علاء الدين العبد يكتب : القرار للميدان

كلاكيت تاني مرة علشان في الإعادة إفادة ، يأتي يوم 25 يناير الذكرى الثانية لثورة لم تتم حتى الآن ، النظام يخاف من مجرد وجود متظاهرين سلميين لعقدة نفسية عنده من الميدان ، لكنه لم يفهم الدرس جيداً من سلفه المخلوع ، فيكرر نفس الخطأ في مواجهة الموقف ويعلن لأول مرة أن له يد من حديد سوف لن يتردد في استعمالها ، أسلوب أمني فقط " نفس الغباء " .

لم يحاول حتى أن يُغَيِّر أو يبدع في طريقة أخرى ولو بالكذب المعتاد منهم ، و في محاولة الظهور بعدم المبالاة والثقة الزائدة يغادر قنديل إلى سويسرا وكأن البلد لا تمر بأي ظروف استثنائية تحتم وجوده ، ولكنهم في نفس الوقت لم يستطيعوا أن يخفوا شعورهم بالرعب ، فيقوموا بتأمين ماسبيرو برجال الحرس الجمهوري ، مُقرين مسبقاً أن الداخلية لن تستطيع التأمين أو أنهم ربما لا يضمنون ولاءها التام ، يبدأ المشهد الأول بقرار فض الإعتصام بالقوة ، فيسفر الوضع عن قتلى ومصابين وينفجر الوضع بالمحافظات ، ويدركوا جيدا أن الداخلية لن تستطيع فيتم اتخاذ القرار الأغبى بعدم تأجيل قرار الحكم في مذبحة بورسعيد ، ويُعلن الحُكم لكي يتم صرف الأنظار عن الميدان ولتهدأة الألتراس ، ومن ثم تحويل المعركة عن العاصمة إلى محافظة صغيرة يستطيعون السيطرة عليها ، والنتيجة طبعا لم يهدأ الميدان ولم تهدأ باقي المحافظات ، والداخلية وكثير من ضباطها ليس عندهم الإستعداد لتقديمهم للمحاكمات أو زرع الكراهية بينهم وبين المواطنين مرة أخرى ، فنرى مزيداً من العنف المتبادل نتيجة عدم دراسة ردود فعل الشارع ببورسعيد على الحُكم الغير مدروس احتمالات حدوثه ، فتنهار مراكز وأقسام الشرطة والسجون من أول جولة ..

ثم نأتي لمشهد آخر هو نزول للجيش تزامنا مع أول خطاب للرئيس بإعلان الطوارئ وبالتتابع مع الخطاب الثاني والثالث يكون هناك مزيداً من حظر التجول يقابله مزيدا من خروج المتظاهرين والمعارضين إلى الشارع ، ثم حملة اعتقالات لرموز من المتظاهرين ، ثم مزيداً من حظر التجول بباقي المحافظات ، تغلق المحلات ، ويتوقف العمل تماماً ، ينضم إليهم الفقراء والمساكين اللى طالع عينيها لأنها لن تجد أقل القليل ليكفي احتياجاتها ، تغلق البنوك أبوابها ، ينفجر الوضع ، تنتشر البلطجة من جديد ، تتبادل الإتهامات ونسمع من جديد عن اللهو الخفي والطرف الثالث ، تتزايد مطالب الشارع ويهتف الشعب يريد إسقاط النظام ، يرتبك الإخوان من المشهد لخوفهم من ضياع السلطة وتقديمهم للمحاكمات والرجوع للسجون فيصدرون قرارات أشد ، ولن يكون أمام الإخوان سوى أمرين ، الأمر الأول : إما قاتل أو مقتول ، وتنزل مليشياتهم بالأسلحة ، وتُسفك دماء جديدة في جميع المحافظات و نسمع هتافات " الشعب والجيش إيد واحدة " وحينها لن يستطيع المتظاهرون أن يعترضوا على من يأتي به الجيش ..الأمر الثاني التنازل والرضوخ بمطالب الشارع بإلغاء الدستور وإقالة الوزارة وتشكيل وزارة ائتلاف وطني وانتخابات رئاسية مبكرة .

لكن هل سيقبل الشارع ذلك بعد إراقة كل هذه الدماء أم سيتمسك بسقوط النظام ؟؟

وإذا قبل الشارع استجابة النظام لطلباته فهل يستطيع النظام محاسبة القتلى ؟؟

تعليقات القراء