«كلفنى فى كل مرة عشرة ملايين دولار دون جدوى» .. كيف خدع السادات «موشي دايان»

الموجز 

في الذكرى الخمسين على انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، وهي خامس الحروب العربية الإسرائيلية، والحرب التي حرب شنتها كل من مصر وسوريا في وقت واحد على إسرائيل عام 1973، إبان عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973، الموافق 10 رمضان 1393 هـ، بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية؛ أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة، وبمساهمات بعض الدول العربية سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي.

في مذكراته التي جاءت بعنوان "البحث عن الذات"، أرخ الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، ذكريات حرب أكتوبر، فقد تمت طباعة الكتاب لأول مرة فى أبريل عام 1978، وصدرت له طبعة ثانية فى أكتوبر بذات العام، ونشر الكتاب بأكثر من 13 لغة أهمهم الإنجليزية والفرنسية والعبرية واليابانية.

الاستعداد للحرب

يقول السادات في مذكراته: في مصر لم يكن اهتمامنا منصباً على الناحية المعنوية فحسب، فقد أنفقنا أكثر من 127 مليون جنيه على إعداد الدولة للحرب، إذ كان تخطيطي يقوم على أن مصر كلها من الإسكندرية إلى أسوان أرض معركة.

وتابع: كل مصنع، كل محطة كهرباء وضعت لها خطة دفاع بحيث إذا ضرب جزء من المرفق، يعمل الجزء الباقى.

وأضاف السادات: في إبريل سنة 1973، جاء الرئيس حافظ الأسد إلى مصر في زيارة سرية، كان الفريق الجمسى وقتها مدير العمليات بالقوات المسلحة، فأحضر لنا المذكرة التي دون فيها المواعيد المناسبة للعمليات الحربية على مدار السنة من وجهة نظر العلوم العسكرية.

وأردف السادات: كانت مكتوبة بخط يد الجمسي لأنها سرية، وهى ثلاثة مجموعات من الأيام، المجموعة الأولى فى شهر مايو سنة 1973، والثانية في أغسطس وسبتمبر سنة 1973، والثالثة في أكتوبر سنة 1973.

وتابع السادات: كانت أنسب هذه المجموعات مجموعة أكتوبر، وخاصة أن الجبهة السورية إبتداء من نوفمبر وحتى الربيع غير جاهزة للعمليات، نظراً للظروف الطبيعية هناك.

واستكمل: في هذا الاجتماع كنت أنا وحافظ الأسد وحدنا في برج العرب، وهي عاصمة الصحراء الغربية، فقلت له: "لقد قررت أن أدخل المعركة هذا العام، وأعطيت تعليماتي بذلك للجنرال أحمد إسماعيل فما رأيك؟. قال لي: وأنا معاك وداخل وبنجهز نفسنا.

 

كيف خدع السادات «موشي دايان»

قال السادات: لم أكن أنوي أن أدخل المعركة في مايو سنة 1973، ولكن كجزء من الخداع الاستراتيجي، قمت بحملة في الصحف عندي وفي الدفاع الشعبي، ما كان الإسرائيلين إلا أن صدقوا، وفى الأيام المناسبة للحرب حشدوا جيوشهم بينما كنت فى حالة استرخاء تام، ففى أغسطس من نفس السنة فعلت نفس الشيء، وكان رد الفعل في إسرائيل هو نفس ما صنعوه في مايو، فأعلنوا التعبئة العامة.

وذكر: ولذلك عندما سئل موشى ديان بعد حرب أكتوبر لماذا لم يعلن التعبئة في أكتوبر؟، قال إن السادات قد دفعني إلى هذا مرتين مما كلفى فى كل مرة عشرة ملايين دولار دون جدوى، فلما جاءت المرة الثالثة ظننت أنه غير جاد، مثلما حدث في المرتين السابقتين، لكنه خيب ظني.

تعليقات القراء