علاء الدين العبد يكتب: الشيخ العريفي ..لن يجدي هذا الدواء

 

لم يمضِ يوم واحدا على خطبة العريفي ، حتى كان الهجوم على معتصمي الإتحادية ، وكأن محاولة العريفي في مسجد عمروبن العاص لم تؤت ثمارها ، وربما يحتاجون لتكرارها أو الإستعانة بشيوخ آخرين ..
 
خطبة الشيخ العريفي جعلتني أتخيل ما يحدث ، وكأن مريضة كبيرة وعظيمة التف حولها الأطباء ، يتنازعون بينهم ويتنافسون على علاجها ، وادعى فريق واحد منهم أنه القادر على العلاج ، الأيام تمر وحالة المريضة تتدهور وأهل المريضة يصرخون وباقي الأطباء ممنوعون من الدخول ، ثم ياتي شيخ طيب يقف على باب غرفة الإنعاش يخطب في أهلها ، كم كانت أمكم عظيمة وكم كانت صاحبة أيادي بيضاء ، توحدوا و ادعوا لها بالشفاء وحذاري أن تختلفوا ، فكثير من أعدائكم متربص بكم ويتمنى الموت لأمكم ، اسمحوا للفريق المختار أن يباشر العلاج ، امنحوه وَحْدَهُ الفرصة كاملة ، واعلموا أيها الكرماء الشرفاء ،  قد يمتد العلاج لأربع سنوات ، حينها حاسبوه إذا ماتت أو فشل لاقدر الله .
 
 خطبة الشيخ العريفي ماهي إلا  تكرار لخطبته السابقة فيما عدا العشر دقائق الأخيرة التي أخذ يدعو الشعب إلى التوحد و التصافح ، و يحذر من المتربصين ، والحث على العمل و نبذ الخلاف ، السؤال هل الشعب المسكين الجالس أمامه هو من بيده الأمر لذلك ؟ الشعب يعاني الأمَرَّيْن ولا يوجد من يُوَحِّده ويقوده إلى الطريق السليم ، سنظل في تلك المأساة ولن نتقدم خطوة ولو خطب فينا شيوخ العالم كله ، ما الفائدة الآن أن نتذكر الماضي  ؟ هل لنفخر به ونحن نتسول من الجميع ؟! أم لنترحم عليه ؟ لماذا لم يُوَجِّه كلمه واحدة للنظام ؟!  لماذا ؟؟ تقدر تقوللي ؟؟
 
صاحب فكرة العريفي أدرك وأقر أنه برغم وجود 16 حزباً إسلامياً في مصر وجماعة الإخوان والسلفيين بشيوخهم وشيوخ الجهاديين بالإضافة لشيوخ الأزهر ، فلا يوجد بينهم من استطاع أن يؤثر في عاطفة المصريين  ..  صاحب فكرة العريفي ، راهن أن الكثير من الشعب المصري عاطفي وينجذب للثناء عليه خصوصاً أن يأتي من غير مصري ، في الماضي كانت الأنظمة الحاكمة تستخدم الفن والغناء والكرة إما لإلهاب حماس الشعب وتسخيره حسب ما تريد ، أو إلهاء الشعب وإبعاده عن التفكير فيما لاتريد ، النظام الحالي استعوض الفن والغناء والكرة بالدين والمساجد والشيوخ ، هاهم ربما قد نجحوا في مساعيهم ، آلاف مؤلفة هرعت لعمرو بن العاص والبعض انهمرت دموعه  ، ولكنه نجاح مؤقت ، فإذا ما استثنينا الإخوان والسلفيين ، فلن يكون ذلك النجاح سوى مجرد مُسَكِّن مؤقت لساعات قليلة ، مسكن سيزول أثره سريعاً لأن الألم والوجع أشد منه بكثير .. 
 
فماذا يفيد التَوَحُّد وماذا يفيد الحذر من المتربصين حين لن تجد المريضة  الدواء ؟!
تعليقات القراء