه ..
 
فقط أريد أن أتساءل وأسأل كل معارض للإستقالة الآن : هل أخذتك العزة والغضب كما أنت الآن عندما رأيت البرادعي يتقلد منصب نائب الرئيس المؤقت وقد احتفظت حكومته بوزير الداخلية " محمد إبراهيم " الذي كان تحت رئاسة هشام قنديل في حكم المعزول مرسي ، والذي سقط في عهده لمدة سنة الكثير من الشهداء ؟ لماذا لم يُؤثر حينها السلامة ويبيع مصلحة الوطن فلا يقبل بمنصب هكذا مشبوه ليُبقي على تاريخه المشرف ؟ ألا ترى أنه فعلا حاول القيام بشيء ولكن منظومة الفساد والغباء السياسي والعشوائية في اتخاذ القرارات وتطبيقها حالت بينه وبين الاستمرار في التورط أكثر وأكثر بمرور الوقت في مآسي لن يرحم التاريخ مرتكبيها ومؤيديها ؟؟ ..
 
عزَّ عليَّ أن أجد ذلك من د/ محمد البرادعي ، أن أجد اشتراكه في حكومة من فلول  الإخوان ، وقد عهدته رجل المبادئ ، رجل قال : أن الانتخابات لابد وأن تكون قبل الدستور ، رجل حرم الدم كله ، رجل يتلقف الاتهامات بالتخاذل والضعف  بمجرد  تأخره في كتابة تويتة عن دم سال في الصف المعارض  ، رجل يتهمونه الآن أنه مناصر الإخوان لاعتراضه على أسلوب فض الاعتصام ، وعدم رغبته في تحمل مسئولية المزيد من أعمال العنف أو التخريب أو الإرهاب الإخواني في مصر وهو نائباً لرئيسها ، يتهمونه أنه استقال غيرة على الدم الإخواني ولم يكتب تويتة عن شهداء الشرطة وحرق الكنائس وكأنه لم يملأ الدنيا شجباً لكل تجاوز وقع على كافة الأصعدة .. !!
 
لا أدري .. ألا يواجه المسئول هجوماً حاداً عند تأخره في تقديم استقالته بوقوع الأحداث الجسام  ؟! ها هو قد قدمها منذ اللحظة الأولى التي شك فيها في عدم اتباع الداخلية للأسلوب القانوني الأمثل لفض الاعتصام ، وإذا تأخر بتقديم الإستقالة  قلنا أنه لصيق بالكرسي وهمه المناصب وعينه على الرئاسة .. !! ألَم نلم على أحمد شفيق عدم تقديم استقالته بمجرد حدوث موقعة الجمل ؟؟ .. ألا ترون أن ما يحدث الآن حدثٌ جلل يليق بالبرادعي ود/ زياد بهاء الدين تقديم استقالتهم لأجله ؟؟! ..
 
 لقد قال البرادعي في نهاية نص الاستقالة  : ( لقد أصبح علي أن أستمر في حمل مسئولية قرارات لا أتفق معها وأخشى عواقبها ولا أستطيع تحمل مسئولية قطرة واحدة من الدماء أمام الله ثم أمام ضميري ومواطني خاصة مع إيماني بأنه كان يمكن تجنب إراقتها ، وللأسف فإن المستفيدين مما حدث اليوم هم دعاة العنف والإرهاب والجماعات الأشد تطرفاً وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله ) ..
 
فعلاً أيها  البرادعي كل مرة وبعد مرور الوقت نقولها " البرادعي كان عنده حق " ..
 
للأسف د/ محمد البرادعي  ربما كان خطؤك أن تقلدت منصباً بعد ثورة 30 يونيو والتي رآها أعداداًليست بالهينة من الشعب  أنها انقلاباً على الشرعية ، وعدداً آخر غُسِل مخه أنك راعٍ لحرب ضد الإسلام ، تقلدت منصب نائب الرئيس بعد عزل الإخوان الخونة الذي أضروا مصر وأضروك وتناسى الناس جرمهم وتذكروا جريمتك بتقديم الاستقالة في وقت غير مناسب سيشوه مصر أمام العالم بمناصرتك المزعومة للإخوان .. !!
 
هكذا نحن على الدوام نترك الحمار ونمسك في البردعة ،  تركنا إرهاب الإخوان الذي حشد المغيبين تحت مسمى الشهادة ومسكنا في استقالة البرادعي ، تناسينا غباء الداخلية أن انتفضت لفض الاعتصامين دون تأمين مديريات الأمن وأقسام الشرطة والمحافظات فتركوا أعضاء الشرطة والموظفين صيداً ينتقم منهم المجرمون قتلاً وسحلاً وتمثيلاً بالجثث ..  
 
 للأسف أيها البرادعي ستظل بمثاليتك النادرة الوجود وباحترامك الزائد على واقع لزاماً علينا عيشه بكل تشوهاته ، ستظل أنت الوجه الجميل الذي يسعى كل سويٍ  للوصول إليه ، ويسعى كل معيبٍ أن يشوهه ..
 
للأسف د/  البرادعي لقد قاموا بإحراقك سياسياً وخسرتك مصر لأجلٍ غير مسمى ، فلن يبقى العديد على تقديسهم لكل مبادئك التي يتناسوها بمجرد الرغبة في الخلاص من الإخوان المنافقين ..
 
تعليقات القراء